إنَّ محورَ خيار أيّ إنسان على وجه الأرض، وعبر التاريخ، هو البحثُ عن المنهج العادل في حياته، يسترشدُ بقواعده، ويحتكمُ إلى ضوابطه. وقد اهتدتْ مجموعةٌ من اللبنانيين إلى تأسيس حزب الله على أساس المنهج الإسلامي الذي يُحقِّقُ العدالة، فهو من عند الله الخالق الواحد الأحد، المُحيطِ بشؤون البشر، فهو العالمُ بسرِّهم وعلانيّتهم، وما يُصلحهم وما يُسعدهم, وهو الذي قرَّر أن يُرشدَهم إلى كمالهم في هذه الحياة الدنيا، فأرسل الأنبياء والرُّسل، وختمهم بمحمد (ص) ومعه رسالة الإسلام مُبيَّنةً في القرآن الكريم، ومُطبَّقةً بقيادته وسلوكه، وموضّحةً من خلال الأئمة الأطهار (عم)، قال تعالى: «الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لإِثْمٍ فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ».الذين أسَّسوا حزب الله عام 1982، كانوا ينتمون إلى مجموعات متديِّنة مختلفة، تعلَّمت وتربَّت واسترشدت بتوجيهات العلماء الأفاضل وأبرزهم ثلاثة: الإمام موسى الصدر (أعاده الله سالماً)، والعلَّامة السيد محمد حسين فضل الله (رض)، والعلَّامة الشيخ محمد مهدي شمس الدِّين (رض). أدرك المؤمنون في هذه المجموعات الثلاث أهميةَ أن يكونوا معاً موَحَّدين بقيادة القائد المُلهم الإمام الخميني (قده)، الذي قاد ثورةً إسلاميةً أسقطت الشاه العميل لأميركا، وأقام الجمهورية الإسلامية الإيرانية عام 1979، على نهج الإسلام ديناً ودولةً ودستوراً وحياة.
الالتزام الديني بالإسلام يتطلَّبُ اتّباع تعاليم الدين في العبادات والمعاملات، وكلُّ ملتزمٍ يعود إلى مرجعٍ دينيّ له «رسالة عملية» توضِّحُ كيفية أداء العبادات الصحيحة وشروطها ومقبوليتها كالصلاة والصوم والحج والزكاة... وكيفية أداء المعاملات بطريقةٍ شرعية بعيداً عن الحرام بتبيان الحدود الشرعية في عقود الزواج والبيع والشراء والإيجار والتجارة والمزارعة...
هذا الالتزام الدِّيني بالعبادات والمعاملات يُحقِّقُ الإيمان الفردي والأُسري، لكنَّه لا يُحقِّقُ حضورَ الإسلام في الحياة العامة للناس وفي الدولة. ومن أجل تحقيق الإيمان بالمنهج العادل في حياة الناس عموماً، يجبُ تنظيمُ علاقة المؤمنين تحت سقف قيادةٍ تُحقِّقُ المشروع العام، وهذا ما يتطلَّبُ تنظيماً وعملاً سياسيّاً وجهاديّاً، وإدارةً تنقلُ الفردَ المؤمن من الالتزام الفرديّ إلى الالتزام بالجماعة ومع الجماعة. قال تعالى: «إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ * وَمَنْ يَتَوَلَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْغَالِبُونَ» (المائدة 55-56).
ومَنْ أولَى من الإمام الخميني (قده) المُتصدِّي، وهو القائل: «الهدفان الأساسيان للأنبياء هما: التربية الروحية لتزكية النفس لتتحرَّر من أسْرِ الشيطان، قال تعالى: "قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا"، وإنقاذ الناس من سلطة الظالمين، ما يتطلب عنايةً بالعبادات والأحكام الفردية، وكذلك بالشؤون العامة المرتبطة بإدارة المجتمع والدولة. لقد عمل الأنبياء لتحقيق هذين الهدفين، فوجَّهوا الناس نحو بناء النفس لامتلاكها وتوجيهها، فعن أمير المؤمنين علي (ع): "أملكوا أنفسكم بدوام جهادها"، وقادوهم لإقامة العدل وإسقاط الظالمين».
هل يمكن العمل في السَّاحة من دون حزبٍ سياسيّ، ورؤيةٍ سياسيَّة، ومواقف سياسيَّة؟
بناءً على هذه الرؤية الإسلامية، كانت الخطوة الأولى في تأسيس حزب الله، هي إنشاءُ حزبٍ دينيّ مُقاومٍ وسياسي.
