استلهمَ الموروثَ النهضويّ، موطناً ومهجراً، فجدّده وأحياه وفق خطّة فلسفية ومقاييس فكرية، وجاء بنظريّة متكاملة تأخذ بعلم الاجتماع وتعزّز النفسيّة السوريّة منذ أبي العلاء، فرأى فيه «الشاعر الفلسفي السوري الخالد». عن بطرس البستاني، ورثَ الحسّ الوطني فأطلقه نفيراً قوميّاً، وعن جبران أخذَ بالتمرّد أسلوبَ حياة، وعن الريحاني أمسكَ بالثورة الدائمة، وعن أبيه خليل سعادة تبنّى حربَه على التعصّب الديني في دعوته أبناء الشرق إلى ثورة لاهبة «هي السكّة السلطانيّة إلى الاستقلال»، وكان اتّخذ شعاراً لحزبه الديمقراطي الوطني الذي أسّسه في البرازيل: «الاستقلال مع البداوة خيرٌ من العبوديّة مع الحضارة».