مجموعة الأزمات
في عددها الصادر في 9 حزيران الجاري، نشرت صحيفة «الأخبار» اللبنانية مقالاً مطولاً تنتقد من خلاله التقرير الحديث الصادر عن مجموعة الأزمات الدولية، والذي تتم فيه مناقشة بدايات التدخل العسكري لحزب الله في الصراع السوري، والنتائج الطويلة الأمد المترتبة على هذا التدخل.

انطلاقاً من المنهجية التي تستند إليها مجموعة الأزمات الدولية، فإن التقرير المشار إليه يهدف إلى عرض تقييم عقلاني بعيد عن العواطف حول ديناميات العناصر الداخلة في هذا الصراع، معتمداً على مبدأ المقابلات والحوارات الكثيفة مع الطرف الأساسي المعني بذلك، أي المسؤولين في حزب الله والمتعاطفين معه. وكما اعتدنا نقله عن جميع اللاعبين السياسيين في التقارير التي نقوم بإعدادها حولهم، اعتمد عملنا الميداني الممتد إلى سنوات على بناء علاقة ثقة واحترام، الأمر الذي سمح بتشكيل حالة من النقد البناء والجدل المثمر. وعليه، فإن المقال آنف الذكر لا يتناول صلب التقرير، بل يبدو أن كاتبة التقرير ليست على دراية بطبيعة التقارير الصادرة عن مجموعة الأزمات الدولية، لا من حيث المنهجية المتبعة، ولا البنية، ولا السمعة، ولا تاريخ التقارير التي تم نشرها سابقاً حول قضايا المنطقة. فالمقال يحاول جاهداً رفض التقرير بأكمله، بدلاً من الدخول في نقاش ونقد واضحين حول الأفكار الواردة فيه. عوضاً عن ذلك قامت كاتبة المقال بالإشارة إلى مجموعة من أعضاء مجلس الأمناء الحاليين والسابقين في مجموعة الأزمات الدولية، بصورة انتقائية، لإثبات ادعائها، علماً أن أعضاء المجلس الذين يشكلون تنوعاً وخليطاً من الآراء السياسية المختلفة لا يتدخلون في محتوى التقارير ولم يكن لأيٍّ من الأسماء التي تمت الإشارة إليها في المقال أي علاقة بتطور وبناء وكتابة هذا التقرير على وجه التحديد. وهذا ينسحب أيضاً على ممولي مجموعة الأزمات الدولية. كما يتجاهل المقال الاحترام الذي استطاعت مجموعة الأزمات الدولية بناءه خلال السنوات الطويلة الماضية مع جميع الفاعلين السياسيين في المنطقة، عبر التحاليل المؤسسة على عمل ميداني طويل حول جميع التطورات الحاصلة في المنطقة، تلك التحاليل التي لطالما شكلت مصدراً لغالبية وسائل الإعلام بما فيها صحيفة «الأخبار» التي لطالما نشرت على صفحاتها اقتباسات من تقارير المجموعة بالنظر إلى المصداقية العالية التي تتمتع بها مجموعة الأزمات الدولية.
مجموعة الأزمات الدولية