تجد حركة 14 آذار اللبنانيّة (والسوريّة _ إذ إن الراعي واحد للحركتين) نفسها في موقع حرج مع الجمهور العربي العريض. هي من ناحية واقعة حكماً في خندق إقليمي تديره الحكومتان السعوديّة والإسرائيليّة بالتنسيق مع الحكومة الأميركيّة، ومن ناحية أخرى هي لا تستطيع أن تجاهر بحقيقة موقعها السياسي وذلك بحكم العداء العربي (الشعبي) التاريخي للكيان الغاصب، وبحكم تراث الجرائم الصهيونية ضد لبنان وأهله.
يخطئ من يظنّ أن بشير الجميّل وحركته كانت تجاهر بتحالفها الذيلي _ لا يكون التحالف العربي مع العدوّ الإسرائيلي إلا ذيليّاً _ مع الاحتلال الإسرائيلي. على العكس، عندما كان بشير الجميّل يُسأل عن علاقته مع العدوّ، كان يرغي ويزبد ويتصنّع الغضب ويقول إنه لا يسمح لأحد بالمزايدة على وطنيّة القوّات اللبنانيّة، ويزيد أن من يتهمه بالعمالة لإسرائيل هو العميل الحقيقي لها (راجعوا أرشيف الأكاذيب). أكثر من ذلك، عندما بدأت مفاوضات مصالحة (لم تجدِ) في بيت الدين في عهد إلياس سركيس (الواجهة البليدة للقوّات اللبنانيّة)، رفضت القوّات اللبنانيّة مبادرة عربيّة لإعلان قطع علاقتها مع إسرائيل. كانت القيادة الكتائبيّة تقول إنه لا يمكنها أن تعلن قطع علاقة مع إسرائيل وهي غير موجودة أصلاً. أما الملك الحسين، فكان يصدر بيانات نفي قويّة اللهجة في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي عندما كانت ترد تقارير عن لقاءات سريّة له مع العدوّ الإسرائيلي في عواصم غربيّة. كان يقول _ كالعادة _ إن أحداً لا يزايد عليه في حرصه على القضيّة الفلسطينيّة. وكان إعلام النظام الأردني يزعم آنذاك أن إعلام النظام الناصري يتجنّى عليه.
أما حركة 14 آذار (حتى قبل إعلانها رسميّاً) فهي واقعة في صلب التحالف الإقليمي الذي دخل فيه الحكم السعودي مع العدوّ الإسرائيلي. إن حركة 14 آذار ليست إلا نقطة التقاطع اللبنانيّة التي تولّدت عن التحالف الذي استجدّ بعد 2003 بين الحكم السعودي والحكومة الإسرائيليّة. كذبوا: لم يثر رفيق الحريري (الذي أفنى سنوات طويلة في طاعة ورشوة النظام السوري) دفاعاً عن سيادة لبنان، ولم ينتفض رفيق الحريري لكرامته الشخصيّة (التي كان رستم غزالة يتلذّذ بتمريغها بالتراب دوريّاً) أو لكرامة وطن تذكّره عند المنفعة (الشخصيّة). لا، تلقّى رفيق الحريري الأمر في عام 2003 (عندما أقام شبكة علاقات مع نظام الاحتلال الأميركي في العراق، في شؤون الاتصالات والإنشاءات والتعمير هناك) من الحكم السعودي بحدوث تغييرات في التحالفات الإقليميّة. والعدوّ الإسرائيلي هو الذي تولّى التحضير والصياغة في قرار 1559 الذي ترجم الإرادة الإسرائيليّة في لبنان، كما أنّه كان الثمن الذي دفعته فرنسا جاك شيراك لإرضاء جورج بوش. كان الحكم السعودي، ورفيق الحريري متورّطاً شخصيّاً في التحضير لهذا القرار، وفي محاولة إمراره لبنانيّاً (لا يُعوّل البتّة على مواقف الحريري المُعلنة في حياته السياسيّة إذا إنها كانت غالباً بعكس ما كان يفعل في السرّ، أي أن الرجل كان ذروة ما هو عكس المروءة على ما وردت في تعريف الأصمعي).
