بعدما تزايد استخدام «الليبرالي العربي» من قبل أنظمة النفط والغاز، بات ضرورياً نشر دليل للحائر في كيفيّة تبيان الليبرالي هذا.أنت تعلم أنك ليبرالي عربي إذا توافرت فيك هذه الشروط:
* أنت ضيف سنوي في مهرجان «الجنادرية» الذكوري، حيث تلتقي بأمثال طارق متري، ومحمد حسن الأمين، وخالد ضاهر، وهاني فحص، وعقاب صقر، وفؤاد السنيورة.
* أنت ملحق بأحد أمراء آل سعود (أو آل ثاني أو آل نهيان) ويُسمح لك بالكتابة في واحد من أبواق الأمراء والشيوخ.
* أنت تدعو إلى حريّة المرأة في إيران، بينما تصمت عن قمع المرأة في مملكة القهر السعودية، أو تكتب مدائح عن وضع المرأة هناك.

* أنت تعدّل مواقفك وقيمك كي تتوافق بالتمام مع أوامر آل سعود وتمنياتهم، وأنت تتحرّك وفق توجّهات السياسة الخارجيّة لآل سعود.
* أنت تهاجم النظام السوري والقطري عندما يأمرك آل سعود بذلك، وتمدح النظاميْن عندما يأمرونك. أنت تعرف كيف تعبّر عن نفسك بما يتوافق مع مشيئة آل سعود إلى درجة أنك لا تعود تحتاج إلى أوامر مباشرة. أنت تعرف واجباتك الملكيّة.
* أنت لا تشير إلى معاناة الشعب الفلسطيني، لا من قريب ولا من بعيد.
* أنت تزعم أن سياسات آل سعود هي علمانيّة وأن سياسات إيران وحدها هي دينيّة _ طائفيّة. الأمير سطّام هو فولتير زمانك. إبك عليه فقد مات، وقد سبقك وليد جنبلاط في التعزية.
* أنت علماني طائفي، ولكنك تعتنق طائفة آل سعود لتيسير الأمور.
* أنت لست إلا وهابياً خجولاً: أنت وهابي لكنك لا تجرؤ على المجاهرة.
* أنت تدعم المعارضة المسلّحة في سوريا لكنك ترفض قطعاً ما تسمّيه «إرهاب» التظاهرات السلمية في البحرين.
* أنت ضد الفساد لكنك تعتبر رشى أبناء آل سعود هبة للحياة العربيّة.
* أنت تزعم انك تدعم حقوق المرأة لكنك تعتبر الحكم السعودي مثالياً للمرأة والرجل على حدّ سواء.
* أنت تدعو إلى تحرير المرأة العربيّة عبر تزويجها إلى أمراء آل سعود.
* أنت ضد تعدّد الزوجات خارج نطاق سلالات النفط الحاكمة.
* أنت لا تخاطب أمراء آل سعود إلا إذا توجّهوا لك بالكلام أو اذنوا لك بالنطق. أوّاه! كم أنت مهذّب ومطيع ومتأدّب.
* أنت تحضر مؤتمرات وندوات، ولكن إذا رأيت واحدا من أمراء آل سعود أو من مساعديه تهرول للحاق به.
* أنت تصف هذيان أمراء آل سعود وتلعثمهم وتأتأتهم بأنها زبدة الأدب العربي (الكبير والصغير).
* أنت لا تؤمن بأنه يجوز لرأسك أن يرتفع عن مستوى الأرض في حضرة آل سعود.
* أنت تعتبر أمراض أمراء آل سعود الزهريّة عطيّة منهم للعلم الطبّي.
* أنت ترفض رفضاً باتّاً السلاح الموجّه نحو العدوّ الإسرائيلي، لكنك تلهج بحمد السلاح المُوجّه ضد أعداء آل سعود وخصومهم.
* أنت لا عنفي فقط في الصراع ضد إسرائيل.
* أنت تؤمن بحريّة التعبير لكنك ترفضها بالكامل إذا أساءت إلى أمراء النفط والغاز وشيوخهما أو إذا أصابت العدوّ الإسرائيلي بالامتعاض.
* أنت تحب جون ستيوارت ميل لكنك تحب محمد بن عبد الوهاب أكثر بكثير.
* أنت لا تجد أظرف وألطف وألمع وأفضل وأذكى من أمراء آل سعود. هم أفضل ما في البشريّة عندك.
* أنت تحتقر الشعب العربي لأنه يحتقر سياساتك ومواقفك.
* أنت تقول إن التوافق في التغيير في مواقفك السياسيّة والتغيير في مواقف آل سعود صدفة من الصدف.
* أنت تتملّق الصهيونيّة مثلك مثل أسيادك الأمراء.
