كان قرار الإمام الخميني منتصف حزيران 1982 تاريخياً، مهّد لمرحلة جديدة في الصراع العربي – الصهيوني، ليس عن طريق تحوّله إلى صراع إسلامي – صهيوني، في معنى دخول الصراع مرحلة بعده الإسلامي، بل في تغيير قوانين المواجهة، إنه تغيير جوهري في معادلة الصراع والمساومة التي كانت سائدة في المرحلة الأولى 1948 – 1982 وانتقاله إلى مرحلة الصراع حتى النصر، عقل سياسي جديد يقود المواجهة مع الأعداء، مختلف عما سبقه في المنطلقات وفي الغايات بل إن اختلافه الأساسي يقوم على منهج إدارة الصراع. إنه في هذه المرحلة منهج مختلف عن سابقاتها وذلك من وجوه عدّة إلى درجة أنه لا يمكن مقارنة ما حدث في الحرب مع العدو، في المرحلتين المتعاقبتين دون التنبّه إلى هذا المتغيّر الأساسي الذي يقوم على تغير دفّة قيادة هذه الحرب، سواء تعلق ذلك بالمنطلقات، الغايات، أو الوسائل، إنه انتقال حقيقي وواقعي من مرحلة إلى أخرى في مسار الصراع، وليس تدحرج حدث دفع إلى اختلاف الفاعل دون اختلاف الأفعال.قيام إدارة جديدة لمرحلة جديدة من الصراع، هو المتغيّر الأساسي الذي يحكم مسار الحرب مع العدو في المرحلة الثانية الممتدة من 1982 حتى 2000. نهاية القرن العشرين قد شهدت متغيرات دولية وإقليمية كبرى وكانت صورة مضافة لانقلاب الوضع الدولي من سيادة الحرب الباردة، بعد الحرب العالمية الثانية، إلى انهيار الثنائية الدولية وانفراد الولايات المتحدة الأميركية والنظام الرأسمالي المعولم في إدارة العالم؛ ولم يعد من معارض لهذه الإدارة العالمية الجديدة، سوى قوى إقليمية كبرى مثّلت إيران واجهتها الآسيوية والإسلامية، وكانت رسالة الإمام الخميني إلى غورباتشوف صورة في البحث عن إدارة دولية تقوم على شراكة الأمم في شؤون العالم. الشراكة مقابل الهيمنة والسيطرة هو الشعار الإسلامي على المستوى العالمي. الشراكة القائمة على التعارف بين الأمم والتعاون على البرّ والتقوى لا التعاون على الإثم والعدوان، مقابل سيطرة واحدة على هذا العالم، واعتباره وصل إلى نهايته الموعودة بانتصار الرأسمالية في صورة رجلها الأخير، جورج بوش وسواه من زعماء الحروب والهيمنة.
ذكرنا أن الإمام الخميني اتخذ قراراً تاريخياً، بالتوجّه إلى فلسطين بدل التوجه إلى أفغانستان. وقد بدأت المرحلة الثانية من الحرب العراقية – الإيرانية في 24 أيار /مايو 1982 تاريخ تحرير خورمشهر، والتي استمرت حتى نهاية الحرب في 20 تموز/ يوليو 1987 تاريخ صدور قرار مجلس الأمن رقم 598 (ص3).
على المستوى العسكري، كان النظام العراقي قد خسر الحرب ولم يحقّق هدفاً واحداً من أهدافها المعلنة، وانتقل إلى مرحلة الدفاع بعد معركة خورمشهر 1982. وكان دفاعه دفاعاً سلبياً لجأ فيه إلى الحرب الكيماوية والصاروخية مؤيَّداً من أميركا وأوروبا والدولة العربية خاصة دول الخليج. كان يخبط خبط عشواء. ويبني قوّة عسكرية بقوة سواعد وأموال الآخرين واحتاج إلى تدخلهم في آخر مراحل الحرب حتى قرار وقف إطلاق النار بعد إدانة نظامه واعتباره معتدياً من قِبل مجلس الأمن الدولي.