إن حركة رفيق الحريري اللبنانيّة (التي تبلورت في ما بعد بمسميّات إنشائيّة عن «ثورة» وعن «انتفاضة» وعن غيرها من الاستعارات المُضحكة) لم تكن إلا النتاج اللبناني الصرف لتغيير آل سعود من دائرة تحالفاتهم بعد 11 أيلول، وخصوصاً بعد غزو العراق. فقد النظام السوري (الذي تذكّر فجأة قبل أسبوع فقط أهوال ومخاطر الوهابيّة بعد عقود من التحالف مع آل سعود ومن تلقّي هبات سخيّة منهم) راعيه العربي، وأصبح في مهبّ الريح الأميركي _ الإسرائيلي من دون غطاء، خلا الغطاء الإيراني الذي يحرجه في انفرادته. تغيّرت قواعد اللعبة في لبنان مذّاك، وكل من يتحدّث عن حركات سياديّة وعن تظاهرات لبنانيّة إما يتقصّد البلاهة أو هو (أو هي) يتصنّع تغطية ارتباط الحركات اللبنانيّة بالخارج منذ الاستقلال (الصوَري). لم يكن رفيق الحريري إلا سفيراً للإرادة السعوديّة في لبنان: كان حافظ الأسد يحافظ على أوثق العلاقات مع النظام السعودي (ومع الأمير عبد الله بصورة خاصّة آنذاك) لكن طبيعة العلاقة في عهد بشّار تغيّرت كليّاً (ولأسباب عديدة لا مجال لتعدادها هنا). لم يكن موضوع التمديد لإميل لحّود هو سبب الخلاف بين الحريري (وجوقته) وبين النظام السوري: على العكس، كان نتيجة لخلاف استحكم خارج لبنان بين الحكم السعودي والنظام السوري. ثم هل كان رفيق الحريري في حياته السياسيّة مبادراً مرّة واحدة، أم أنه امتهن التنفيذ والطاعة والولاء ونثر الأموال على ما يعترض طريقه من عقبات وعثرات؟
لم يؤدّ قتل الحريري (وقد علمنا بفضل المحكمة الدوليّة أنه اغتيل بواسطة سيّارة مُفخّخة، إذ إنه لم نكن نعلم ذلك من قبل، ولقد أنفق اللبنانيّون ملايين الدولارات من مالهم العام كي يتوصّلوا إلى هذه المعلومة التي كشفت عنها المحكمة الدوليّة) إلا إلى المجاهرة في الإعلان عن تشكيل فريق سياسي سعودي الولاء في لبنان في مواجهة فريق النظام السوري. وهذا الفريق (السعودي) كان منذ 2004 في صف التحالف السعودي _ الإسرائيلي عشيّة إصدار القرار 1559 الذي ساهم فريق الحريري بوضع تعليقات وهوامش عليه في صياغته الأولى.
لكن هذا الفريق لم يكن في وارد المجاهرة بالتحالف مع العدوّ الإسرائيلي، وخصوصاً أن الحكم السعودي نفسه لم يجاهر بهذا الإعلان. الحكم السعودي لا يزال _ من باب المنافسة مع النظام الإيراني _ يجاهر (ولا يجاهر) بتحالفه مع العدوّ الإسرائيلي، مع أنه يستعمل شبكة وسائل إعلامه الأخطبوتيّة لضخّ الدعاية الصهيونيّة بحذافيرها _ وغالباً بنسقها الليكودي. كما أن أخبار اللقاءات العلنيّة والسريّة بين مسؤولين سعوديّين وإسرائيليّين باتت شائعة، كما كانت أخبار لقاءات الملك الأردني مع الإسرائيليّين شائعة في الستينيات والسبعينيات (قبل وفاته، استدعى الملك حسين المؤرّخ الإسرائيلي في جامعة أكسفورد، آفي شلايم، إلى عمّان وأخبره عن تفاصيل علاقاته الطويلة مع المسؤولين الإسرائيليّين، لكن شلايم كتب ما تلقّى من الملك من دون تدقيق أو تمحيص _ لأن الملك أخفى الكثير عن تلك العلاقات _ كما أن الكتاب جاء تبجيليّاً).
