اقتباسا من مقالته التي جاءت بعنوان «مبشر في بلاد المؤمنين» الموقعة بتاريخ التاسع من آذار 2009: «الطرقات محفّرة.. آباؤنا وأجدادنا لم يشهدوا مثل هذا التراجع في الخدمات العامة»... انطلق في رسالتي إلى معالي وزير الداخلية والبلديات في الحكومة اللبنانية رقم 73 الأستاذ نهاد المشنوق..
لا يعتريني في لحظة من اللحظات أي شك أن معاليكم مشغول بقضايا السياسة وهموم المواطن على حد سواء ومن هنا أتجرأ، أنا المواطن العادي، أن أوجه لك دعوة لركوب الفان كأي فقير مقهور في بلده، وأقترح عليك أن تبدأ مشوارك من اوتستراد الناعمة وصولا إلى جسر الكولا.
في الطريق احرص معاليك على أن تضع إلى جانبك أكياساً ورقية فارغة من أجل التقيؤ، وابقِ نافذتك مفتوحة تحسباً لأي طارئ، والأفضل أن تحجز مقعدك «سايف واي». فالسائق اللبناني أو السوري سيفاجئك دون أدنى شك مرات عدة وقد تضطر إلى ربط حزام الأمان غير الموجود في أغلب الفانات.
عزيزي معالي الوزير، أنصحك أيضاً بلبس خوذة لأن الشوفير فجأة ودون علمك سينتهي من مداعبة الطريق ليفض بكارتها بسرعة مئة وعشرين كيلومتراً في الساعة أو أزيد غير آبه بأرواح الناس ولا حتى بممتلكات السائقين الآخرين، فطعجة جديدة على الفان الملعون سلافه أصلاً لا ضير فيها، خاصة في ظل ما تعانيه الطريق من غياب لأغطية الريغارات وغياب الإنارة ليلاً في كثير من الأحيان.
معالي الوزير، في الطريق إذا بقيت مستقيماً في مقعدك ولم تتأرجح فيه من شدة سرعة السائق وتمايله يمنة ويسرة، أو إذا بقي لديك متسع للتفكير ولم تنزعج من كلمات الأغاني كـ "دهدولك دهدولك" التي لم يسمعها سيبويه في زمانه، قد يتسنى لك قراءة ما خطّته أيادي العشاق والزعران والمحسوبين على فريقك السياسي وفريق خصومك على جنبتي نفق المطار.
معالي الوزير، أعذر قبح كلماتي وأنت الصحفي المخضرم، لكن ما خط في هذه الرسالة لا ينبع إلا من قلب موجوع على ما حل بهذا الوطن، فقانون السير الذي شُرع بعهدك لا يطبق على الفانات، وسائقوا إلا في ما ندر لا يعيرون قانون السلامة أي اهتمام، دون أي رادع فتزوير اللوحات ورش البيضاء باللون الأحمر وتزوير الرخص لا حد له.
صدقني معاليك، المواطن العادي لا قدرة له على الحديث مع سائق فان خشية أن يتعرض للضرب بالعصي الموجودة إلى جانبه. وحتى عناصر الدرك يتفادون الاصطدام مع أصحاب الفانات (ما يحصل على مفرق مستشفى الجامعة الأميركية خير دليل، وقس على ذلك كثيرا من المناطق)، عسى أن ارتدت الفانات يفزع سائقوها وتكون نهاية استهتارهم بأرواح وممتلكات الناس، علماً أن الرحلة غير سعيدة.
وليد رضا صحفي لبناني