- 1 -
الكاتب د. حسن حمادة ضمير، وهو يعتبر الانتخابات النيابيّة المقبلة في لبنان شؤماً، لأنّها ستؤكّد سلطة منظومة الفساد، فيما بعض «اليسار» كلٌّ منهم ينطح حيطاً للاشتراك في هذه الانتخابات متحالفاً مع هذا وذاك وذيّاك من الذين يقيسون من دون تمييز بين الذهب وبين قشور البصل الأحمر. من الذين يرفعون شعارات ما أنزل الله بها من سلطان، على ما يُقال بالعابرين أو الطائفيين، منها «تشليح المقاومة سلاحها»، ومن مثل أن الفاسدين لا نميّز بين كبيرهم المتربّع على المليارات والخادم في مطبخ بيت تأكّد أنّه مرّة سرق «ملفوفة» وسرق «ربطة خبز» لإطعام أطفاله، وهما سواسية تحت مقصلة خرقاء واحدة. ومنهم الذين تحوم شبهة «السفارات» وتشير نحوهم، ومنهم الذين بالكاد هم بعدد أصابع اليد الواحدة، يجتمعون في غرفة مرايا ويظنّون ما ظنّه الثعلب بالطبل الأجوف، وأقصى ما يجمع نفيرهم عشرين «صوتاً»، ربّما لزوجاتهم وأزواجهم وأبنائهم وأصهرتهم لا أكثر، ولغتهم السياسيّة «سنسكريتيّة» لا يفقهها أحد غيرهم. ومنهم الذين يعتبرون الانتخابات «سوق»، و«مع السوق نسوق». حمّى خوض هذه الانتخابات... «آه، يلعن أبو الهبل، يلعن أبو الكرسي... ويا عيب الشوم».
- 2 -

بدّك تقلّي إنّو منظّمات المجتمع المدني، اللي على كتير منها ألف سؤال وسؤال، هيّي اللّي نزّلت عالشارع بـ 17 تشرين ميّات ألوف الناس؟ معقوله؟ نزلت الناس مش لأنها مش قابضة حدا، نزلت الناس من قهرها، من مين؟ من اللي بالسلطة من التمانينات، من التسعينات، من 2005 وعمتحكي حكي. وخود مثلاً كلّ الأحزاب اللّي بتدّعي إنّها علمانيّة، بينوجدوا جماعة المجتمع المدني لو هل أحزاب علمانيّه حقيقيّه ومنظّمه ومش مستهتره ومبرجزه؟ كيف ما قلبتها مش راكبه.
- 3 -

وعلى هذا النحو تكون المعزوفة، حيث لهم توجيه أقسى النقد لإيران من دون أي اعتبار أنّ الدعم الإيراني كانت له يد طولى في دحر الاحتلال الإسرائيلي في عام التحرير عام 2000 من دون قيد أو شرط، وله يد طولى في نصر تمّوز 2006 ضدّ العدوان الصهيوني على لبنان بإقرار زعيم المقاومة، ومن دون اعتبار للنصر الذي حقّقته غزّة العام الفائت على دولة الكيان الصهيوني. وقال زعيم «حماس»: «شكراً إيران للدعم المالي والعسكري والتقني»، فيما دولة رمليّة واحدة لم تقدّم بندقيّة أو حتى رصاصة واحدة للمقاومة الفلسطينيّة في غزّة طوال صراعها مع دولة الاحتلال الصهيوني - إسرائيل. وإذا نقدٌ ضدّ السعوديّة، مثالاً لا حصراً كدولة خليجيّة، فالويل والثبور وعظائم الأمور، فلدينا عمّال فيها يعملون، وشخصيّاً مع كلّ نقد محقّ ضدّ إيران أو ضدّ السعوديّة، ومع كلّ تثمين لكلّ دور إيجابي إيراني أو سعودي، قال وأضاف: ولكنّك تعرفهم أولئك اللاهثين.
- 4 -