ولم يحدث في تاريخ لبنان أن جاهر فريق لبناني بتحالفه مع العدوّ الإسرائيلي إلا إذا كان العدوّ قد نشر قوّاته في أماكن وجود هذا الفريق. وعليه، فإن حزب الكتائب دشّن علاقاته السياسيّة _ الماليّة مع العدوّ في الخمسينيات، لكنه أنكر في العلن وجود هذه العلاقة حتى ما بعد اجتياح 1982، عندما جاهر قادة الكتائب والقوّات اللبنانيّة بلقاءاتهم وتحالفاتهم مع العدوّ. عندها فقط، استقبل آل الجميّل أرييل شاورن في منزل العائلة في بكفيّا، مع أنه كان يعرف هذا البيت جيّداً (ووصفه في مذكراته) قبل بضع سنوات من الاجتياح.
فريق 14 آذار كان يمكن أن يجاهر بتحالفه مع العدوّ الإسرائيلي في حال انتصار العدوّ في حرب تمّوز. لعلّ سولانج كانت تعدّ العدّة كي تحضّر أطباق الطعام لقادة العدوّ. هذا يُفسّر صمت بعض قادة الفريق عند بدء العدوان، ويفسّر أيضاً كيف أن الخطاب العلني لبعض قادة 14 آذار (جنبلاط ومعوّض وغيرهما) ساهم في تقديم العون إلى الحرب النفسيّة الإسرائيليّة _ هذا في العلن. أما في السرّ، فلقد كشفت وثائق «ويكيليكس» مدى عمق الحماسة التي أبداها قادة 14 آذار من أجل نشر جيش الاحتلال الإسرائيلي على أرض الجنوب (أو أكثر) لإنهاء حالة المقاومة الشاذّة _ في نظرهم، كما أن حالة المقاومة اللبنانيّة والفلسطينيّة كانت شاذّة هي أيضاً بمعيار سعد حدّاد وخليفته أنطوان لحد.
لكن عبقريّة حركة 14 آذار تفتّقت عن صيغة سهلة: أنه لا يجوز ذم العدوّ الإسرائيلي أو مقارعة حجّته أو استنكار وإدانة جرائمه، والاكتفاء (على طريقة مجالس آل سعود العلنيّة) بنطق عبارة «إسرائيل عدوّ» بطريقة عابرة. لكن هذه العبارة العابرة لا تستقيم مع باقي خطاب وممارسة 14 آذار، إذ إن لسان حال حركة 14 آذار يقول في جملة ما يقول:
إسرائيل عدوّ، لكنه حنون ووديع ولا يكنّ ضغينة نحو لبنان أبداً. هو عدوّ من صنف خاص. هو العدوّ الذي يفيض حباً وغراماً. كما أن هذا العدو أقرب إلينا بكثير من الذي كنّا قبل سنوات قليلة ننعته بوصف «الشقيقة». أي أن العدوّ يعلو على الشقيقة في سلّم المحبّة اللبنانيّة الأرزيّة.
إسرائيل عدوّ، لكن العدوّ الكبير هو إيران وباقي الشيعة من حلفائها. إسرائيل هي العدوّ السابق، أما إيران فهي العدوّ الحالي. إسرائيل عدوّ فقط، بمعنى أننا لم ننجح للحظة في التوقيع على صيغة جديدة من اتفاق 17 أيّار. ولقد كان مُعدّاً لو أن المقاومة اللبنانيّة العنيدة قلبت حساباتنا وبعثرتها بانتصارها الصلب في حرب تمّوز، حيث تعرّض العدوّ (الصديق) لإذلال غير حضاري.
