نعت «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين»، أوّل من أمس، أحد أبرز القيادات الوطنيّة الفلسطينيّة في مدينة الخليل، في فلسطين المحتلّة، المناضل والمعلّم نظمي ناجي ضاهر دعنا (1941 ــ 2016). انطفأ الرفيق «أبو سيف» يوم السبت، في الأرض التي تمسّك بها وانتمى إليها، وناضل حتّى الرمق الأخير من أجلها، ومن أجل حقوق شعبها وحريّته وكرامته. 75 عاماً أمضى معظمها «في خدمة وطنه وأبناء شعبه والأجيال المتعاقبة التي قام بتدريسها، وتعليمها معاني الانتماء إلى الوطن والقضية، ومقاومة الاحتلال»، كما ورد في بيان الجبهة الشعبيّة. انضمّ نظمي دعنا إلى «حركة القوميين العرب»، وناضل في صفوف «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين»، وتميّز بنشاطه الوطني والنقابي في إطار «اتحاد المعلمين الفلسطينيين». وقد عرف الاعتقال في سجون الاحتلال، كما يذكّر البيان، بحكم نضالاته التي لم تعرف يوماً أدنى مهادنة أو تنازل، من أجل استعادة الحقوق الشرعيّة للشعب الفلسطيني، وفي مواجهة الاحتلال الصهيوني الذي استشهد شقيقاه مازن وبسام في مقاومته.
للراحل أبناء أربعة، سيف وناجي ويزن وناصر، يواصلون المسار حسب النهج الذي اختطّه والدهم ومعلّمهم. «الأخبار» تتوجّه بأحرّ التعازي إلى كل منهم، وإلى رفاقه في النضال، وإلى أبناء شعبه الفلسطيني. نفكّر بشكل خاص في هذه اللحظة في ابنه البكر، زميلنا الكاتب والباحث والأكاديمي الدكتور سيف دعنا الذي يعرفه جيّداً قرّاء «الأخبار» وتربطهم علاقة متينة بقلمه ورؤيته التحليليّة والنقديّة. استعاد سيف، في رسالة إلى بعض الأصدقاء والزملاء والرفاق، بيتين من قصيدة شهيرة للمهلهل بن أبي ربيعة: «وأبكي والنجومُ مطلعاتٌ/ كأنْ لمْ تحوها عني البحارُ/ على من لَوْ نُعيتُ وكان حيّاً/ لقاد الخيلَ يَحْجُبُهَا الغبارُ». معاً، يا سيف، سنواصل الطريق على وعورتها وصعوبتها، في اتجاه الخليل، لتحرير كل شبر من فلسطين.