ليس مهمّاً أن تكون معارضاً للنظام الحاكم أو مدافعاً عنه. المهم أن تعرف بماذا تؤمن وعن ماذا تدافع من دون أن تفقد بوصلتك الأخلاقية وضميرك الحي وحسّك الإنساني الذي يجعلك تناصر بني جنسك وتشعر بآلامهم وتتعاطف مع أحزانهم وهمومهم وتدافع عن قضاياهم. هكذا تكون إنساناً قبل أن تتحوّل إلى معارض أو مدافع عن نظام حاكم، وتقف يوم الحساب أمام ربك ليحاسبك... عن سلوكك العنيف وعملك الظالم وموقفك المناصر لنظام ما. فليس من الوطنية أن تدوس ضميرك ومبادئك الأخلاقية وتظلم أخاك الإنسان أو تدفعه لكراهيتك وتحقد عليه.وتتعدد أسباب المعارضة الشعبية من بلد لآخر، فقد تكون أسباباً سياسية أو اقتصادية أو حقوقية أو أي أسباب أخرى، وقد تكون المعارضة مظهراً عاماً للحريات، وتعبيراً عن حبك وولائك لوطنك أو مناصرة لشعبك المظلوم.
وفي ما يلي أهم الأسباب الدافعة لتصنيفك كمواطن معارض للنظام مهما كان انتماؤك ومرجعيتك.
1- أن تخرج في مظاهرة شعبية تطالب بحقوقك كمواطن وتؤمن بالديمقراطية والحريات والعدالة الاجتماعية وتطبيق الدستور والحكومة المنتَخبة والتوزيع العادل للثروات والقضاء العادل.
2 - أن تقرأ صحيفة مستقلة أو كتاباً ينتقد النظام الحاكم وتحتفظ به في مكتبتك، أو ترفع صورة رمز ديني أو سياسي معارض.
3- أن تنشر مفاهيم حقوق الإنسان وتتضامن مع معتقل رأي أو تزور عائلته أو تقدم الدعم المالي أو المعنوي لهم بأي طريقة... وتطالب بتجريم التمييز بكل أشكاله، وتذكّر بالمبدأ الأساس، وهو أن المتهم بريء حتى تثبت إدانته.
4- أن تزور إحدى الدول الممانعة للأنظمة الحاكمة كإيران أو العراق أو لبنان أو سوريا أو اليمن، أو تعلن دعمك لمنظّمات مثل حزب الله أو حماس أو تقوم بتأييد حركات المقاومة الإسلامية..
5- أن لا تظهر احترامك للحاكم أو القائد العسكري.. ولا تحفظ النشيد الوطني، ولا تقوم بتشجيع أولادك للوقوف في طابور الصباح للاستماع له بإنصات.
6- أن تمتنع عن رفع صور حاكمك والقادة والوزراء الكبار في موقع عملك أو منزلك.. ولا تحترم التماثيل والصور المعلّقة في الشوارع، أو تقوم بتمزيق صورة الحاكم أو رئيس الحكومة في الكتب المدرسية أو تحرقها علناً أو تدوس عليها بقدميك أو تتجاهل صورته المرمية بالشارع والقمامة.
7- أن تكون صاحب رأي معارض أو سبق اعتقالك يوماً ما بأيّ تهمة، كحيازة منشور سياسي أو الخروج بمظاهرة معارضة للنظام أو تقوم بعمل يخالف قانون أمن الدولة أو الطوارئ.
8- أن لا تقف احتراماً عند ظهور رئيس الدولة أو رموز الحكومة ولا تبدي احترامك وتعظيمك وخضوعك لهم، وتقلل من مكانتهم بالنقد أو الرأي أو النظرة المحرّمة.
9- أن تبدي إعجابك برموز ثورية كغيفارا وغاندي ونلسون مانديلا والسيد حسن نصر الله.. وتعلن عداءك للسياسة الأميركية تجاه قضايا العرب والمسلمين ودعمها المطلق للكيان الصهيوني الغاصب.
10- أن تمتنع عن مشاهدة قنوات التلفاز الوطنية والاستماع للإذاعة المحلية، وترفض الاستماع لخطب الحاكم القائد وتقوم بمشاهدة قنوات معارضة أو تشارك بمداخلة صوتية معها.
11- أن تكون عضواً في جمعية أو حزب سياسي معارض للنظام أو في نقابة عمالية مستقلة أو تشارك بعريضة أو رسالة احتجاج ضد قرارات النظام أو الحزب الحاكم.. أو تقوم بزيارة قبور الشهداء وعوائل الضحايا ومعتقلي الرأي.
12- أن تقول كلمة لا.. «كفاية ظلم».. وترفع يدك بعلامة الانتصار، وتدعو لتطبيق حكم الله تعالى أو تطالب بدستور متوافَق عليه وحكومة منتخبة بديلة عن الحكم العسكري أو القبلي أو الوراثي.
13- أن تعلن معارضتك للتطبيع مع الكيان الصهيوني وتبدي رفضك للعلاقات الدبلوماسية والأمنية مع الكيان الصهيوني.. وتشارك بمسيرة يوم القدس العالمي وترفع علم فلسطين.
14- أن تعلن الحداد والحزن بالمأتم لوفاة قريب ما أو شخصية دينية كبرى وتلبس السواد حزناً.. فاللون الأسود والأحمر والأصفر ممنوع نشرها ولبسها علناً كشعار حزبي مناهض للنظام.
15- أن تنسى كيف ترفع يدك بالدعاء لحاكمك بصلاة الجماعة، أو المشاركة بتصويت مناهض مخالف لتوجهات الحكومة، أو حتى أن تحلم أنك أصبحت حاكماً أو رئيس حكومة أو وزيراً... أو تعلن تضامنك معي بحال اعتقالي أو سجني وتعذيبي لا سمح الله.
ختاماً، لديك كل الأسباب التي تدفعك أن تكون معارضاً بشكل أو آخر... أن تكون إنساناً حراً يتحرك بوعي ويتكلم وفق عقيدته وضميره... وإذا كانت لديك أسباب أخرى حسب رأيك وتجربتك ونظرتك لواقعك الحالي أرجو إفادتنا بها ومشاركة الآخرين آراءك الحرة.

* كاتب بحريني

اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا