قراءة غير دقيقة
عطفاً على التقرير المنشور على غلاف صحيفتكم الصادرة أمس تحت عنوان «القوات بتتكلّم عوني»، يهمّ الدائرة الاعلامية في القوات اللبنانية التأكيد ان قراءة الاحداث المنشورة في خلفياتها، غير دقيق على الاطلاق ولا علاقة له باستراتيجيا القوات او بشرعتها الحزبية او بسياستها او بحركة مصالحها وأجهزتها الحزبية على اختلافها.
القوات اللبنانية
جهاز الاعلام والتواصل

■ ■ ■

أين العدالة التي تدّعونها؟

أوجّه كلماتي هذه إلى كل مَن دعم ويدعم ما يسمّى الثورة في كل بلد عربي.
إني أنحني احتراماً وإجلالاً لكل مساهماتكم في مساعدة الشعوب لنيل حرياتها، وفي إرسال يد العون لكل المظلومين في أوطانهم ومن قبل حكوماتهم، وفي السعي الدؤوب وراء تحقيق العدالة والمساواة في شتى أرجاء المعمورة.
ولكن يخطر في بالي ذلك السؤال دوماً: هل نسي التاريخ إرهابكم وعدوانكم وكل فتنكم الطائفية والعنصرية؟ هل نسي التاريخ التمييز بين السود والبيض؟ هل نسي التاريخ كل المجازر التي ارتكبتموها بيد أداتكم العدوانية الغاشمة؟ هل أنتم نسيتم كل هذا؟ أم أنكم تناسيتموه؟ هل أنتم من توكّل في الدفاع عن حرية الشعوب؟ هل العدالة في تحريض الأخ على أخيه؟ أو في وضع الفتن بين أبناء الجلدة الواحدة؟ والسؤال الأهم في كل هذا يبقى: أين العدالة التي تدّعونها؟
كان أبي دوماً يخبرني تلك الحكاية عندما كنت شاباً يافعاً فيقول: «كان في إحدى المدن حيّ صغيرٌ يقطنه أناس كثر من كل الطبقات ومن جميع فئات المجتمع. وذات يوم وقع شجار بين اثنين من ذلك الحي فتجمّع الناس لتهدئة النفوس، وبعد أن فُضّ النزاع وذهب كلّ في سبيله، قام أحد التجار في الحي بمناداة المتخاصمين وقال لهما: لماذا تتخاصمان وأنتما صديقان حميمان؟ فرويا له ما حدث، فقام ذلك الرجل عن كرسيه وأتى بمسدسه من خزنته وأعطاه للأول فأبى أن يأخذه، فأعطاه للثاني فمد يده ليأخذه فلم يعطه إيّاه، وسأله: لمَ أنت بحاجة للسلاح؟ فقال: للدفاع عن نفسي، فسأل الأول: لماذا لم تأخذه؟ فقال: لأمنع الشر من الدخول إلى نفسي».
وأنا أقول: ليس المهم أن نحصل على سلاح نقتل به بعضنا البعض، بل المهم هو أن نحمل ذلك السلاح في وجه مَن يحرّضنا على قتل بعضنا البعض».
أحمد سعيد أبو لطيف