لا أنفي أنني في مرحلة شبابية تأثرت ببعض كتابات صادق جلال العظم، وخصوصاً في نقده الجريء للمؤسسة الدينية، وفي تفنيده الدقيق لخطاب الجبرية عند بعض الأنظمة العربية. وكان دوماً قريباً من خط الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين، وأتاح له نايف حواتمة حضور اجتماعات مكتبها السياسي، دون أن يكون عضواً رسمياً فيها.
لكن قراءة العظم في مرحلة التخصّص الأكاديمي كانت مسألة أخرى بالنسبة إليّ، تعود إلى كتاب «النقد الذاتي بعد الهزيمة» (وقد كتبت نقداً مفصّلاً فيه هنا) وتقرأ فيه نسقاً عادياً للاستشراق المبتذل، مثل كتاب «العقل العربي» لرفائيل باتاي الإسرائيلي، أو كتاب «الدائرة المغلقة» لديفيد برايس جونز. وغوص العظم في مسألة «الشخصيّة الفهلويّة» _ وقد استعارها من حامد عمّار وفيها ما يقع خارج المقبول في العلوم الاجتماعيّة منذ السبعينيات ومرحلة تقويض بنيان المنهجيّة العنصريّة في الدراسات الأنثروبولوجيّة وإن لا تزال بعض بقاياها حيّة حتى عربيّاً _ لا يخرج عن نطاق العنصرية الذاتية، أو تحقير العرب على يد العرب، أو تحقير العرب لمجاراة الرجل الأبيض. لكن تحوّلات العظم السياسية عبر السنوات تؤهّل لإعادة النظر في نقد الكتاب والنظر إليه على أنه أسوأ من الاستشراق المبتذل العادي. لعلّنا لم نقرأ بعض السطور. أشعر أن الكتاب يحتاج إلى قراءة باطنية.
تعرّفت إلى العظم في مرحلة التسعينيات عندما كنت في مدينة واشنطن. وكان يحظى بمواقع «زيارة» في مؤسّسات أميركا وجامعاتها (التقيت العظم بصورة عابرة أواخر السبعينيات في حرم الجامعة الأميركيّة ببيروت عندما كنت أعدّ دراسة حزبيّة غير منشورة عن التاريخ الاستعماري للجامعة الأميركية في بيروت. حدّثته عن المشروع وأجاب عن بعض أسئلتي، وكان _ ولا يزال للحق _ قريباً من التلاميذ ولا يتعاطى معهم على طريقة الأساتذة المنبريّة التي عانى ويعاني منها الطلاب العرب في الجامعات الرسمية والخاصة). لكن معرفتي به اجتماعيّاً بدأت في التسعينيات بصحبة الصديق بسام حداد (تلميذي السابق وزميلي حاليّاً). وعندما عرف إدوار سعيد بمعرفتي بالعظم آنذاك، هاله الأمر. أذكر أنه اتصل بي ذات صباح غاضباً وشارحاً ظروف دعوة العظم إلى أميركا.
وبين العظم وسعيد، كان خلاف عميق لم تقلّصه السنوات. القصّة مفادها أنّ العظم كتب نقد كتاب الاستشراق لسعيد («الاستشراق والاستشراق معكوساً») عندما كان ضيفاً في بيت سعيد، ومن دون علم سعيد الذي اعتبر الأمر خروجاً عن الصداقة وعن أصول الضيافة. وبصرف النظر عن حق النقد ومبدأ تقبّل النقد من الأقربين والأبعدين، فإن سعيد رفض قطعاً مصالحة العظم. واشتكى العظم لي أن سعيد لم يسامحه، رغم محاولات للمصالحة من قبل العظم. لكن سعيد روى بحق قصّة دعوة العظم السياسيّة، غير الأكاديمية، إلى أميركا: أنها أتت من أكثر المراكز الشرق أوسطية صهيونية في كل أميركا، أعني مركز دراسات الشرق الأدنى في جامعة برنستن (وللعلم، فإن فيليب حتّي الذي درّس في جامعة برنستن كان على خلاف مع المركز وأوصى بمنح مكتبته الخاصّة لجامعة مينيسوتا وليس إلى جامعة برنستن). والإسرائيلي، إيمانويل سيفان وبرنارد لويس وغيرهما من الصهاينة هم الذين بادروا إلى دعوة العظم، كما عرفت في ما بعد. لن أنقل بالحرف ما قاله لي سعيد عن دعوة العظم حرصاً على أسماعكم وأسماعكنّ، ولكن صحيح أن الدعوة كانت مكافأة للعظم على خلافه مع سعيد، رغم مسعاه المُستمرّ للمصالحة (وهي لم تتمّ حتى موت سعيد).
هناك من تقترب منهم وتكتشف فيهم أشياء تقرّبك أكثر (مثل العظيم جورج حبش)، وهناك من تقترب منهم وتنفر. لم يشب علاقتي بالعظم أثناء إقامته في واشنطن عندما شغل منصب باحث زائر في مركز «ولسن» (لإعطائكم فكرة عن المركز، هو المركز الذي يدعو فؤاد السنيورة دوريّاً للحديث عن الثورات العربيّة وعن تطلّعات الشباب العربي). وكانت أبحاث العظم وآراؤه العلمانيّة تتقاطع مع أفكاري، وقد انتدبني أكثر من مرّة لتمثيله عندما لم يكن لسبب أو لآخر قادراً على إلقاء محاضرة في موضوع العلمانيّة في العالم العربي. لكن شاب نظرتي له عاملان: اكتشفت أن منظرّكم الماركسي السابق متعلّق بخلفية عائلته «الأرستقراطية» (والأرستقراطيّة» في عالمنا العربي لا تعني أكثر من الولاء والطاعة للباب العالي والباب المتدنّي في العهد التركي أو الاستعماري الأوروبي). أذكر كيف روى لي مرّة بزهو أنه في حفلة عشاء جمعته مع مصطفى طلاس وزوجته (من آل الجابري) تلاطف مع الأخيرة حول أصل العائلة عندما كانت تقول إن دمها أزرق. فأجابها العظم بأن دم عائلته «ليلكي» إذا كان دم عائلتها أزرق. وتضاحك الجميع، على ما روى.