اجتمعت المجموعات المتديِّنة التي كانت تنتمي إلى أُطرٍ مختلفة، وكتبت وثيقةً تُبيِّن فيها رؤيتها ومشروعها في لبنان، وانتدبت تسعة من أعضائها يمثلونها، ثلاثة من كلِّ مجموعة، ذهبوا إلى الجمهوريَّة الإسلامية الإيرانية، في النصف الثاني من عام 1982، وبعد الاجتياح الإسرائيلي للبنان، حاملين معهم هذه الوثيقة لتقديمها إلى الإمام الخميني (قده)، وطلبِ الموافقة منه على مبايعته كقائد لهم، مبيِّنين تطلّعاتهم، ومستعدِّين للسَّير على هديها بقيادته كوليِّ أمرٍ للمسلمين، وكذلك بإجراء أيّ تعديلات عليها بناءً على قراره.
نذكُرُ بعض ما ورَد في الوثيقة التي حملها أعضاء «لجنة التسعة» لتبيان الرؤية:
« حركة إسلامية تعمل مع جماهير الشعب، وقيادتها الطليعة المؤمنة.
● تطرح الإسلام كبرنامج متكامل فكريّاً وعمليّاً.
● الالتزام بولاية الفقيه، نظريّاً وعمليّاً، المتمثِّلة الآن بالإمام الخميني (دام ظله).
● إنَّ تحرير القدس وإزالة "إسرائيل" من الوجود هما القضيَّة المركزية، ولهما الأولوية في تحركنا العام.
● يُراعى في التَّنظيم الطابع الجماهيري».
وبمراجعة تفاصيل بنود الوثيقة، يتبيَّن أنَّ ركائزها أربع: التزامُ الإسلام كمنهج حياة، والقيادةُ للوليّ الفقيه، والمقاومةُ أولويَّة وطابعُ التَّحرُّك جماهيري.
أوّل خطوة نوعيَّة هي تأسيسُ حزب الله الذي يحملُ رؤية إسلامية للحياة، وليس من خلفيَّة طائفيَّة أو مذهبيَّة، بل من منطلق مبدئي عقائدي.
من الطبيعي أن يكون المنضوون في المرحلة التأسيسيَّة من المسلمين الشيعة، لأنَّ منهج الحزب هو منهج إسلامي على خط النبي (ص) وأهل البيت (عم)، ويؤمن بولاية الفقيه، والشِّيعة أقرب إلى هذه القناعة. وقد التحق في ما بعد من الآخرين من يؤمن بهذه الرؤية، وعَمِلَ الحزب من خلال هيئاتٍ وتجمعات حول حزب الله، ومع الأنصار والسَّرايا الذين لا تُشترط في تشكيلاتهم والعلاقة معهم خصوصية الالتزام الدِّيني وما ينتج منه، لكنَّهم مقتنعون بجهاد الحزب وسياساته. كما أنَّ انتساب النَّاس إلى الطائفة الشيعية لا يعني حُكماً أنَّهم منضوون حزبيّاً إلى حزب الله، وإن كانت الأغلبية السَّاحقة هم من المؤيِّدين لمشروع المقاومة.
بمراجعة تفاصيل بنود الوثيقة، يتبيَّن أنَّ ركائزها أربع: التزامُ الإسلام كمنهج حياة، والقيادةُ للوليّ الفقيه، والمقاومةُ أولويَّة وطابعُ التَّحرُّك جماهيري


ثاني خطوة نوعية هي الالتزام بولاية الفقيه، التي تمثَّلت عند التأسيس بالإمام الخميني (قده) ومن بعده بالإمام الخامنئي (دام ظله)، هذا الالتزام هو رؤية تجديدية غير تقليدية، وهو مصدر قوَّة وثبات لخطِّ حزب الله.
حزبُ الله حزبٌ إسلاميٌّ عقائدي، يلتزم بتوجيهات وتصويبات الوليّ الفقيه، الذي يرسم السياسات العامة في العالم بحكم موقعه، فيُحدِّد الأعداء والمخاطر، ويُصوِّبُ الاتِّجاهات الصحيحة للناس في حياتهم، ويدعم الشعوب لمصلحة تحقيق العدالة في العالم وخاصة المستضعفين منهم، ولكنَّ المسؤولية الأساس في الإدارة والمواجهة وتحقيق الأهداف هي على عاتق الجهة التي تتصدَّى، وهنا على عاتق قيادة حزب الله الذي حدَّد أهدافه وخياراته.
ثالث خطوة نوعية هي أولوية المقاومة.