مثلاً أميركا عم تحارب إيران منشان منع المدّ الشيعي؟ بالمحيط العربي السنّي؟ شو الشيعي وشو السنّي عند الأميركان يا غضنفر؟ يا السبع الغضنفر؟ إيران عم تقول لأميركا كتير هلقدّ. الأميركان ما بدهن يلقى آذان صاغيه هل حكي بدول جوار إيران الإسلاميّة، واللي حاصل إنّه الأغلبيّه سنيّة. بيلعبوا الأميركان هل ورقة، مش فرّق تسد؟ هيدي أبسط شي، ولو كانت هيدي الأغلبيّة شيعيّة بردو كانوا قالوا عربيّة - فارسيّة، مَ عملوها بحرب العراق - إيران، 8 سنين يقولوا عرب «فيرسس» فرس، ويغنّوله: «يا حامي البوّابة الشرقيّة»، اللي أهدى، متل ما قال هيكل، أوّل قذيفة مدفع على إيران لرأس «السي آي إيه»، رأس الاستخبارات الأميركيّة بالمنطقة، ملك الأردن السابق، الملك حسين. مش عم يبكوا عَ الحسين، متل ما بيقولوا الشيعة، عم يبكوا عَ الهريسة. الله يحفظكْ ويحيمكْ.
- 5 -

واسمع سيمون أبو فاضل كيف يبرِّر لسياسة سعوديّة متخلّفة في لبنان. هو يقول إنّ حزب الله، كحزب «استراتيجي»! مشروعه التشييع أو الأسلمة، يجب التصدّي له. وانظر كيف يستنكر الحديث أن السفارة الأميركيّة كبيرة قياساً بلبنان، وهو في آن رئيس تحرير موقع «الكلمة أون لاين»!
- 6 -

وقال بسّام أبو شريف، وهو مستشار أسبق للرئيس الراحل ياسر عرفات، أنّ وليد جنبلاط هدّد الفلسطينيين بالتظاهرات ضدّهم إذا لم يقبلوا بعروض الخروج من بيروت، وقال إن جنبلاط كرّر قولته إنّ «بيروت عاصمتنا وليست عاصمتكم». وختم أنّه ذاته كان شاهداً على هذا الكلام الموثّق.
- 7 -

سقطوا في امتحان الصبر والحكمة، كان يقول له إنّ الإعلام الصهيوني في إسرائيل والإعلام الإمبريالي الغربي يروّجان لتوجيه الاتّهام مرّة إلى سوريا ومرّة إلى حزب الله في اغتيال رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري. وفيما نحن نتّهم إسرائيل والغرب الإمبريالي بدمّ رفيق الحريري فأقلّه كان يقول له أن ننتظر نتائج تحقيقات المحكمة الدوليّة. وهو يصرّ، مرّة سوريّا هي التي اغتالت، ومرّة حزب الله هو الذي اغتال. وأخيراً ها هي المحكمة الدوليّة، بعد خسارة لبنان مئات ملايين الدولارات عليها، وها هي المحكمة الدوليّة التي ذاتها كم هم كثر الذين يشكّكون بمصداقيتها، ها هي، بعد مضي كلّ هذه السنين، تخلص إلى نتيجة تقول ببراءة الدولة السوريّة وببراءة حزب الله. ماذا سيقول الآن؟ انغمس إلى رأسه بالمواقف الطائفيّة، وصار من نخبة مثقّفي المذهبيّات التي لها لحى وقلنسوات وهو بكرافات. ولم يتميّز، وكأنّه صدى الإعلامَين: الصهيوني والغربي، وهما بالأصل واحد، ظلّ يردّد ما ينعقا به، إذا أسأنا الظنّ، وإذا أحسنّاه قلنا: هو أحمق، أخرق، أصفق!
- 8 -

والمحاميّة بشرى الخليل قالت إنّ: انهيار الليرة اللبنانيّة بدأ منذ ثمانينيات القرن العشرين حين كان «الشيخ» أمين «رئيساً» للجمهوريّة بالتعاون مع «الشيخ» رفيق الذي استكمل لعبة انهيار الليرة عندما صار: «رئيساً» للوزراء.
- 9 -