لكن القصّة الثانية التي أبعدتني (أو نفّرتني) كانت أخطر. وصلني من خبيرة أميركية في شؤون الشرق الأوسط أنّ العظم قبل دعوة (عام 1993) من مؤسّسة واشنطن لسياسات الشرق الأدنى. وكان المركز الذي تأسّس كذراع فكرية _ بحثية لمنظمة «إيباك» (اللوبي الإسرائيلي الرسمي في أميركا) مُقاطعاً (آنذاك) من قبل العرب المحافظين وغير المُحافظين. حتى مستشار أنور السادات، تحسين بشير، أسرّ لي في نيويورك بعد مناظرة أجريتها مع الصحافيّة جوديث ميلر وانتقدت فيها المؤسّسة المذكورة أنه رفض كل عروض مارتن إندك ليتبوّأ أي منصب زائر في المركز، مقابل ما يقرّره هو من مرتّب. (اليوم، يتقاطر العرب إلى المركز: من وليد جنبلاط، إلى مروان المعشّر، إلى نهاد المشنوق، إلى مصباح الأحدب، إلى سائر التطبيعيّين العرب لأخذ بركة الصهاينة هناك). اتصلت بالعظم وقرّعته بشدّة على قبوله الدعوة. قلت له: لم يزايد أحد من المثقّفين العرب أكثر منك، ولم يخوّن أحد غيره من المثقّفين العرب أكثر منك. لم تترك مثقّفاً عربياً، من هشام شرابي إلى وليد الخالدي، إلا اتهمته بالعمالة إما للموساد وإما لوكالة الاستخبارات الأميركية أو للاثنين معاً. وقد وضعتَ كتاباً قرّعت فيه المثقّفين العرب بسبب زيارة من أستاذ في جامعة هارفرد لبيروت اعتبرتها أنتَ أنها مشبوهة. ماذا تتوقّع من الردود عليك؟ أليس في قبولك نفاق؟ فقال لي بصوت ضعيف: «لقد انهزمنا يا أسعد. اليهود انتصروا». لم أصدّق ما قاله. هالني ما سمعتُ منه. قلت: أنت تقول هذا الكلام؟ هم ينتصرون فقط عندما تعلن أنتَ وغيرك نصرَهم. المعركة لم تنته، هذا إن كانت قد بدأت. قال لي: سأفكّر بالأمر. وبعد دقائق، اتصل بي وقال: ستسرّ. لقد هاتفتهم واعتذرت بداعي المرض. قلتُ له: لا، لم تسرّني. كان يجب أن تصرّح أن رفضك بداع سياسي وليس بداع صحّي. تباعدنا ولم ألتق به مجدّداً إلا قبل سنوات قليلة في مؤتمر أكاديمي في مدينة بوسطن، وقلت له هازئاً: أنتَ، أنتَ أصبحت من دعاة الديموقراطيّة؟ حتى أنتَ؟ فأجابني: نريد أن نتنفّس. تبادلنا حديثاً سريعاً أدركت من خلاله أن المسافة بيننا قد ازدادت كثيراً.
كل هذه المقدّمة كانت بسبب مقابلة أجرتها معه علياء الأتاسي في جريدة الأمير خالد بن سلطان، «الحياة»، أخيراً. فالعظم أصبح عضواً قياديّاً (كل الأعضاء قياديّون على طريقة تنظيم «اليسار الديموقراطي الحريري» في لبنان) في الائتلاف الوطني السوري (الأميركي _ القطري، يمكن أن نضيف). لكن العظم لم يكن معروفاً عنه مقارعته أو حتى معارضته للنظام السوري خلال السنوات والعقود، وباعترافه هو. ومن المعروف أن العظم تبوّأ منصباً رفيعاً في جامعة دمشق في ظل نظام حافظ الأسد، وابنه من بعده. وهل تحدث تعيينات في الجوامع والجامعات في سوريا لا تحظى برضى النظام؟ هذا الأمر متروك للتقييم التاريخي للشعب السوري في ما بعد. ولكن لا عجب، إذ إن هناك أبواقاً سابقة وقادة سابقين وحتى جلادين سابقين في النظام ممن تحوّلوا إلى معارضين بارزين هذه الأيّام. ظاهرة يألفها اللبنانيّون واللبنانيّات مثل غيرهم. وحتى في موضوع الأنظمة العربيّة، لم يكن العظم مُعارضاً بالتحديد لأنظمة عربية معيّنة إلا عراق صدّام حسين، وهذا لم يتعارض مع السياسة الخارجيّة للنظام السوري على مرّ السنوات. وأذكر أنني تناولت الغداء معه ومع أسامة الباز في التسعينيات خلال مؤتمر في واشنطن في مركز الدراسات الاستراتيجيّة والدوليّة. وعندما انهلت على الباز بالنقد والأسئلة عن حكم مبارك (الذي حاول التنصّل منه في الحديث) تبرّم العظم مني وطالبني أمامه بأن أخفّف من نقدي له وللنظام المصري.