إسرائيل عدوّ، لكن المملكة السعوديّة التي ترعانا وتموّلنا وتصدر لنا الأوامر بحذافيرها صديق لهذا العدوّ، ما يعني حسابيّاً أن العدوّ الإسرائيلي ليس عدوّاً أبداً، لكن ضرورات الحسابات اللبنانيّة الداخليّة تفرض من باب المزايدة هذا الإعلان الصفيق.
إسرائيل عدوّ، لكننا لا نريد له إلا الخير. ونحن نسعى بكل ما أوتينا من قوّة من أجل تقويض دعائم أي نوع من المقاومة ضدّه. ونحن لن نألو جهداً من أجل نزع سلاح المقاومين وزجّهم في السجون.
إسرائيل عدوّ، لكننا بتنا نعلن ما كنّا نخفيه: اننا من دعاة الحياد، أي أن احتلال إسرائيل لأرض فلسطين لا يعنينا بأي شكل من الأشكال.
إسرائيل عدوّ، لكن رئيس صناديق وعلب وأواني الأنتربول، إلياس المرّ (الذي حضر محمّد رعد حفل تكريم والده له هذا الأسبوع) عبّر عن مكنونات 14 آذار نحو هذا العدوّ في أحاديث «ويكليكس».
إسرائيل عدوّ، لكننا نوافق إسرائيل في كل حججها التي استخدمتها في اجتياحاتها وحروبها ضد لبنان. نحن نلوم المقاومة الفلسطينيّة وحلفاءها اللبنانيّين لما سبّبوه من دمار وقصف وقتل إسرائيلي. إن إسرائيل _ وهي عدوّ _ لم تكن تدافع إلا عن نفسها صراحة. كما أننا نرى أن اجتياح إسرائيل عام 1982 لم يكن إلا من باب تخليص لبنان من العدوّ الفلسطيني _ الذي خلافاً للعدوّ الإسرائيلي لا يتمتّع بالحضاريّة والرقيّ والحنان. ونحن طبعاً نلوم حزب الله لخطفه لجنود العدوّ في 2006، ونوافق العدوّ على ذرائعه في العدوان على لبنان.
إسرائيل عدوّ، لكن احتضان العدوّ والتودّد له والسلام عليه في الطائرات والبواخر والحافلات واجب اجتماعي، وخصوصاً أننا من أنصار آداب التعاطي البورجوازي الذي ينظر باحتقار إلى فكرة المقاطعة، إلا إذا كانت مقاطعة لأعداء آل سعود والحكومة الأميركيّة التي تفرض عقوبات ومقاطعات أكثر من أي دولة أخرى في العالم. إسرائيل عدوّ، لكن بثّ دعاية العدوّ الفجّة كما هي ومن دون ردّ تدخل في باب «اعرف عدوّك». وفتح الشاشات أمام أبواق جيش الاحتلال الإسرائيلي يدخل في باب «اعرف عدوّك» أيضاً، لكن أي تعاطٍ أو حتى السلام على أعضاء في الحكومة السوريّة، أو حتى على مؤيّديها، يُقابل من الاستنكار الشديد من قبلنا لأن إسرائيل _ وهي عدوّ كما أسلفنا _ أقرب إلى القلب والعقل.
إسرائيل عدوّ، لكننا ضد مقاطعة هذا العدوّ. على العكس، أننا نقاطع كل من يقاطع العدوّ الإسرائيلي، كما أننا من أشدّ المُعجبين بكل من يُدرج اسمه على جدول لجان مقاطعة العدوّ الإسرائيلي. لم نكن نستسيغ نكات جاد المالح إلا بعدما علمنا أنه من أنصار جيش الاحتلال الإسرائيلي، ولم نكن نسمع بـ«الفنان المرهف»، زياد الدويري، إلا بعدما اكتشف أن الإسرائيلي المُحتلّ مظلوم ويجب التعاون معه في شتّى المجالات.