أسعد الشفتري أقرّ، في حوار متلفز، أنّ المسلم في لبنان كان نزيلاً في فندق يملكه مسيحي، ولو أعطيناه حقّه ما كانت حرب 75 لتقع. وأضاف: هل تعرف ماذا يعني عندما نقول «ولو! خذنا بحلمك»؟، «يعني فيك تعيش حلمك بس نحنا كمان موجودين، شوفنا بحلمك بالطريق»! وأسعد الشفتري كان من الضبّاط القريبين من بشير الجميّل، وما أشبه اليوم بالغد.
- 10 -

اليسار العربي محتاج أن يدرس أزمته، قال د. محمّد دوير، وأضاف: نحن في أزمنة يجب أن ندرسها ونقرّ بها أوّلاً، وماذا نريد؟ وعن ماذا نعبّر وأي الطبقات نلتزم؟ كيف نتأصّل بالتسامح المنهجي، بالعقلانيّة الثوريّة، من أجل التخلّص، اليوم قبل غد، من بقايا البرجوازيّة المتوسّطة التي لا تزال، للأسف، تهيمن على كوادر الاشتراكيّة في عالمنا العربي.
- 11 -

«أقام غابي أشكينازي، وزير خارجية إسرائيل، مأدبة إفطار على شرف سفراء الدول العربية والإسلامية المعتمدين لدى تلّ أبيب»، ضمنهم، بحسب موقع «إيلاف» الإلكتروني: سفراء مصر، خالد عزمي، الأردن، غسّان المجالي، الإمارات، محمود آل خاجة، المغرب، عبد الرحيم بيوض، إضافة إلى سفراء تركيا وكازاخستان وألبانيا وأوزبكستان وتنزانيا وكوسوفو، وشخصيّات عربيّة وإسلاميّة وعامّة في إسرائيل، وعرف الإفطار إجراء اتّصال عبر تقنيّة «زوم» بين الوزير أشكينازي ووزيري خارجيّة الإمارات والبحرين: الشيخ عبدالله بن زايد وعبد اللطيف الزياني. ومن كلمة أشكينازي في الإفطار: «لا يسعني إلا أن آمل أن يشهد العام المقبل انضمام المزيد من الممثلين العرب والمسلمين إلى مائدة إفطار وزارة الخارجية الإسرائيليّة». وهذا ما لا يزال يحصل.
- 12 -

مَن بعد يتذكّر الشهيد البطل سليمان خاطر، المجنّد في قوى الأمن المركزي المصري، الذي خدم في سيناء وأصاب بالنار، عام 1985، سبعة صهاينة حاولوا التسلّل، وكانت النتيجة أن حكمت عليه مصر مبارك بالسجن المؤبّد. ثمّ عام 1986 اغتيل إرضاءً لإسرائيل. يومها قيل أنّه انتحر شنقاً في زنزانته، وخرجت مصر في تظاهرات وهي تهتف: «المعقول المعقول، سليمان خاطر مات مقتول»، ويومها قالت أمّه: «قتلوا سليمان علشان خاطر يرضوا إسرائيل». أخيراً اعترف سليمان الفقّي، سكرتير مبارك، في شهادة، أنّ سليمان خاطر، حقّاً، لم ينتحر، بل اغتيل، وقال أيضاً: «علشان خاطر إسرائيل». ولاّدة يا مصر ومنصورة.
- 13 -

والأخضر الإبراهيمي قال مرّة إنّ خطف الطائرات مارسته الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين منذ عام 1969 للفت أنظار العالم إلى قضيّة شعب يُقتل ويُشرّد ولا من يلتفت، أي كان لخطف الطائرات فوائد لا أحد ينكرها.
- 14 -