وقد انتقد العظم في المقابلة (مجدّداً) موقف أدونيس من «الثورة السوريّة» _ كم يسهل إطلاق صفة الثورات هذه الأيام في العالم العربي، حتى الحركة الحريريّة _ السعوديّة ارتدت عباءة الثورة _ وذكّر بموقف أدونيس السابق من «الثورة الإيرانيّة» حيث كان أدونيس (وغيره من المثقّفين العرب مثل أنور عبد الملك) من المصفّقين والمهلّلين، يا للأسف. يستحق أدونيس التقريع على موقفه هذا، وخصوصاً أن القيادة الدينيّة التي استولت على الثورة بالقوّة لم ترحم اليساريّين والعلمانيّين في إيران. لكن العظم لا يرى التناقض الذي يقع فيه عندما يكيل المديح لحركة الإخوان المسلمين اليوم. لا بل إن العظم، الذي كان لا يتهاون مع أي تسامح أو تعاون أو لين في تعاطي اليسار مع الحركات الدينيّة على أنواعها، يعيب اليوم على بعض الشخصيات السورية المستقلّة انتقادها للإخوان. ويحاول أن يلمّح _ كما يصرّح معظم أقطاب المعارضة السوريّة ومثقّفيها _ إلى كون موقف أدونيس من «الثورة السوريّة» يرجع إلى خلفية طائفية. والعظم يقرّع أدونيس لأنه لم يناصر سلمان رشدي (ومناصرة رشدي لم تكن صعبة في العالم العربي لأن عنوان المناصرة كان مقارعة النظام الإيراني)، لكن العظم سكت ويسكت عن قمع المفكّرين والكتاب والمدوّنين وتكفيرهم في دول النفط والغاز. هل يعود ذلك لأن العظم يحتل منصباً في تجمّع تموّله وتدعمه أنظمة النفط والغاز؟ لا، ليس موقف العظم أفضل من موقف أدونيس هنا. إن الممالأة اليساريّة أو حتى العلمانيّة للحركات الدينيّة لا تختلف بين حركة وأخرى، أو بين دولة وأخرى.
والنزعة الاستشراقيّة المبتذلة عند العظم تظهر في المقابلة. تسأله الأتاسي إذا كانت «الشخصية السورية هي السبب وراء استفحال التخبط في قرارات المعارضة». هكذا بالحرف. تعرف هي أن العظم سيجود حول مشاكل تركيبة الشخصيّة العربيّة، وبالفعل يجيبها دون تردّد أن المشكلة تكمن في «غياب النضج والافتقار إلى روح الفريق»، ويضيف كلاماً عن «العادات والطبائع». لو صدر هذا الكلام عن مبتذلي الاستشراق لتعالت صيحات الاستنكار _ من ناقدي الاستشراق في العالم العربي، على ندرتهم في إعلام النفط والغاز.
والعظم مُعجب بالإخوان المصريين والسوريين، بالإضافة إلى الحكم التركي. ويرى «تحولاً كبيراً في خطاب الإخوان»، وكأن الخطاب وحده هو الكفيل بتشكيل المعيار للحكم على أيديولوجيا أو ممارسة الحاكم أو المعارضة. ويبدي العظم إعجاباً بـ«المشروع الإصلاحي» _ لم نتبيّن معالمه بعد _ للإخوان ويرى فيه «أفكاراً ليبراليّة وحديثاً عن دولة مدنيّة» (نسينا أن نخبركم بأن العظم أصبح هو أيضاً ليبرالياً، ولعلّ ذلك يفسّر هوى الإعلام النفطي والغازي به هذه الأيام). ولا يضير العظم أن الإخوان لم يشرحوا لنا يوماً المضامين الدستورية والقانونية للدولة المدنية تلك، وخصوصاً أن المصطلح دخيل على القانون الدستوري. لكن إذا كان حكم الإخوان في مصر وأفعال الإخوان في سوريا هي بوادر جنينية للدولة المدنيّة فهذا لا يبشّر بالخير، وإن كان يبشّر هذا العظم، المُتحوّل غير الثابت، بالخير الوفير.
لكن أخطر وأبشع ما في كلام العظم هو النفحة الطائفيّة فيه. وهو كغيره من معارضة قطر والسعوديّة (أكاد لا أصدّق أنني أكتب من دون تردّد أن صادق جلال العظم ينهي سنواته عضواً بارزاً في معارضة قطر والسعوديّة _ لو فعل ذلك غيره عندما كان هو ينتقد ويخوّن يميناً ويساراً لكتب كتاباً في هجاء نفسه) ينتقد أدونيس (وأنا لم أكن معجباً قط بمواقف أدونيس السياسيّة وكتبت في نقد «الثابت والمتحوّل» هنا) بنَفَس طائفي. العظم يحلّل الوضع السوري على طريقة تحليل حزب الكتائب اللبناني للوضع اللبناني. هو، على طريقة الاستشراق الذي اهتدى به في كتابه «النقد الذاتي بعد الهزيمة»، لا يرى في العرب إلّا قبائل وطوائف وعشائر. وتتبدّى النزعة الطائفيّة المُستجدّة(؟) عند ناقد الفكر الديني عندما يبدي إعجابه بـ«قدرة المكوّن السنّي الذي يشكّل غالبية المجتمع السوري على ضبط النفس». بصرف النظر عن استعمال العظم للمصطلحات الطائفيّة، فإنه يتجاهل أفعالاً وخطاباً طائفياً ومذهبياً مقيتاً صادراً عن «مكوّنات» المعارضة التي ينتمي إليها، وعن العصابات المسلّحة التي يلهج هو وغيره بحمدها. هل الدعوات إلى إبادة العلويّين وفرمهم تدخل في باب ضبط النفس؟ طبعاً، هذا لا يعني أن الأفعال المشينة والخطاب المذهبي يجب أن يتحمّل مسؤوليّتها كل السنّة، لكن منطق التعميم الطائفي صادر عن خطاب العظم في مقابلته.
والعظم، الحق يُقال، يخشى على تفجّر الصراعات الطائفيّة في المنطقة. لا يتحسّس وجودها بعد بتاتاً، لكنه يرى أن دخول حزب الله في الصراع في سوريا «على أساس طائفي شيعي» سيؤدّي إلى «استنفار» طائفي سنّي. أي أن العظم لم يلاحظ بعد الخطاب الطائفي المذهبي في الحكم السعودي والقطري الذي يرعى تجمّع المعارضة التي ينتمي إليها. بكلام آخر، وفق التسلسل غير المنطقي عند العظم، فإن المنطقة العربيّة تعيش في حالة من الوئام والتحاب والودّ، والطوائف لا تلاحظ وجود بعضها الآخر، لكن تدخّل حزب الله في الشأن السوري هو الذي قلب المعادلات وأدخل الطائفيّة البغيضة إلى عالمنا. بقي أن يكتب العظم جزءاً ثانياً في «نقد الفكر الديني» بعنوان «في مديح الفكر الوهابي».