* أنت تتألّم لمعاناة الشعب السوري ــ أو هكذا تزعم ــ لكنك لا تتألّم لمعاناة الشعب الفلسطيني.
* أنت تلوم المجازر وجرائم الحرب الإسرائيليّة على الضحايا، وتضيف أن كل ضحايا العدوّ الإسرائيلي إرهابيّون وإرهابيّات.
* أنت تؤمن بأن آل الحريري هبة من آل سعود ومن الله إلى الشعب اللبناني.
* أنت تعارض القاعدة ومثيلاتها في العالم العربي لأنك علماني، لكنك مُعجب بالسلفيّة الوهابيّة حول العالم.
* مثلك مثل آل سعود، أنت لا تتمتع بحس الفكاهة.
* أنت ترقص بالسيف أو بالشمعدان إذا اتتك الأوامر لتسلية أمراء آل سعود أو مساعديهم.
* 99% من مقالاتك مخصّصة لنقد النظام السوري وحزب الله وإيران.
* أنت تعتبر سمير عطالله وجهاد الخازن قدوتين لك، وخصوصاً أن الأمير خالد بن سلطان ابتاع للخازن منزلاً في منطقة «راقية» في لندن.
* أنت لا تتعبّد باتجاه مكّة: قبلتك هي المدينة التي ينوجد فيها أميرك السعودي ولو كان في لاس فيغاس.
* أنت لم تغفر لعبدالناصر تحدّيه للسلالات النفطيّة الحاكمة.
* أنت تزعم أن الانتفاضات العربيّة ليست إلا تحدياً شعبيّاً عربيّاً لكل خصوم آل سعود وأعدائهم.
* أنت لا تقوى على النظر إلى المرآة خشية ان ترى رسم الأمير السعودي، مما يذكّرك بأنك لم تعد موجوداً.
* أنت لا تهوى الشعر لكنك تعتبر شعر الأمير خالد الفيصل أفضل شعر منذ المتنبّي. أنت تحفظ عن ظهر قلب كتاب شاكر النابلسي في مديح شعر خالد الفيصل.
* لذتك الحقيقيّة في الحياة تكمن في دعوتك إلى الالتحاق بحاشية أمير سعودي مُسافر.
* أنت ضعيف في حضرة أمراء آل سعود، لكنك مثلهم، أضعف في حضرة الرجل الأبيض.
* أنت تزعم أن تكيّف مواقفك مع مواقف الأمير المُشرف هو صدفة من الصدف.
* أنت تقع مغشيّاً عليك عندما يظهر الملك السعودي أو من ينتدبه أمام ناظريك.
* أنت لا تجد نفسك إلا في مضارب النفظ والغاز.
* أنت تحبّ آل سعود لكنك تحب آل ثاني وآل نهيان لو قدّموا لك الرعاية.
* أنت لا تعرف معنى الكرامة والكبرياء والعزّة منذ التحقت بركب الأمير.
* أنت ترى في ذلّك أمام آل سعود عزّة ما بعدها عزة.
* أنت تؤمن بالتطبيع مع العدوّ الإسرائيلي لأن ذلك يسرّ آل سعود.
* أنت تعتبر أجهزة الاستخبارات أجهزة قمعيّة باستثناء تلك العاملة في الممالك والمشايخ والإمارات النفطيّة، وتلك التي تخضع لمشيئة آل الحريري في لبنان.
* أنت لا تحبّ الحياة من دون رعاية أمير سعودي.
* أنت لا تخلد إلى النوم إلا إذا عانقت نعلاً من نعال الأمير.
* أنت تريد عالما عربيّاً جديداً: اي عالماً خاضعاً بالكامل للمشيئة الأميركيّة ــ الإسرائيليّة ــ السعوديّة.
* أنت ضد حركة الإخوان المسلمين لأن آل سعود يرعون الحركات السلفيّة.
* أنت تعارض حزب الله بسبب عقيدته الدينيّة لكنك تعشق العقيدة الدينيّة الوهّابيّة.
* أنت علماني لكنك تخوض حرب الفتنة الطائفيّة ــ المذهبيّة التي يشنّها آل سعود بالنيابة عن أميركا وإسرائيل.
* أنت تحب الأمير لكنك تحبّذ الرعاية من أميريْن (أو من أمير ومن عائلة الحريري لزيادة النفع).
* أنت قد تصبح ليبراليّاً حقيقيّاً إذا نضب النفط والغاز العربيّان، ولكن لم يتبقّ عندك ذرّة من الصدقيّة، أي لا نفع لتقلّباتك مهما دارت.
* أستاذ العلوم السياسيّة في جامعة كاليفورنيا (موقعه على الإنترنت: angryarab.blogspot.com)