ستكون لهذه الأولوية للمقاومة تأثيراتٌ عظيمة، وهي من بركات توجيهات الوليّ الفقيه. لا شكَّ بأنَّ المقاومة الفلسطينية داخل فلسطين أصل، والمقاومة اللبنانية حدَّدت بوصلتها كمقاومة مساندة وعاملة للتحرير.
ثم جاء الاجتياح الإسرائيلي للبنان في 6 حزيران 1982، ليوجِّه ضربةً قاسية لمشروع المقاومة من خلال إخراج الفلسطينيين المقاتلين إلى تونس، ومجزرة صبرا وشاتيلا، وضرب الوجود الفلسطيني المسلح في لبنان، فضلاً عن العدوان اليومي على الشعب الفلسطيني في داخل فلسطين.
الأولوية للمقاومة، وهي في خدمة السياسة، فعندما تُحرِّر الأرض وتنتصر على العدو، تُضعِف تأثير الأجنبي، وتعمل مع القوى السياسية والنَّاس لمصالح البلد الداخلية في الإدارة والاقتصاد، ومعالجة مشاكل النَّاس الاجتماعية، وما تحتاج إليه حياة النَّاس التَّربوية والصحيَّة وغيرهما... أمَّا إذا كان البلد محتلّاً، أو كان جزءٌ منه محتلّاً، فسيكونُ مربكاً، ويُعاني من وجود العدو واعتداءاته وتدخلاته في الحياة السياسية.
الإمكاناتُ قليلة، والعددُ محدود، لكنَّ الإرادة والقرار والالتزام بالمقاومة أصبحت أولويَّة الأولويات عند حزب الله، والبوصلة باتِّجاه تحرير فلسطين والقدس كفعل إيمان والتزام. قال سماحة الأمين العام السيد حسن نصر الله (حفظه المولى) في يوم القدس 2022: «مسألة فلسطين والقدس هي جزءٌ من ديننا، هي جزءٌ من عقيدتنا، هي جزءٌ من إيماننا، هي جزءٌ من كرامتنا، هي جزءٌ من عرضنا، ونحن أمة لا يمكن أن تتخلى لا عن دينها ولا عن عقيدتها ولا عن كرامتها ولا عن عرضها».
لذا أدخَلَ الحزب في برنامجه الاستقطابي إلى تشكيلاته، لقبول انتساب الفرد إلى حزب الله، وجوب الدَّورة العسكرية برتبة مقاتل كحدٍّ أدنى، وفي صميمها التثقيفُ الإسلامي والتَّوجيهُ السياسي. وساعدنا على ذلك مجيء حرس الثورة الإسلامية الإيرانية الذي درَّبَ القيادات والمجموعات الأولى التي انتسبت إلى حزب الله، وأمدَّتنا إيران بالسِّلاح والذَّخيرة والمال والتَّدريب لمستوياتٍ متقدِّمة لتخريج قيادات جهاديَّة عسكرية للمقاومة.
كان لبنان خلال الاجتياح الإسرائيلي وبعده في حالة فوضى سياسية، وانقسام بين المنطقة الشرقية المسيحية وبين المنطقة الغربية المسلمة، انقساماً لم يقتصر على النَّظرة إلى تأييد المقاومة الفلسطينية أو رفضها، بل هي أبعد من ذلك بكثير، فقد وصلت إلى نقاش وحدة الوطن أو تقسيمه، وإلى دور الأجنبي في إدارته وتغليب فريقٍ على آخر... في ظلِّ هذه الظروف، لم يكن حزب الله جزءاً من هذا الانقسام الداخلي سياسيّاً وعمليّاً، فحزبُ الله حديثُ النشأة، وقد صبَّ اهتمامه على المقاومة جهاداً وتربيةً ومساراً. ولأنَّ المقاومة هي الأولويَّة، سخَّر الحزب كلَّ ما توفَّر لديه من إمكانات لمصلحة المقاومة، فقويت بنية الحزب التَّنظيمية الجهادية، وتوسَّعتْ تشكيلاته، وازدادتْ عملياتُ المقاومة.
لا شك أن بيئة أهلنا العامة كانت لا تتقبل في البداية العمل المقاوم، بسبب الإشكالات التي حصلت في الجنوب مع بعض جهات المقاومة الفلسطينية، واعتقادهم أنَّه تأييد لهم لا للقضية الفلسطينية. وكذلك كثير من القوى والشخصيات في لبنان وجَّهوا نقداً لاذعاً لاستمرارية مقاومة الاحتلال، باعتبارها «عملاً غوغائيّاً»، و«العين لا تواجه المخرز»، و«ارحموا حياة الشباب»، و«المقاومة العبثية»... لكنَّ تصميمَ الحزب المبدئي، وقناعته بسلامة الخط، مع التَّضحيات والصَّبر، وتربية شباب الحزب على هذه المعاني الإسلامية، أدَّى إلى استمرار المقاومة في خطٍّ تصاعُدي، مع مزيد من التأييد الشعبي والالتفاف حولها، وزيادة الملتحقين من الشباب بالمقاومة.