يعترف العظم بالشعور بالذنب (لكنه يضع الأمر في صيغة الجمع عند جيله) لأنه سكت عبر السنوات عن جرائم النظام السوري ولم يكتب كلمة واحدة عن مجزرة حماه، فيما كتب مطوّلات في الدفاع عن سلمان رشدي (مع دفاعي عن حق رشدي في النقد والكتابة حتى لو أزعجت السلطات الدينية السنية والشيعية على حدّ سواء). العظم كان يُعتبر مؤيّداً للنظام لسنوات، حتى إن زميلاً لي يتذكّر أنه تصارع (كلاميّاً) معه في جامعة براون عندما كان العظم يدافع بقوّة عن النظام السوري أمام جمع طلابي. لا ينفي ذلك العظم في المقابلة المذكورة إذ يقول بالحرف: «سكتنا وابتلعنا التوريث» _ وهنا هو يتكلّم بالنيابة عن نفسه فقط، لأن هناك في سوريا من كسر حاجز الخوف قبل سنوات وعقود وتعرّض للتعذيب والقتل من أجل ذلك. يعترف العظم بأنه لم يكسر حاجز الخوف إلا أخيراً، لكن اعترافه يجب أن يدفعه إلى التواضع وإلى العزوف عن أي عمل سياسي لأن المعارضة تستحق رجالاً ونساءً من الذين واللواتي كسروا حاجز الخوف في سوريا قبل اندلاع الانتفاضة.
ويستمرّ العظم في استرسالاته الطائفيّة فيزيد بأن قناعة منع تكرار المعاناة (وهنا أدخل المقارنة مع معاناة اليهود في المحرقة) قد «ترسّخت في الوعي السنّي الجماعي في سوريا». ما هو الوعي السنّي الجماعي؟ هل استحدث العظم بديلاً من التحليل الطبقي؟ هل أصبحت اللغة اليساريّة عنده باطلة وخشبيّة؟ لا يريد يساراً بعد اليوم. يقول في المقابلة المذكورة: «اليسار لم يعد لديه ما يطرحه في الوقت الحاضر. أنا ذكرت سابقاً، وفي مناسبات أخرى، أن المرحلة الآنيّة، هي مرحلة الطبقة الوسطى ورأسمالها والرأسمال العربي». وعندما يقول ليس هناك من طرح لليسار، فهو يعني أن الصراع الطبقي قد انتهى وأن الاستغلال الرأسمالي دخل التاريخ، وأن الطبقة العاملة وصلت إلى السلطة في كل العواصم. انتهى التاريخ عند العظم، أم أن الماركسيّة انتهت عنده بعد صعود الحركات الإسلاميّة؟
هذا هو صادق جلال العظم في سنوات الكهولة: الرجل الذي نظّر للثورات الحقّة، والذي كان يعتبر أن اليسار الفلسطيني الثوري ليس ثورياً بما فيه الكفاية، بات يلهج بحمد الإخوان المسلمين. لم يعد العظم يقدّم نقداً: بل هو يقدّم روح الانهزام التي ضربت عدداً من المثقّفين بعد الحرب الأميركيّة على العراق عام 1991. هؤلاء الذين كانوا يتحيّنون الفرص _ مثلهم مثل النظام الهاشمي _ لإعلان إنهاء صراعهم مع العدوّ الإسرائيلي. الانهزامية وحدها، أو الطموحات السياسية الصغيرة ولو في تجمّعات تخلقها أنظمة النفط والغاز، تفسّر التحوّلات الجذرية في فكر البعض وسياسته.
حالة العظم لافتة فقط لأنه كان عنوان المُزايدة اليساريّة والتخوين والتكفير (العلماني) على طريقة حزب البعث. لم ينجُ مُثقّف عربي واحد من هجاء العظم ونقده. لم يكن هناك يساري وماركسي وعلماني غيره. أعطى نفسه نياشين لأنه ناصر قضيّة سلمان رشدي، لكنه لن يحوز نياشين من قلمه السابق لمناصرته الإخوان والسلفيّين في سوريا. قد نقلب معادلة صموئيل جونسون ونتساءل إذا كانت الطائفيّة هي الملاذ الأخير للمثقّفين العرب المهزومين.
* كاتب عربي (موقعه على الإنترنت:
angryarab.blogspot.com)
29 تعليق
التعليقات
-
صارو ظلاميي ايران حاملينصارو ظلاميي ايران حاملين لشعلة التحرر والتنوير والك عين تحكي عن الطائفية يا أسعد يا أبو خليل؟
-
نصف تعليقليس دفاعاً عن أحد...اذا كان الناقد لا يحمل الجنسيه السوريه أو اقام فيها على الاقل فلا تعليق, أما أذا كان العكس فهناك وجهتي نظر الاولى سياسيه (فن الممكن) و الثانيه منطقيه عقلانيه تؤمن بالجدليّه الديالكتيكيه.
-
ليس دفاعاً عن أحد...اذا كانليس دفاعاً عن أحد...اذا كان الناقد لا يحمل الجنسيه السوريه أو اقام فيها على الاقل فلا تعليق, أما أذا كان العكس فهناك وجهتي نظر الاولى سياسيه (فن الممكن) و الثانيه منطقيه عقلانيه تؤمن بالجدليّه الديالكتيكيه.
