بتاريخ 22 تموز 2022، نشرت جريدة «الأخبار» مقالاً بعنوان «المسار البديل: بديل ماذا؟!» لعادل سمارة. وقد وردت في هذا المقال «الفريد»، أسلوباً ولغة، مجموعة من الأحكام المطلقة على مواقف الراحل سماح إدريس. ولأنّنا لا نرى المقال مادة صالحة للنقاش، فإنّنا يهمّنا هنا أن نتوقّف عند مغالطة جوهريّة وردت فيه؛ إذ ورد أنّ الراحل سماح إدريس «هو من فريق الـ"بي.دي.اس"» وأنّ «هذه الحركة هي محاولة بديل... للكفاح المسلح». من المعلوم أن سماح إدريس كان عضواً مؤسّساً في «حملة مقاطعة داعمي إسرائيل في لبنان»، وليس في حملة «البي.دي.أس»، وأن الأولى تتبنّى معايير أكثر صرامة للمقاطعة من حملة «البي.دي.أس»، بما فيها مقاطعة الأفراد لا المؤسّسات فحسب (للاطّلاع على وثيقة الحملة، وتحديداً بما يتعلّق بهذه المسألة، اضغط هنا). والأهم، أنّ أيّ باحث مبتدئ يطّلع على ما قاله وكتبه ونشره سماح إدريس، والكثير منه كان على منبر «الأخبار»، يستنتج بما لا يدعو مجالاً للشكّ أنّ سماح كان داعماً للمقاومة المسلّحة من دون أيّ تردّد، وأنّه لم يعتبر المقاطعة يوماً بديلاً منها، بل رديفاً شعبيّاً لها، وهذا موقف «حملة مقاطعة داعمي إسرائيل» الذي لم يتبدّل. وعليه، فإنّنا نشجب هذا التحوير والافتراء الذي يعكس غياب المصداقية والمنهجية لدى الكاتب -حتى لا نقول سوء النيّة- ولا ينتقص البتّة من إرث الراحل. وحبّذا لو يتمّ نقاش أفكار سماح ومواقفه، ونقدها من قبل المؤيّد والمعارض بما يخدم القضية الفلسطينية من دون تحوير لأبسط الحقائق، أو تسفيه أو شخصنة أو تسطيح أو شماتة، كي يرتقي النقاش إلى المستوى الذي تتطلّبه المرحلة، والذي التزم به الراحل سماح نفسه.


[عائلة وأصدقاء سماح إدريس، «حملة مقاطعة داعمي إسرائيل في لبنان»، مجلة «الآداب»]