واجهت مقاومة حزب الله عدواناً إسرائيلياً في تموز 1993 لسبعة أيام، انتهى بتفاهم تموز الشفوي، ووقف العدوان الإسرائيلي في مقابل وقف إطلاق المقاومة لصواريخ الكاتيوشا. وواجهت المقاومة عدوان نيسان 1996 الذي استمر ستة عشر يوماً، فكانت المقاومة أصلب عوداً وأشدُّ بأساً وأوقعت الخسائر في صفوف العدوّ، ما اضطرّه إلى عقد تفاهم نيسان الخطي، الذي أعطى مشروعية للمقاومة بإقرار العدوّ في حق الدفاع عن النَّفس، وتحييد المدنيين، وعدم قصف إسرائيل للمدنيين والمنشآت المدنية في لبنان مقابل عدم إطلاق حزب الله صواريخ الكاتيوشا واستهداف المدنيين في المستعمرات الشمالية.
تكثَّفت ضربات المقاومة وعملياتها النَّوعيَّة ضدَّ إسرائيل وعملائها في المنطقة المحتلَّة من لبنان، ولم تعد إسرائيل قادرة على استمرار احتلالها الذي تتحمل بسببه خسائر يوميَّة وكبيرة، فاضطرت إلى الانسحاب الذليل في 24 أيار 2000 من دون قيد أو شرط، ومن دون أي اتفاق مع لبنان ومقاومته، فكان التَّحرير بشكله ومضمونه وتفاصيله أشبه بالمعجزة، وهو أول انسحاب للاحتلال من نوعه في المنطقة من دون اتفاق، وبسبب المقاومة في مواجهة الكيان الغاصب المدعوم دوليّاً والذي فاخر طويلاً بجيشه الذي لا يُقهر!
أما النَّصر التاريخي الكبير في الحرب الاستثنائية، فهو الفوز في مواجهة العدوان الإسرائيلي لثلاثة وثلاثين يوماً، والذي أراد العدو من خلاله إنهاء و«سحق» حزب الله. فوجئ العدو والعالم بحجم استعداد الحزب، ومستوى أدائه القتالي، والخطط الميدانية المُحكمة، وصمود المجاهدين الأسطوري في مارون الراس وبنت جبيل وعيتا الشعب وغيرها من قرى الجنوب ومواقع الجهاد المختلفة في ضاحية بيروت والبقاع. وفوجئ بضرب الباخرة الإسرائيلية في عرض البحر وتعطيلها، واستخدام صواريخ الكورنيت الحديثة والمتطوِّرة التي أوقعت مجزرة دبابات الميركافا في وادي الحجير. كما فوجئ العدو بهذه القيادة الواثقة والشجاعة والحكيمة والمضحِّية لسماحة الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله (حفظه المولى)، الذي كانت خُطبه وكلماته ومواقفه تشحذُ الهمم وتُطمئن النَّاس وتُرعب العدو، وهو الذي أدار الحرب وقاد المقاومة مباشرة في قلب المعركة، وخاصة مع قائد الانتصارَين الشهيد الحاج عماد مغنية (رض) الذي كانت بصماته واضحة في التهيئة للنَّصر، ولا ننسى الدور المركزي والمباشر لقائد محور المقاومة الحاج الشهيد قاسم سليماني (رض)، الذي واكب الإدارة والمَدَد والتَّوجيه. إنَّ حزباً لديه مثل هؤلاء القادة منصورٌ دائماً، وبإمكانه أن يُحقِّق أهدافه التي رسمها.
يتكامل عمل المقاومة مع الاهتمام بالجوانب الأخرى التي تُحيط بالمقاومين ومجتمعهم، ولذا أنشأ الحزب في هيكليته الوحدات الثقافية والسياسية والاجتماعية والنسائيَّة والشبابيَّة والتربويَّة والكشفية والصحيَّة والخدماتية... التي تُشكِّل تنظيماً متكاملاً يعمل بأولوية المقاومة، ويستفيد من كلِّ الطَّاقات التي تُعطي في المجالات المختلفة، والتي تحتاج إليها بنية الحزب، ليكون حالةً جهاديةً شعبيَّة، لا حالةً حزبيَّة منغلقةً على نفسها، أو تقتصر على الأعضاء المنتسبين.

* نائب الأمين العام لحزب الله