-
العظم عميل امريكي اكتشفتو من خلال علاقاتكم مع الامريكان ههكل جريمة صاد جلال العظم !! انه ذكر الطائفة السنية والبرجوازية السنية فأصبح نكوصاً عن علمانيته وعميل امريكي قطرائيلي ! فهل كان ماكسي فيبر مسيحيا عندما كتب كتابه عن البروتستانية والرأسمالية !! مازلتم تجترون "التفسيرات والتأويلات التي أنتجتها الأيديولوجية الفاشية وأعوانها،التي أحالتها إلى مخططات ومؤامرات وأخطبوطات ومندسين ودور”الإمبريالية القطرية”" وضعكم مأساوي هه
-
بخصوص مقالة الرفيق اسعد ابو خليل انقلاب العظم له اساس فكري وهو اعتبار العولمة مرحلة جديدة في الرأسمالية وبالتالي موت الامبريالية (موت لينين) انظر مقالته بخصوص العولمة كان من المفيد نقد العظم انطلاقا من ذلك وليس بناء على حديث او سلوك مشبوه واخيرا التحية للرفيق اسعد الطهراني (من الطهر طبعا)الاخير
-
جﻻل العظم"المثقفون اكثر الناس قدرة على الخيانة ﻻنهم اقدر الناس على تبري ها" لينين
-
سيد أبوخليللا أدري لماذا تصدع رؤوسنا بالمحرقة وضحايا المحرقة في كل مقالاتك... وما لنا وما لها؟؟ وما علاقتنا بها؟ أنحن من افتعلها؟؟ أنحن من خطط لها؟ أرجو توضيح الهدف سيد أبو خليل؟؟ ألم يحظ اليهود في الأندلس على سبيل المثال بعصرهم الذهبي أبان الحكم الإسلامي؟ نحن في الدول العربية عاملنا اليهود معاملة عادية وكانوا جزءاً من المجتمع... صراعنا فقط مع الكيان الصهيوني الذي يريد أن يكون يهودياً... وإن حدث من محرقة فقد تمت بمباركة أو على الأقل تغاضي من جانب الصهاينة، وقد عرضت ألمانيا على اليهود دفع تعويض بسيط للإبقاء على حياة اليهود المحبوسين في معسكراتها، فرفضوا الدفع من أجل استغلال دمائهم للحصول لاحقاً على "أرض الميعاد".
-
سبحان مقلب القلوب و الأبصارسبحان مقلب القلوب و الأبصار .... صادق جلال العظم أحمد فؤاد نجم عزمي بشارة جورج صبرا علي فرزات وغيرهم الكثير الكثير .... ممن أمضوا شبابهم يشتمون الامبريالية والاستعمار ثم ساقهم الدولار النفطي القذر في خريف أعمارهم كالأغنام يثغون بصوت واحد // يا ناتو تعا لعنا يا ناتو // ألم يكن هذا شعارا رفع لثلاثة أسابيع متتالية ...؟؟؟ الحظر الجوي والحماية الدولية وغيرها من دعوات الخيانة العظمى ..؟؟ ولم تكن بعيدا عن اصطفافهم السياسي آنذاك ... عندما أسهمت عامدا بشيطنة النظام الذي لم ينكر أحد أخطاءه ... فما يغني عنا ما تقوله عنهم اليوم ...؟؟؟ هل كنت مخدوعا بهم ..؟؟؟ النظام في سوريا لم يكن مخدوعا بهم وحدثكم عنهم منذ صدور بيان الحليب لأطفال درعا هل تذكره ...؟؟ ولكنكم لم تصدقوه ... ولم تصدقونا ولم تصدقوا السيد حسن ولا 1600 مغتصبة في حمص قبل أن يدخل الجيش اليها ... كان القتل و الاغتصاب مباركا باسم الثورة ... ولم يكن يحظى باهتمامكم ...
-
آن للأستاذ أبو خليل أن يعلمآن للأستاذ أبو خليل أن يعلم أن قضية فلسطين لا تحتل أولوية لدى الكثير الكثير من "الشعب العربي".
-
كم تبدو سائر الشخصيات صغيرةكم تبدو سائر الشخصيات صغيرة مرتجفة في حضرة أبو خليل، في الحكايات التي يكتبها أبو خليل.
-
صادق..نموذج مصغر لمثقفيناللأسف ياأستاذ أسعد هذه حال مثقفينا بمعظمهم حيث يميلون بما يمليه الزمان ولا قيمة لمبادئ وأفكار طرحوها أو طالما ترنمو بها.. هم كسياسيو بلادنا يتمسكون بتلابيب مصلحتهم وباتجاهات تتفاوت في مستواها بين الأرض وما تحتها ينبشون التبريرات اللانهائية لولاءاتهم المتوزعة حسب المصلحة فتراهم يُشترون بأبخس الأثمان مستكملين مأساة بلادنا العربية بل يسدلون على مشاهد البؤس رونقاً مصطنعاً ليقنعوك بأن ما حدث ويحدث ما هو الا أضغاث رؤياتعيث في أفكارنا فقط...هم كذلك يبيعوننا خيالات وتنبؤات لم يؤمنو بها قط..فقط لتسويق فراغ أفكار تعيث فساداً فوق فساد..والنتيجة هاهي واضحة على أرضنا العربية..أم أن حالة مثقفينا ستختلف عن واقعنا؟ وليس أدل عليه هذا الانحسار والتراجع لكل شيء مقابل أفكار ظلامية..تكفيرية..تبيح كل شيء بحجة الفتوى..بينما يقف مثقفينا أمامها تحت وطأة أفكار لفرط هشاشتها حتى من طرحها لا يؤمن بها...