استغربتُ أن لا يلحظ الفيلسوف والمناضل الفرنسي الشهير ريجيس دوبريه، وهو يردّ على سؤال، غير أنّ إسرائيل قامت عن ندم أوروبّي بقتل اليهود خلال الحرب العالميّة الثانية، ولم يضع احتمال أن تكون إسرائيل قد قامت ككيان صهيوني غريب في المشرق العربي لمشروع استعماري - إمبريالي أوروبّي مجرم.
- 15 -

ومن المفارقات في التاريخ، ما يروى أنّ المرشّح الرئاسي المصري د. أيمن نور، ويقول رئيس تحرير «عرب تايمز» د. أسامة فوزي أنّ نور مبدئيّاً حصل على أصوات أكثر من حسني مبارك، لذلك سجنه الأخير. سأله فوزي إذا حقّاً عرض عليه الرئيس المصري السابق محمّد مرسي منصب رئاسة الوزراء؟ أجاب نور بالإيجاب، وأضاف أنّ مرسي عرض عليه تشكيل الوزارة، وأن يترك له منصب، وقد خصّصه للّواء عبد الفتّاح السيسي الذي انقلب عليه في ما بعد وأودعه السجن حتى مات ودفن من دون السماح لأحد طبّي، محلّي أو دولي، للكشف عن أسباب أو سبب وفاته. قال له د. نور: أنا أقبل أن تشكّل أنت كلّ الحكومة، وفقط اتركْ لي أمر السيسي! وافترقا.
- 16 -

أرجو أن أكون ناقلاً صحيحاً عن الراحل الكبير الأنبا شنودا: إذا الشريعة الإسلاميّة هي «لهم ما لنا ولنا ما لهم، أو علينا ما عليهم وعليهم ما علينا، فالمسيحي سيعيش سعيداً بسيادة هكذا شريعة كريمة».
- 17 -

كتب الراحل الشاعر والمناضل أحمد فؤاد نجم، وبحروف كبيرة، على حائط، في بيته المتواضع: «مقرّ مجلس قيادة السطوح». وسألتني أستاذة جامعيّة ما المعنى؟ وشرحت لها أنّهم أخيراً أيضاً أولئك الذين يحيون عند فوّهة بركان.
- 18 -

الجنرال الأميركي جون بيرشينغ، وهو المشهور باسم «بلاك جاك» وبالدمويّة، كما روى الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب خلال حملته الانتخابية - 2016. قال إنّ بلاك جاك غمّس رصاصات بدماء خنازير وأعدم بها عشرات الأسرى من «المورو» وهم من سكّان الفيليبيّن الأصليين - وفي آن هم مسلمون - ذلك بعد الحرب الإسبانيّة - الأميركيّة التي بدأت عام 1898. وكان عدد الأسرى 50 شخصاً، أعدم 49 وأمر الناجي الوحيد بالعودة إلى قومه وإخبارهم بما حدث. والمورو كانوا في حينه يقاومون احتلالاً جديداً لبلادهم بعدما فرّت مدريد وتركت بلادهم مرغمة لواشنطن ذاتها السائدة اليوم.
- 19 -

يقول الكاتب حسام أبو النصر: «وقد يختلف علم التاريخ عن بقية العلوم، حيث إنه علم غير قابل للتجريب والتجارب، فهو ليس كيمياء أو فيزياء ولا يحتمل نجاح التجربة أو فشلها، بل هو علم قائم على الدليل منذ اللحظة الأولى، ومساحة تفسير ظواهره متاحة إلى حدّ ما، وإلى مدى معيّن، إذا زاد عن حدّه يصبح تأويلاً وتهويلاً وإذا بني على التأويل ندخل في اتّجاه خارج سياق التاريخ».
- 20 -

وإنّ مالكولم إكس، الناشط الأميركي الكبير في مجال حقوق الإنسان، هو صاحب المقولة الشهيرة: «لا تغرز سكّيناً في ظهر رجل تسع بوصات ثم تسحبها ست بوصات وتدّعي أنّك أحرزت تقدّماً».

* شاعر وكاتب