توضيح
ورد سهواً في مقال الزميل قاسم قاسم «الجماعة الإسلامية: أكثر من أيّ زمان هيدا زمانك» (26/1/2013) أن الصفة التنظيمية للشيخ عمر المصري هي «المسؤول التنظيمي لمنطقة بيروت وعضو المكتب السياسي للجماعة»، بينما صفة المصري هي المسؤول السياسي في بيروت، لذلك اقتضى التوضيح

■ ■ ■

بالدور يا عرب

في الأرجاء الجنوبية تسمع اللهجة الفلسطينية من الآباء والأجداد الذين أمّوا الديار الحدودية إبّان حكم الإنكليز بقصد العمل، وكانت الوجهة الوحيدة للعمل.
وحلّت نكبة 1948 وكانت بداية فرط السلسلة والزلزال في العالم العربي، وخرج الفلسطينيون لاجئين إلى البلاد المجاورة.
وتبعها لبنان بعد ما يقارب عقدين ونصف عقد من الزمن، حيث بدأت الفتنة لبنانياً فلسطينياً، ثم دارت طائفياً ومناطقياً. وتلاها العراق بحجج واهية، ومن ضمنها صدام.
ثم لحقته ليبيا معمّر وحالياً سوريا ومَن فيها كمَن يلحس المبرد بحجة إقصاء الأسد.
والأشبه في عالمنا العربي وكأنه منتجع عصفورية عندما دخل القاعة طبيب معالج ليرى المجانين وقد تفجّمت رؤوسهم وسالت الدماء على وجوههم، وفي الزاوية ممرض يقهقه فرحاً مسروراً، هنا سأله الطبيب عن السبب فأجاب: رسمت لهم خطّاً على الأرض، مشترطاً لمَن يستطيع القفز من تحته، وكان الممرض أميركياً والطبيب إسرائيلياً والنزلاء عرباً، والساحة العربية حقل تجارب للأسلحة الأميركية لمقايضتها بثمن النفط.
ومنذ ذلك التاريخ وفرط الحبة الأولى في السلسلة العربية بداية النكبة لحظة دخول الجسم الغريب في الجسم العربي العليل، فالطبيب الإسرائيلي يعطي الروشتة المزيّفة للمرضى، والخليج يدفع ثمن الدواء المميت للشقيق.
وكأن الخليجي بمنأى إلى أبد الآبدين، متناسياً الحديث الشريف: مَن أعان ظالماً سينقلب عليه يوماً. والعلّة في الأغبياء الأغنياء الذين لا يقرأون وليس عندهم الوقت وكثرة المال تعمي القلوب كما أن الزوان يعمي قلب الدجاج، وقد سها عن بال أصحاب السعادة الملوك والأمراء أن النار في النهاية تأكل نفسها إن لم تجد ما تأكله.
محمود عاصي