-
يجب قراءة الحوار كاملااعتقد انه يجب قراءة الحوار كاملا لفهم ان اجتزاء بعض المقاطع والرد عليها يشوه فكرة صادق جلال العظم.. عنها الطريقة التي تعامل بها ذلك اليسار الذي لم يعد يدري ماذا يريد..والذي يمثله هنا أسعد أبو خليل الذي التقى ب...وتناول الطعام مع ...وزار كذا... إنه يتحدث عن نفسه من خلال مقال يدمر فيه مثقفا آخر....أه من رداءة الزمن العربي لقارء نص الحوار كاملا : http://www.elaph.com/Web/NewsPapers/2013/4/807206.html?entry=interview
-
صادق جلال العظم أسير خلفيته الطبقيةحتى في مرحلة التطرف و الغلو العلماني التي أنتج صادق جلال العظم خلالها أكثر أعماله راديكالية في نقد الدين و المتدينين، لم ينسى أنه سليل أسرة حظيت بعلو مكانتها و عِظّمَ شأنها في تاريخ بلاد الشام من خلال التشرف بلثم نعل المحتل التركي. و ما تطرفه في دراساته التي تناولت الدين الإسلامي و المسلمين، إلا لأنه يحمل في طيات نفسه حقد طبقي دفين ضد الكادحين الذين ظلموا من قبل أسرته و الأسر المماثلة لأسرته، و من قبل أسيادهم المحتلين. لا أذكر أنّي قرأت كلمة لصادق جلال العظم تشي و لو من بعيد بأن كاتبها مشغول بقضايا الطبقات الكادحة، و لعل هذا يفسر الأريحية التي استقبل بها ما يُسَمّوْنَ بالليبراليين العرب لمؤلفات صادق جلال العظم و هو لا يزال يُصَنَفُ يسارياً. أما الآن و قد وصل اليمين المتدين للسلطة في أكثر من بلدٍ عربي، فقد زالت الأسباب التي لأجلها حارب صادق جلال العظم الدين الإسلامي و المتدينين، إذ حدث انزياح مهم على مستوى النخب السياسية التي لا يرى صادق جلال العظم نفسه إلا خادماً لها. لم يكن صادق جلال العظم ثورياً مدافعاً عن قضايا المظلومين في أي يوم من أيام حياته؛ فحتى تصديه للدفاع عن سلمان رشدي، لم يكن بدافع الانتصار لعدالة قضية رشدي، و إنما لأن رشدي حَظّيَ باحتفاءٍ و تضخيم من قبل الرجل الأبيض لأنه جَلَدَ ذاته بما يشفي غليل الرجل الأبيض و يؤكد تفوقه العرقي.
-
أبو خليل ... شكرا ..كان موقفأبو خليل ... شكرا ..كان موقف المفكر صادق العظم مما يجري في سوريا غصة كبيرة و صدمة من نقد الفكر الديني و مأساة ابليس الى أحضان جبهة النصرة بلا خجل
-
انتكاسة العظممقال دقيق وصحيح للدكتور اسعد ابو خليل في تقييم صادق جلال العظم. قرات كتبه عندما كنت طالبا ثانويا في بيروت في سبعينيات القرن الماضي. وظللت اتابع كل ما كتب بالانكليزية والعربية. وكنت شديد الإعجاب بجراته وتحديه للفكر الديني الجلف المضاد للعلمانية والتنوير والتقدم، وكنت وبعض زملائي نرى في نقده اللاذع لقشرية المتدينين املا في مستقبل افضل لنا ولأجيالنا من العرب. لكن للأسف العظم اليوم هزم فكره بنفسه: هزمه بطائفيته المكبوتة "وارستقراطيته" الزائفة وعثمانيته القديمة الجديدة وباعتلائه منبر جامع عثماني عتيق ليلقي منه عظة طائفية صفراء تمجد داحس والغبراء. ترى ما عساه يقول في المحاضرات التي كان يلقيها في المحافظات السورية ومنها دير الزور؟ أبتلعها كلها وارتدى عباءة الإخوان وجبهة النصرة، مثله مثل "البروفسور" غليون، انتشيا بكاسين من النفط ونسيا الفكر وتاها عن الامانة العلمية التي "بعجونا" بها في تنظيراتهما. كما نسيا الصدق والثقة التي منحهما إياها، يوما، القاريء العربي. شمعة التاريخ ستحرق كؤوس النفط وتبعثره ذرات غاز لا اثر لها حتى في زمن الاحتباس الحراري.
-
خيانة المثقفين"لم توجد ثورة رئيسية في التاريخ بدون المثقفين وعلى نحو معكوس لم توجد حركة مضادة للثورة بدون المثقفين " لماذا لم يخطر في بال الدكتور في جامعة كاليفورنيا ان الذي نشأ في سوريا منذ أكثر من سنتين هو ثورة مضادة في الأصل خصوصاً اذا أخذنا بعين الإعتبار أن كل شيء في هذا الكون "ضد" العرب ساند هذه الثورة إما إعلامياً او مادياً او تسليحياً؟ ربّما يقول الدكتور المحاضر في جامعة كاليفورنيا ان هناك مثقفين شرفاء دعموا "الثورة" او شاركوا فيها، من هم هؤلاء المثقفين؟ و كيف يكونون في صف واحد مع أعداء الأمة و لو اختلفوا في الأسلوب؟ و لكن السؤال الجوهري و الأساسي، هل هم من قاد الثورة، أم قيدوا إليها؟ في بداية ما سمّوه الربيع العربي، انتعش مثقفي الأمة و رددوا بصوت واحد ستسقط "الأصنام"، متى المثقف العربي سيسقط صنم نفسه؟ يقول صاحب الإقتباس الأول (الذي يعرفه الدكتور جيداً): "المثقف هو كائن منبوذ .. شخص قادر على قول الحقيقة للسلطة .. فظ .. بليغ .. شجاع على نحو خيالي .. وفرد غاضب الذي بالنسبة له لا توجد سلطة دنيوية كبيرة ومهيبة جداً لا يمكن ان تنتقد وتوبخ بحدة" ما زلتُ انتظر مقالك الساخر عن أمير قطر و موزته و إن لم تفعل ستغضب ملهمك في قبره، و لا فرق بينك و بين العضم إلا إنك "أشطر" منه في التستر.
