حزب الله خلق التعصّب؟!
ما زال فريق 14 آذار يتحفنا بأن مشاركة حزب الله في مؤازرة الجيش السوري أجّجت نيران تعصّب الحركات التكفيريّة في المنطقة العربية. من هنا، أجيز لنفسي أن أوضح بأن الحركات التكفيرية ولدت من رحم المذهب الوهابي الحاكم بأمره في المملكة العربية السعودية. وقد ارتبطت الحركة الوهابية في الجزيرة العربية، منذ أواسط القرن الثامن عشر، حيناً مع الامبراطورية البريطانية، وحيناً مع نابوليون بونابارت في غزوه لمصر وبلاد الشام أواخر القرن الثامن عشر وأوائل التاسع عشر.

وفي 1934 اتفق النظام الملكي السعودي مع أميركا على أن تبني الأخيرة قواعد عسكرية لها في الخليج برعاية صفقات البترو ــــ دولار.
لقد سطع نجم حزب الله وتعملق بعد التفكك السوفياتي بدعم إيراني سوري. ومن الطبيعي أن تحمل سوريا وإيران لواء المقاومة ودعم القضية الفلسطينية، نظراً للتبعية السعودية العمياء للسياسة الأميركية منذ 1934. في 6 آب الجاري قال الرئيس سعد الحريري، من السعودية، إن النظام السوري قاتل، لكنه تناسى استبداد النظام السعودي بشعبه. تيار المستقبل يصف حزب الله بالمتطرف، ويصف نفسه من جهة أخرى بالمعتدل، هل من يقاوم لاستعادة حقوق مغتصبة بات متطرفاً، بينما من يسعى إلى تسوية على قدسية هذه الحقوق يكون معتدلاً؟ والمضحك المبكي أن إعلام المستقبل يصف عنصر «داعش» أو «النصرة» في عرسال بالمجرم، بينما يستمر في وصفه في سوريا بالبطل والعقاب والصقر! إن من غرق في بحور التبعية، لا يمكن له يوماً أن يقرّ ويعترف بأن للإمبريالية أطماعاً توسعية في الأمة العربية، وعلاوة على ذلك تستمر قوى 14 آذار بالاصرار على أن ولاية الفقيه ستحكم البلاد بأمرها، رغم أنها تعلم بأنّ ذلك مستحيل لأنّ دول الممانعة معظمها علماني، لذا لا حياة لولاية فقيه، أو ولاية مار مارون أو ولاية خلافة في لبنان، أمّا السيدة هيلاري كلينتون فوقاحتها بلغت حدّ القول بأنها تدعم «داعش» لأن ذلك يحمي أمن إسرائيل، ويساعد على تقسيم الأقطار العربية إلى 52 دويلة طائفية وفق برنامج برنارد لويس، ومن غير المستبعد أن يكون جهاد النكاح الداعشي عزيزاً على قلب السيدة كلينتون. كلينتون اليوم تدعم «داعش»، تماماً كما في 23 أيلول 1953، عندما دعم إيزنهاور، سعيد رمضان أحد كبار قادة الإخوان المسلمين في مصر، ضد الرئيس عبد الناصر عندما زار رمضان مع كبار قادة الاخوان البيت الأبيض آنذاك.
ريمون ميشال هنود