في يوم القدس العالمي، اليوم الذي يستنهض الأمة وأحرار العالم وكل من يقف ويدعم ويساند شعبنا الفلسطيني، أبعث برسالتي هذه

44 عاماً على صدى صوتك وكتاباتك ومقولاتك واجتهادك أيها الإمام المعمم الثائر المنتفض والمجدد والمنحاز للأمة ولقضاياها، عاد الإمام العارف الصادق فانتصرت الثورة وانتصر المشروع الإسلامي الثوري الجهادي، فوصلت ثماره وخيراته لكل الأمة، والثورة كانت لفلسطين كل فلسطين.

فلسطين التي تسكن الوجدان العربي الإسلامي. فلسطين المكلومة المظلومة. أيها الإمام المنتصرة ثورته الإسلامية يوماً مشهوداً معلوماً نصرةً وعشقاً وحباً لفلسطين وللقدس حيث ستكون الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك لكل عام، يوماً للقدس العالمي، يوماً للانحياز للمعذبين والمقهورين في فلسطين المحتلة، ودعوة لكل الأمة الكبيرة للخروج في الشوارع والساحات والميادين من أجل العمل والجهاد والقتال والمقاومة.

إنه يوم خالد ومستمر حتى يومنا هذا، فها هي الجماهير في طهران وأفغانستان وإسلام أباد وبغداد وماليزيا وفي كل الشعوب العربية وفي الوطن العربي أجمع، وفي اليمن وسوريا ولبنان وغزة والقدس والضفة، وأصبح انتشارها في كل مكان، وعلى رأسها القدس وفي ساحات المسجد الأقصى تهتف بهتاف الإمام الجليل الإمام الثائر الموت لأمريكا والشيطان الأكبر الموت لإسرائيل والكتلة السرطانية الخبيثة.

هو يوم تتوحد فيه كل الجبهات وساحات المقاومة حول فلسطين والقدس والأقصى، هو يوم لمشاغلة العدو واستنزافه، ورسالة له ولكل من يقف وراءه ومن المطبعين معه من العرب ومن الذين اتبعوا الصهاينة وأشباه المسلمين الذين يدعون الإسلام وارتهنوا خلف هذا المشروع الصهيوني.

إن زوال هذا الكيان وهو الدولة المؤقتة وحتمية كونية وقرآنية وإن هذا الكيان الإرهابي هو كيان غاصب مصطنع وطارئ ومحتل لفلسطين، فوجد ليرحل ويفكك لأنه غير طبيعي وغير شرعي، وإن هذا اليوم الذي تعود فيه الأمة لفلسطين وتعود فيه فلسطين للأمة، لأن فلسطين هي قلب الأمة في مركز الصراع المحتدم ما بين تمام حقنا المقدس وتمام باطلهم المدنس والكاذب، وإن فلسطين هي آية من القراَن من سورة الإسراء.

ويجب على الأمة في هذا اليوم وكل يوم، أن تشمر عن سواعد أبنائها ومقاتليها المخلصين الأوفياء للاستعداد للمعركة الشاملة الكاملة في فلسطين، في هذا اليوم تجدد الأمة عهدها وتمسكها مع فلسطين والقدس والأقصى والمقاومة، وأن المقاومة هي الخيار الأصعب والخيار الأفضل والأصر لتحرير فلسطين ولنهضة الأمة الكبيرة، في هذا اليوم نتجهز معاً لنقوم معاً ونصلي معاً وقريباً صلاة المقاومة والتحرير مع كل الجمع المقاوم في ساحات وباحات المسجد الأقصى المبارك محررين منتصرين والبنادق على أكتاف الرجال المؤمنين الصادقين.

التحية والسلام والمباركة على من أطلق هذا اليوم إلى الإمام الفقيد الثوري المجدد وبورك نهجه وخطه وسيرته وبوركت ثورته وبورك من حمل الأمانة والوصية وبورك من يدعم ويساند وساند المقاومة وأهل فلسطين، وبوركت الدماء الصادقة المؤمنة التي أهرقت نصرة لمظلومية فلسطين والقدس والأقصى، وسنبقى نذهب للقتال كما نذهب للصلاة، كما قالها كبيرنا وقائدنا أبو طارق، وسنبقى جذوة الحق والصراع مشتعلة حتى ننتصر على هذا العدو ونزيله عن أرضنا الحبيبة وتعود فلسطين لحكم الأمة.

بوركت كل الجماهير المسلمة المخلصة وكل أحرار العالم الذين خرجوا ويخرجون وعبرت عن حبها لفلسطين والقدس والأقصى، بوركت إيران الإسلامية والثورة والمقاومة، بورك كل المقاومين على طول المحور المقاوم.

القدس كاشفة العورات، القدس تلعن من غدر بها، القدس تلعن مطبعي العصر، القدس تكشف زيف المرحلة والباعة المتجولين في العواصم المطبعة، وعاش يوم القدس العالمي وألف تحية وسلام لكل من يدعم شعبنا ومقاومتنا.

سوف ندعو الله أن يمتد هذا اليوم إلى كل بقاع الأرض لإحياء القدس حتى التحرير.

* أسير لدى سجون الاحتلال