فيما كانت الاستراتيجية الإيرانية قد انتقلت إلى مرحلة ثانية كانت الحرب المفروضة فيها هدفاً ثانوياً، فيما الحرب ضد العدو الصهيوني وتحرير فلسطين والجولان وجنوب لبنان، هدفاً رئيسياً. كانت الاستراتيجيّة الإيرانية تعتبر حالة الحرب المفروضة عليها مناسبة لمقارعة أعدائها ولذلك قبلت قرار مجلس الأمن في وقف إطلاق النار، على قاعدة الفصل بين استراتيجيّة الثورة الإسلامية في الدفاع عن الإسلام ومقاومة النفوذ الاستعماري والوجود الصهيوني في المنطقة وبين الحرب المفروضة كحالة من حالات الصراع في المنطقة. باختصار فإنّ الهدف الرئيسي لإيران كان الصراع مع العدو الصهيوني والولايات المتحدة الأميركية ورمزها «محاربة الشيطان الأكبر».
إن إدارة هذا الصراع تقوم على مواصلته حتى تحقيق الأهداف، وعليه لا يكون قابلاً للمساومة وإجراء التفاهمات في السر والعلن، صراع حقيقي تواجهه إدارة حقيقية وليس بحثاً عن تسوية ما في زمن ما، لأن التسوية الحقيقية إنما تكون بالانتصار التام للحق على الباطل، والخير على الشر، وقيام عالم من التعارف والتعاون والسلام والعدالة.
كان موقف سوريا فاصلاً في عدم تحويل الحرب المفروضة إلى حرب بين العرب والإيرانيين


مقابل هذه الاستراتيجيّة الإيرانية، نشأت سياسات عربية، تمحورت حول نظام صدام حسين، قدمت له كلّ ما يحتاج لبناء قوته العسكرية، وحين عجز هذا النظام الاستبدادي عن استخدام قوته ضد إيران، من خلال ميدان الحرب المفروضة، لم يتّجه لاستخدامها ضد العدو الصهيوني، كما هو لائق بكل قوة عربية حقيقية، بل استخدام فائض القوة في أمرين:
1) قمع الشعب العراقي في مكوّنه الكردي في الشمال والعربي في الجنوب.
2) تهديد العرب وتخويفهم، وممارسة هذا التهديد في عملية غزو الكويت واحتلالها.
في قمة الرباط العربية، التي حضرتها بصفة صحافي، حضر صدام حسين محاطاً بوفد عسكري وإعلامي كبير، وقف في افتتاح القمة، وهدد أن لديه أربعين فرقة عسكرية مشيراً بإصبعه إلى الرئيس حافظ الأسد، الذي حافظ على هدوئه، ولم تبدُ منه أية إشارة اهتمام بما يُقال، فيما ارتجفت فرائص قادة الخليج الذين استشعروا أنهم جلبوا الدب إلى كرومهم، وأن القوة التي ساهموا في بنائها تتحول ضدّهم، فيما فلسطين كانت منسية نسياناً تاماً عند صدام حسين وكانت القيادة الفلسطينية على اختلاف فصائلها، تنشد وده، وتتناسى، ما يصيبها منه من أضرار وأذى...
ما يلفت نظر الباحث في تاريخ هذه المرحلة، وما شهدته من أحداث وحروب، تلك العلاقة المريبة بين كل من:
1- الولايات المتحدة الأميركيّة وحلفائها الغربيين.
2- نظام صدام حسين الاستبدادي.
3- حركة «المجاهدين العرب» في أفغانستان، وما عُرف باسم القاعدة وحليفتها الأفغانية طالبان.
هذه القوى كانت تتناقل الصداقة والعداء، بطريقة مريبة، دعمت الولايات المتحدة الأميركية وحلفاؤها صدام حسين في حربه ضدّ إيران، ودفعته بحركة خداع لاحتلال الكويت، ثم اندفعت لمحاربته وطرده من الكويت وغطّت جرائمه ضد انتفاضة العراق الأولى، في مدن البصرة وجنوب العراق، وأعادته إلى السلطة، ثم عادت وغزت العراق، بحجة امتلاك أسلحة دمار شامل، وهي التي زوّدته بكل سلاح فتّاك.