إسرائيل عدوّ، لكننا نستنكر أي نوع من أعمال مقاومتها عنفاً أو كلاماً. إننا نعتبر أن إسرائيل عدوّ، لكننا ندين أي نوع من أنواع العنف أو التظاهرات التي تندّد بهذا العدوّ. على العكس، نحن من أنصار الترحيب بالعدوّ، كما فعلنا في حرب تمّوز عندما عتبنا على العدوّ لأنه لم يتقدّم في اجتياحه كي يطرد من أرض الجنوب أهلها المقاومين، الذين هم أعداء لنا أكثر بكثير من العدوّ الإسرائيلي.
إسرائيل عدوّ، لكن ألم تطل طويلاً حالة العداء تلك؟ إسرائيل عدوّ، لكننا نرحّب بالسلام مع العدوّ الإسرائيلي ونتعلّق بمشروع السلام السعودي الذي وافقت عليه كل الدول العربيّة، بما فيها حكومة الممانعة السوريّة. إسرائيل عدوّ، لكننا من أجل إزالة حالة العداء تلك نشيد بكل ما يصدر عن النظام السوري من تطمينات للعدوّ: من نزع السلاح الكيميائي إلى عدم إشعال مقاومة في الجولان، إلى عدم الردّ على عدوان إسرائيلي على سوريا. أي أننا نختلف مع النظام السوري في كل شيء باستثناء حالة عدم الحرب وعدم الردّ إزاء العدوّ الإسرائيلي.
إسرائيل عدوّ، لكن بعض الأعداء ظرفاء وحضاريّون. ألم يدعُ السنيورة إلى مقاومة حضاريّة سلميّة ضد هذا العدوّ، مع أن فريق 14 آذار من أنصار كل أنواع العنف في سوريا، من السيّارات المُفخّخة إلى الخطف الطائفي إلى التفجيرات العشوائيّة إلى القصف العشوائي، على أن يكون هذا العنف تحت عنوان معارضة النظام السوري، العدوّ الحقيقي والأساسي لنا.
إسرائيل عدوّ، لكن من الضروري التمييز بين العدوّ القريب والصديق البعيد. رب عدوّ لك لم تلده أمّك. والعدوّ الإسرائيلي _ وهو حتماً عدوّ _ مؤيّد لكل قضايانا الراهنة وهو مثلنا شديد الحرص على معرفة «الحقيقة» في قضيّة اغتيال الحريري. كما أن هذا العدوّ كان خير معين لنا في مسألة تشكيل المحكمة الدوليّة، كما أنه ضغط على دول عربيّة وغربيّة للمساهمة في تمويل المحكمة. أكثر من ذلك، ماذا عن التعاون الذي أظهرته إسرائيل إزاء المحكمة من ناحية تقديم مساعدات تقنيّة واستخباريّة وعسكريّة، بالإضافة إلى نظريّات عن دوافع الجريمة؟ إن إسرائيل العدوّ نصير حقيقي لقضايا 14 آذار، وهو مثلنا يشاطرنا العداء _ يا للصدفة _ لكل من امتشق سلاحاً ضد إسرائيل.
إسرائيل عدوّ؟ من قال ذلك؟ إن لضرورات فضّ النزاع الداخلي (إلا إذا كان في صالح مشروعنا) والحفاظ على العروش، بالإضافة إلى تجنّب معارك خاسرة في لبنان ضرورات لفظيّة وبيانيّة لا تخفى على اللبيب _ واللبيبة. إسرائيل عدوّ؟ صدّقتم ذلك؟
* كاتب عربي (موقعه على الإنترنت: angryarab.blogspot.com)