كان العشاء الذي دعت اليه مديرة الوكالة الوطنية لور سليمان، الاثنين الماضي في «كازينو لبنان»، لمناسبة انعقاد المؤتمر الذي دعت اليه الوكالة بعنوان: «الاعلام ناشر الحضارات وهمزة وصل للحوار»، صادماً بعدما وفر منبرا لمدير عام الكازينو حميد كريدي للتهجم، امام حضور تقدمه وزير الاعلام ملحم الرياشي، على العهد وسيده بانتقاد قاس وبتلميح قارب التصريح.
جرى ذلك في مشهدية معبرة تمثلت بوقوف الرياشي على المسرح منتظرا انتهاء كريدي من خطبته «العصماء»، فيما لم يبادله الاخير بالمثل عندما حان دوره للكلام.
لماذا سمحت سليمان لكريدي ان يعتلي المنبر وهي تعرف انه يخضع للتحقيق في قضايا هدر وفساد، وأنه ممنوع من السفر الى حين ختمه وصدور الحكم. متى عرف السبب بطل العجب، فكريدي قدم العشاء مجانا مقابل توفير هذه الفرصة له. والانكى من ذلك ان سليمان منحته درع وزارة الاعلام تكريما للدرر التي فاه بها بأسلوب «يوضاسي» في ذاك العشاء «العلني»، تحت رعاية معاليه الساعي الى مصالحات استراتيجية دولية ةاقليمية ومحلية، متناسيا ان مهمته التصدي لكل من يطاول الدولة ورأسها بكلام فالت من فلك الحقيقة. ملفات كريدي كبيرة جدا ولا يجوز ان يتحصن بصك براءة من ادارة رسمية فيما هو في دائرة الشبهات. لكن سليمان، «ام الكل»، على ما قالت عريفة العشاء، تنطلق من حسابات مختلفة، وهي التي كرّمت ــــ قبل ان تكرم نفسها ــــ صاحب شركة سيارات أجرة لمساهمته في نفقات المؤتمر!
لو استشارت سليمان مرجعيتها الشيخ بطرس حرب، لكان نصحها التزام الحذر، لكنها سكرانة بما يحيطها به اعداء العهد من اطراء، وما يغدقون عليها من تكريم آخر من مجلس اقليم كسروان ـــ الفتوح الكتائبي. اخطأ الوزير الرياشي بعدم رده على افتراءات كريدي، مع تأكيدنا حقه في امتلاك قرينة البراءة الى حين بلوغ التحقيق الجاري خواتيمه رغم الروائح الكريهة المنبعثة من ملف الكازينو.
وكان على سليمان ان تكتفي بشكره بدلا من توفير منبر له للتنفيس عن احقاده تجاه من اصر على كشف ما احدث «علي بابا» في مغارة هذا المرفق المبتلى بادارته. هذا الخطأ يجب ان يُدفع ثمنه، لانه ينبغي الاقلاع عن سياسة «امي ارحميني» ، خصوصا ان المؤتمر لم يأت بجديد، وشكّل الى حد بعيد استنساخاً للمؤتمر الذي سبق لمديرية الدراسات في وزارة الاعلام ان نظمته مطلع الشهر الجاري في الجامعة الاميركية في بيروت.
مارك بخعازي