إن صدام حسين هو الذي مهّد لغزو العراق، وجلب القوات الأميركية غازية إلى بلاده، بعد أن كان خادماً لها في حربه مع إيران، وفي تخلّيه عن القتال من أجل فلسطين ضد العدو الصهيوني، وعلاقة صدام حسين مع دول الخليج العربية علاقة مريبة أيضاً من التأييد التام والدعم غير المحدود، إلى احتلال الدول، وشنّ الحرب مع الغزاة. أمر حتى الآن يلزمه، خبيرٌ في علم العرافة، ليفكّ ألغازه.
في موازاة هذه الحالة المُبهمة، كيف تحوّلت قوات المجاهدين العرب من قتال الروس في أفغانستان إلى قيامها بغزو أميركا في 11 أيلول 2001 وجلب القوات الأميركية لغزو المشرق الإسلامي من أطرافه في أفغانستان، وبداية الحرب على الإرهاب في هذه المنطقة من العالم؟
التفسير الذي يُمكن للعقل الركون إليه، هو أن هذه القوى المحلية ليست سوى أداة من صناعة الغزاة، وأنها لا تستند إلى رؤية وعقيدة في السياسة والحرب ولا هي قادرة على إدارة بلادها والحفاظ على مصالحها. قوى من الحرابة المتفلتة من كل عقل وعقال، تعيث فساداً في الأرض، تجلب الويلات إلى الناس، والغزاة إلى البلاد... إن البحث عن فهم عقليّ لهذه الإشكالية يحصل في النظر في أخلاق السياسة أكثر منه في قواعدها.

سوريا والتوازن الاستراتيجي
في مقابل العراق ودول الخليج كانت سوريا، درّة بلاد الشام، في قلب الصراع ضدّ العدو الصهيوني، شاركت سوريا بقوة فاعلة في حرب تشرين 1973 واستمرّت بعدها فترة طويلة في حرب استنزاف مشهورة ولم تشترك في تسوية كامب ديفيد مع السادات شريكها في حرب تشرين 1973، والتي دفعت ثمن موقفها، إثارة الصراعات الداخلية في سوريا، وإشعال الحرب الأهلية في لبنان الشقيق التوأم، والحديقة الخلفية الاستراتيجيّة لها. حافظت سوريا على علاقة وطيدة مع إيران وكان موقفها فاصلاً في عدم تحويل الحرب المفروضة إلى حرب بين العرب والإيرانيين، وهذا ما كان يروّج له بعض العرب، وكاد الفلسطينيون أن يصدقوه.
استمرّت سوريا في بناء قواتها العسكرية للتوصّل إلى ما أسماه الرئيس حافظ الأسد «التوازن الاستراتيجي التقليدي مع العدو»، وشاركت قواتها ببسالة في حرب 1982 التي شهدت أكبر معركة جوية في تاريخ الحرب، في سماء سهل البقاع، واستمرّت في دعم المقاومة الفلسطينية، والأهم من ذلك دعمها للمقاومة الإسلامية، وقيامها بدور الرابط الأساسي بين إيران والمقاومة الإسلامية في لبنان. احتضنت سوريا حركة الانتفاضة والحركات الإسلامية الفلسطينية أيضاً بما فيها حركة «حماس» و«الجهاد الإسلامي»، هزمت سوريا اتفاقية 17 أيار في لبنان، وشاركت في صناعة اتفاقية الطائف، وشكلت غطاء سياسياً وأمنياً للحكومة اللبنانية وتعاونت مع المقاومة الإسلامية، وعالجت خلافاتها مع بعض فصائل المقاومة الفلسطينية، ولم توقّع أية اتفاقية سلام مع العدو، وبقيت عنوان الصراع مع العدو وساحة الحرب، وميدان المواجهة وإعداد القوة وتجهيزها. استمرت سوريا على هذا الخط حتى كانت الشريك الرئيسي للمقاومة الإسلامية اللبنانية في انتصار 25 أيار 2000 وحقق الرئيس حافظ الأسد حلمه في تحقيق التوازن الاستراتيجي التقليدي مع العدو.