-
عار على اليسارلقد قرأت المقال ،في جريدة نفطية من أفكار العظم البرجوازي وابنة الأتاسي مراسلة في بون ،يعني شو بدو يكون أكثر من طائفي عنصري،وتبين لي كل الشعارات المطروحة في عالمنا العربي مصدرها واحد،برنارد لويس وكل زورار الايباك ،برنارد لويس ارجوا أن تكتب لنا أستاذ ابوخليل عن زوار الصهاينة وعن مشاريع برنارد لويس التي تطبق عندنا والمثقفين والسياسيين الذين يقدمون خدماتهم في هذا المجال.
-
دكتور أسعد، إليك هذه الحادثةدكتور أسعد، إليك هذه الحادثة التي جعلتني أؤمن منذ ثمانية عشر عاماً أن أستاذ الفلسفة الماركسي الأشهر في جامعة دمشق لم يكن في أعماقه إلا إقطاعياً "للعظم " كما يقال. التقيت به في صيف عام 1995. سألني عن اسمي، وعندما قلت اسم عائلتي، قال لي: "يعني أنت من جرمانة!" وأردف بابتسامة عريضة: "هل تعلمين أن جرمانة كانت ملكاً لآل العظم؟". اسم عائلتي كان المنبه (المنعكس الشرطي كما يقول بافلوف) ليتذكر أصوله الإقطاعية! ولو لم يكن متشبعاً بإقطاعيته، وملتصقاً بها، ومعتداً بجذوره، وبعيداً جداً عما يدعيه من فكر ماركسي لما كانت ردة فعله هكذا!. منذ ذلك اليوم دفنت احترامي لهذا الرجل. تحولات العظم لم تكن وليدة "الثورة السورية" فقد امتدح الحريرية، وحركة 14 آذار بعد خروج سورية من لبنان ، وهبوب الرياح الأمريكية على سورية ولبنان. والعظم كان عضواً في " المجلس الوطني السوري" منذ تأسيسه، لكنه كان من الأعضاء الذين لم تعلن عضويتهم في البداية، واليوم هو عضو في " الائتلاف الوطني"، أو "الاتلاف الوطني " على حد قول رئيس وزراء قطر! لو قرأت حواره مع مجلة الآداب اللبنانية منذ عدة أشهر لهالك النفس الطائفي، والحقد الطائفي، وحديثه عن اضطهاد السنة في سورية ،وقصف المناطق السنية، وتهجير أهل السنة، والتنكيل بهم، ولكأنك تقرأ حواراً مع " رياض الشقفة أو البيانوني" .
-
صادق جلال العظم وافكاره الشيطانيةمن فترة طويلة اقلعت عن قراءة ما يكتبه "اسعد خليل"البروفيسور (في لعب الكشتبان الصحفي).بداية لم يستفزني شخص مما يسمون مثقفين في بلاد العرب اكثر من "صادق جلال العظم"ففي مطلع الشباب تعرفت عليه من خلال كتابه النقد الديني واذكر كم كابرت على الغثيان كي انهي قراءة هذا الكتاب وبعد ذلك اسقطت ما قراته على ما اعرفه وما قراته وما اطلعت عليه فلم يحظى هذا الكتاب باية مصداقية لجهة منهج البحث العلمي .صادق جلال العظم مثله مثل الكثيرين من الذين صنفو يوما باليسار العربي تحولو الى اصحاب ثورات كومبيوترية وفوتوشوبية من ماركة ثورة الارز وما تلاها ووصولا الى (الثورة السورية)الان ارى نفسي ملزم بشكر السيد اسعد خليل لتاكيده حدسي المعرفي تجاه صادق العظم بحيث اكد من خلال وقائع انني كنت في الاتجاه الصحيح في فهم تلك الشخصية المصطنعة والمصنعَة معنويا وفكريا في معامل انتاج الفيروسات الفكرية القاتلة من مراكز دراسات مشبوهة ومثبت انها صنيعة يهودية ماسونية استعمارية بكل الاحوال انا لا استغرب مطلقا ان يكون صادق جلال العظم من مناصري ومؤيدي الاخوان المسلمين لانني منذ البداية قرأت مآله بشكل صحيح اُثبتت وجهة نظري مع الزمن حين انفرد بتأييد "سلمان رشدي "بافكاره الشيطانية"والأن عرفت من خلال هذا المقال للسيد اسعد خليل عن العدائية بين صادق العظم وبين الشخصية الفكرية التي اُجل وأحترم المرحوم البروفيسور "ادوارد سعيد" لا استغرب مطلقا ان يكون سبب عدائية البرفيسور سعيد لصادق العظم سببه الغدر وانعدام الوفاء المتأصل بطبع "الوضيع صادق العظم"فكيف يمكن لشخص مستضاف من آخر في بيته ان ينتقد مستفيضه اما ان يكون بهذه الخًسة فهذة شخصية تستحق كل الاحتقار.
-
ان اتساءل اين انت من كل هذاان اتساءل اين انت من كل هذا يا استاذ اسعد اليس لك نصيب من السي اي اي او انك غريب لا سمح الله عن هذه الامور فكرت كثيرا انك لا تختلف بكثير عن الذين تكتب عنهم الا باختلاف الاسماء والمواقع هم يقولون ماذا يفكرون بشكل مباشر ام انت فتقول ملتويا كل ما يكتب لك على مسودة فقد اتحفتنا بالكثير من افكارك الصارخةبالحرية الجوفاء والنقد اللاذع ومع ذلك ارى انك لا تفعل اي شيء سوى زوبعة في ملعقة شاي خلصنا منك يا استاذ اسعد !!!!!
