كتاب مفتوح
معالي الدكتور عدنان السيد حسين،
انا طالب في الجامعة اللبنانية، كلية الحقوق والعلوم السياسية والإدارية، الفرع الثالث، إختصاص حقوق، سنة ثانية.
بعد مشاهدة برنامج «بالقانون» على قناة «أن بي أن» الذي حللتم ضيفاً عليه منذ فترة، إستطعت، وبكلّ أسف، مشاهدة نهاية ولايتكم في سدّة رئاسة الجامعة. طبعاً لستُ منجّماً، ولكن لا يسعني وصف كمّية الغضب التي شعرتُ بها، وانا أشاهدكم، في كلّ سؤال كان يُطرح عليكم، تقولون انّ هذه الأمور ليست من صلاحيّاتك، بل من صلاحيّات مجلس الوزراء. هنا نسأل: ألم تكن تدري بهذه المعطيات قبل تولّيك منصب رئاسة الجامعة، علماً بأنّك كنت وزيراً سابقاً وتعي تماماً صلاحيّات السلطة التنفيذيّة؟

في اختصاصنا، نتعلّم أنّ هناك «شرعية» و«مشروعيّة». الشرعية هي السلطة أو الحكومة التي تستند في وجودها إلى القواعد المحدّدة في الدستور أو في النظام القانوني، فإذا وُجد هذا السند القانوني كانت حكومة أو سلطة شرعية أو قانونية. أمّا المشروعية، وبالرغم من صعوبة وجود معيار موضوعي لتعريفها، فتارة يُقصد بها السلطة أو الحكومة التي تتمتع بصفة المشروعية، وطوراً يُقصد بها السلطة التي تستند إلى رضا الشعب. ثمّ يمكن القول انّ سلطة الحاكم المطلق أو المستبدّ غير مشروعة وإن إستندت إلى نصّ الدستور، بينما تكون سلطة الحكومة الثورية مشروعة ولو قامت على أنقاض حكومة قانونية تستند إلى أحكام الدستور.
عزيزي معالي الرئيس. ارجوكم لا تستقيلوا من قدرتكم على التغيير وقلب المعادلة! هل مجلس الجامعة هو العقبة الأساسية؟ إذن بادر وأطلق مؤتمراً وطنياً للجامعة ينبثق عنه مجلس «ظلّ»، أعضاؤه من نخب الجامعة، يدرس الملفات الشائكة، ويطرح الحلول! إرمِ الطابة في ملعب مجلس الوزراء العاجز، وتحرر من منصب شاهد الزور، وتعال الى صفنا، حيث السلطة الحقيقية ومصدر القرار والمشروعية. ملفّ التفرغ سيُقرّ رغم انوفهم، وإلاّ لوّحْ بالإضراب المفتوح، ونحن الطلاب معكم بل أمامكم. لا تجعل أساتذتنا المتعاقدين يدفعون ثمن صراع لا ناقة لهم فيه ولا جمل. كن الأب الذي لا يرضى بأن يُحمّل أولاده وزر أعماله!
عزيزي الرئيس، هل طرحت على نفسك سؤال: غداً ماذا سيكتب التاريخ عن الجامعة اللبنانية؟ هل سيكتب أنها تأسست في ستينات القرن العشرين، وأقفلت أبوابها في عشرينات القرن الواحد والعشرين، بسبب تواطؤ إدارتها مع الواقع السياسيّ، وأنت كنت آخر رؤسائها الشاهدين على ذلك؟ أم سيكتب أنّ الجامعة مرّت بظروف صعبة جداً كادت تؤدّي الى إقفالها إلاّ أنّ وقوفكم العنيد في وجهها حال دون ذلك؟
نزار عاقلة