هنا، يمكننا أن نقسم الوضع الفلسطيني إلى ما يلي:
1) الخروج المسلّح من دول الطوق حول فلسطين «لبنان، سوريا، الأردن، ومصر، في معنى عدم القدرة على شن عمليات عسكرية من خلال هذه الدول عبر الحدود مع فلسطين المحتلة».
2) نقل ثقل العمل الفلسطيني إلى داخل فلسطين: الضفة الغربية وقطاع غزة.
3) نشوء حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية «حماس» و«الجهاد» وغيرهما من القوى.
4) التركيز على حركة الانتفاضة الشعبية بكل أشكالها في داخل فلسطين، خاصة الضفة الغربية.
5) ميل القيادة الفلسطينية إلى المعسكر العربي، وابتعادها رسمياً عن إيران، فيما وثّقت إيران علاقاتها بالمقاومة الفلسطينية، ووقفت بوجه كلّ التسويات من أوسلو إلى مدريد وغيرهما، ولم تقطع العلاقة مع القوى المقاتلة داخل حركة «فتح»، ولا من الحوار، المتعدد الصلات مع شخصيات وطنية داخل السلطة الفلسطينية.

لقد استطاعت المقاومة الإسلامية أن تبني خلال الحرب المجتمع المقاوم


كان الحليف الأساسي لفلسطين هو إيران والمقاومة الإسلامية في لبنان، الحليف الذي لا يهادن ولا يساوم، ولا يهزه تقديم عظيم التضحيات. كانت إدارة الحرب مع العدو، في المنهج الجديد لهذه الإدارة يجعل من الوضع الفلسطيني، قوة القلب، التي يجب رعايتها ودعمها وحمايتها وتقديم كل سبل القوة والاقتدار لها، مهما كانت الظروف، ومستوى التضحيات.
نصل إلى بيت القصيد، في الحرب المستمرة طوال ثمانية عشر عاماً بين المقاومة الإسلامية والعدو الصهيوني، وميدانها جنوب لبنان وجبل عامل والبقاع الغربي وشمولها مناطق أخرى، تتسع لتضم لبنان وسوريا وفلسطين في الجنوب والجولان والجليل، المثلث العربي يضم أكبر حشد عسكري في التاريخ نسبة إلى مساحته الجغرافية، والذي يشهد مواجهات ومعارك لا تزال قابلة للاشتعال. في حين كانت استراتيجية حزب الله العسكرية، مستفادة من قواعد الحرب الإسلامية في الشجاعة والإقدام والتضحية وإعداد القوة، وإتقان وسائل الحرب كل الإتقان، مع الحفاظ على قواعد ترتبط بشروط الحرب الأخلاقية، استندت هذه الحرب إلى تأييد من الشعب وإلى تنسيق متواصل مع الحكومة اللبنانية والجيش اللبناني وابتعاد عن الصراعات الداخلية اللبنانية، وإلى التنسيق مع سوريا والفصائل الفلسطينية، وكذلك القوى الوطنية اللبنانية، لقد حشدت المقاومة الإسلامية كل أسباب القوّة والانتصار في هذه الحرب مثل التعبئة، الاستقطاب، التنظيم، التدريب، الإعداد العسكري والنفسي للحرب الإعلامية، والنفسية، والاقتصادية، وأساسها الاستمرار في الحرب حتى النصر، وعدم المساومة والتنازل، والقبول بأنصاف الحلول، كما اعتاد العرب في سياسة إدارة الحروب.