-
انتكاسة صادق جلال العظممقال دقيق وصحيح للدكتور اسعد ابو خليل في تقييم صادق جلال العظم. لم أتوقع يوما أن انتقد العظم ابدا نظراَ لاعجابي بكتاباته سابقا. وآسف أن أقول أن آراءه اليوم لا تستحق الا الإهمال وإلقاء ورق كتبه في "القازان." فكما تحول إلى "ثوريا" أخونجيا من الطراز الأول بعدما كان يلقي بأصحاب اللحى الصفراء في أتون القرون المظلمة، تحولت أنا أيضاً، كقارئ لكتبه ومتابع لمقابلاته بالعربية والإنكليزية، إلى لا مبال بفكره الحالي والسابق. ومثلي كثيرون. قرات كتبه عندما كنت طالبا ثانويا في بيروت في سبعينيات القرن الماضي. وكنت شديد الإعجاب بجراته وتحديه للفكر الديني الجلف المضاد للعلمانية والتنوير والتقدم، وكنت وبعض زملائي نرى في نقده اللاذع لقشرية المتدينين املا في مستقبل افضل لنا ولأجيالنا من العرب. لكن للأسف العظم اليوم هزم فكره بنفسه: هزمه بطائفيته المكبوتة "وارستقراطيته" الزائفة وعثمانيته القديمة الجديدة. هزمه باعتلائه منبر جامع عثماني عتيق ليلقي منه عظة طائفية صفراء تمجد داحس والغبراء وسلاطين بني عثمان. ترى ما عساه يقول في المحاضرات التي كان يلقيها في المحافظات السورية ومنها دير الزور مثلا؟ أبتلعها كلها وحجّبها بعباءة الإخوان وجبهة النصرة، مثله مثل "البروفسور" غليون. انتشيا بكاسين من النفط ونسيا الفكر وتاها عن الامانة العلمية التي "بعجونا" بها في تنظيراتهما. كما نسيا الصدق والثقة التي منحهما إياها، يوما، القاريء العربي. شمعة التاريخ ستحرق النفط وتبعثره ذرات غاز لا اثر لها حتى في زمن الاحتباس الحراري. لكن نور الشمعة يبقى.
-
تعليقتعليقي يا دكتور هو على تبنيك حق سلمان رشدي. ان كتابه ايات شيطانية مقيت مزيج من ادب سيء وروايات خيالية وسباب. ان حق الحديث والادلاء بالرأي لا يعطيه حق الاساءةالى عقائد الاخرين. ان كنت ماركسيا وسب(ليس جادل) احدهم عقيدتك بخرافات كيف تتصرف؟ وهل من حق ايا كان شيطنة الاخر؟ طبعا موضوع طويل وحسب منظور كل شخص
-
كلهم في الجنون طوائف .!أنو لما بيترك أبناء طائفة معينة مناطق كاملة في سوريا بناء على طلب من أهل تلك المناطق ,بالجزيرة مثلا تم خطف البعض وتم قتل البعض واللي ماانخطفلو حدا وماانقتلو حدا وضل مصر ع البقاء لأنو صارلو بالجزيرة سنوات طويلة قالولوا لم يعد مرغوبا بك في منطقتنا وهالخبريات مو من المريخ ع فكرة ,واللي ع بالو يتأكد مش كتير صعبة القصة .بيقدر العظم يزور الجزيرة ويشوف عدد اللي بقي منهم هاد إن كان بقي منهم حدا ! لاعتب على من قام بذلك من خطف وقتل وتهديد وتهجير إن كان العظم بيسميه وعي !يامحلا الجنون لكن . في بداية الأحداث وفي الشهور الأولى , طلب أهل قرية بدرعا( بدون ذكر الاسم) من طبيب صديقي بمغادرة القرية لأنو ماعاد مرغوب فيه بالقرية وعذرا لاضطراري بالقول أنه مسيحي وهوي مو من الضيعة بس فاتح عيادتو فيها ,وهاد كان بأول الأحداث وبعدين كرّت السبحة بالفرز الطائفي بسبب الوعي "العظمي" يعني لو بيشوف السيد صادق جلال العظم المشهد كاملا ماكان حكي اللي حكيه ,لأنو الوعي والجنون متل ماالمفروض هيك كاتب علماني بيعرف ما بيلتصق بطائفة دون سواها .....وكلهم في الجنون طوائف ........ وشي تاني يمكن نزيده للعظم فيه ,"الثورة انطلقت من الأرياف في معظمها أكتر من مراكز المدن وباعتباره مع الثورة ,معناها كمان فيه شي إسمو وعي "ريفي " وقلة وعي "مُدني "بالإذن من أساتذة علم الاجتماع يعني
-
عقول على البسطةشكرًا أستاذ أسعد رغم انك لم توف العظم وأمثاله حقهم ربما هم بحاجة لمختص بالطب النفسي ليكتب عنهم وليس دكتوراً بالسياسة ، العظم منظر الإلحاد ( وأنا هنا لا أنتقده لهذا ) ومثله برهان غليون وغيرهم تحولوا بلحظة من نافين لوجود الله و ناقدين للدين إلى مؤيدين للأخوان المسلمين ولمن هم أسوأ وأكثر تعصباً وهذا أمر يجب أن تبحث أسبابه بجدية هل هو إغراء المال الكثير والسهل ( سحقاً لهكذا رجال ولأفكارهم ) أم هل هي العزة بالطبقية أي أنهم أخيراً سيطولوا العنب الذي طالما قالوا عنه حصرم وهو الأصطفاف بجانب الأمراء والملوك والرأسماليين ومن موقع الند مادياً فقد قبضوا الكثير لبيع مواقفهم وهكذا ضربوا عصفورين بحجر ، غليون مثلاً أصر على ممولي مجلسه أيام رئاسته للمجلس أن يشتروا له بيتاً على نهر السين . هو أذن الجوع الذي وجد فرصة الشبع والدونية التي وجدت فرصة التصعر هو القناع الذي قضوا عمرهم يلبسونه لزوم الشغل وعندما وجدوا شغلاً أسهل و أكثر مالاً رموا القناع ونسوا بأنه ليس قناع هو وجههم وأخلاقهم وأتضح أنهم هم أدرى بثمنها قريشات أمتدت بها أجهل وأقذر الأيادي وقبضها من يبزها دونية وقذارة و ....... خيانة