إعلام واستحمار
فضيحة إعلامية يمكن ان يشاهدها الجميع: شابٌ يضع «كاسكيت» على رأسه يظهر على شاشة تلفزيون FM يدّعي انه يتلقى اتصالات من مشاهدين من مختلف الدول العربية باتصال مباشر، تخوّل الرابح الذي يجيب عن الحزورة بشكل صحيح ان يحظى بثلاثين ليرة ذهبية... بحسب ادعاء مقدم البرنامج - الفخ!!!

لماذا ايهام الناس والاستخفاف بعقولهم وتكبيدهم الخسائر ولو الطفيفة (عبر تكبد تكاليف اجراء الاتصالات الهاتفية) بهذا الشكل السافر والوقح؟ المتصل الرجل هو نفسه يتكرّر إذ يغيّر صوته ولهجته بعض الشيء، وكذلك بالنسبة إلى المتصلة!
يدّعي الشاب الذي يظهر على شاشة هذا التلفزيون الفضائي الذي يبث أغاني، انه يتلقى الاتصالات من دون المرور عبر الكونترول، مدعياً بالتالي انه يجيب هو مباشرة على المتصل. وهذا ينافي الحقيقة، اذ أجريتُ شخصياً الاتصال على الرقم اللبناني الظاهر على الشاشة، وطال الانتظار من دون جدوى... ودقيقة تلو الدقيقة ودولار أنفقتُه تلو الدولار.. وتأكدتُ من الإستحمار!
المضحك بل المثير للسخرية هو تعمّد المتصل والمتصلة (إثنان لا يكفان عن مشاركة مقدّم البرنامج كذبه المستمر) بإعطاء اجابة خاطئة على حزورة سخيفة يمكن أن يكشفها الأقل ذكاءً من بني جنسنا وبأقصى سرعة!
على سبيل المثال: اسم حيوان من أربعة حروف إذا حذف الحرف الأول: زال! والإجابة السريعة: غزال. وتأتي الإجابات: بغل، معزة، سعدان، بطّة... ويا للانحطاط الأخلاقي!
كل هذه المهزلة تحصل من دون حسيب ولا رقيب وعلى أعين وزارة الإعلام والمجلس الوطني للإعلام في لبنان وعلى أعين الأجهزة الأمنية والقضائية المختصة التي قد لا تكون على علم بهذه الفضيحة ولكن لا بّد من أن تتحرك وتتحرّى لتأخذ العدالة مجراها للاقتصاص من كل مرتكب. الهدف، طبعاً، الاستفادة المالية من خلال الاتصالات الهاتفية التي يجريها كل طامح الى الاجابة والربح ــــ الوهم,.
الا يجب ان تدرج هذه المخالفة الاعلامية على لائحة الفساد؟ الا يجب ان تتحمل السلطات المسؤولة كامل مسؤوليتها وأخذ التدابير اللازمة بحق المخالفين في هذه المحطة التلفزيونية؟!
لننتظر ونرى.. وما على المراقب ذي الضمير الحي الا التبليغ.. ولتسمع النيابة العامة الاستئنافية الصوت الصارخ في برية لبنان إحقاقاً للحق.
سيمون حبيب صفير