كانت الحرب هجومية من ناحية التكتيك العسكري، تبحث عن الاشتباك مع العدو خلاف نظرية «اضرب واهرب»، المعروفة في هذا النوع من حرب العصابات إن البحث عن الاشتباك مع العدو كان يضعف من معنويات جنوده ويضعه في محل المهزوم في حرب النفس والمعنويات، ويجعله يشعر أنه مطارد حتى يفر من الأرض ويتراجع وينهزم وهذا ما حصل بالفعل، حين انسحبت قوات العدو بلا قيد أو شرط من الجنوب اللبناني ومن البقاع الغربي في 25 أيار 2000.
لا يتسع هذا المقال لشرح كل الأبعاد العسكرية لهذه الحرب، لكن يمكن اختصار أهم قواعدها بما يلي:
1) تعيين الهدف الاستراتيجي للحرب، وهو: تحرير الجنوب والبقاع الغربي، هدف لا يمكن التراجع عنه على الإطلاق.
2) إعداد ما يلزم من القوة العسكرية المادية والمعنوية لتحقيق هذا الهدف الأساسي.
3) لا تفاوض ولا مساومة ولا تنازل في الحرب من أجل تحقيق هذا الهدف.
4) وضع هذا الهدف في أولوية الاهتمام، باعتباره الهدف الأساسي وكلّ ما سواه من أهداف يأتي مع محل الأهداف الثانوية. سواء تعلق الأمر بالاشتراك في الحكومة، أو المساهمة في أشكال الإدارة اللبنانية الداخلية.
5) رسم التحالفات مع القوى الأخرى على ضوء مصلحة تحقيق الهدف الرئيسي.
6) تقليص هامش الخلافات الداخلية، حتى لو نشبت في ظروف صعبة، فالعمل يقوم على استيعابها، وتطويق ذيولها وعدم تقدمها على ما سواها.
7) الحفاظ على أصل المواجهة والصراع وهو فلسطين وتحريرها من العدو، هي الهدف المركزي الأعلى للحرب، وهي البوصلة التي تتحدد الاتجاهات على ضوء إشاراتها.
لقد استطاعت المقاومة الإسلامية أن تبني خلال الحرب المجتمع المقاوم، أن تكسب تأييد الناس في مناطق القتال وفي محيطها، أن تحافظ على التواصل مع الآخرين، وأن تعمل بقاعدة رحماء بينهم أشداء على الأعداء. واستطاعت أن تبني مجتمعاً قادراً على تقديم التضحيات، مستعدّاً لدفع أثمان الحرب، حتى لو طال أمد هذه الحرب، واثقاً من صدق قيادتها وصلاحية هذه القيادة وحكمتها، وهذه مسائل أساسية من أجل كسب الحروب.
كانت إدارة جديدة للحرب استفادت من ما يلي:
1- تاريخ المقاومة المستمرة للعدو الصهيوني.
2- منهج قيادة الإمام الخميني المسددة.
3- بركات الإمام الحسين في عاشوراء، حيث يصح القول: إن كل ما لدينا هو من بركات عاشوراء والأمر في هذا المحل يطول فيه الحديث ولا ينتهي.
لقد أهدى سماحة الأمين العام السيد حسن نصر الله، في خطاب التحرير في عاصمة التحرير بنت جبيل انتصار 2000 إلى كل لبنان، وفلسطين وكل العرب والمسلمين، وكان صادقاً في إهدائه، وكشف أن العدو الصهيوني أوهن من بيت العنكبوت، وأظهرت الحروب اللاحقة أنه كذلك على وجه اليقين.
وكانت الحصيلة الأساسية لهذه الحرب الممتدة إلى ثمانية عشر عاماً، تحرير أراضٍ عربية محتلة بلا قيد أو شرط، وهزيمة العدو، وتحقيق التوازن الاستراتيجي العسكري التقليدي في الحرب مع العدو ذلك هو الدرس العسكري، الأساسي، من هذه الحرب التي كشفت وهن العدو، وحاجته إلى حركة إنقاذ من حلفائه وهذا، ما حمله الغزو الأميركي لغرب آسيا، في بداية القرن الواحد والعشرين.
* كاتب ووزير سابق