الملكيةُ السعودية المجهزةُ بأفتك أسلحة الدمار الوهابي الأميركي تبارك للشعب اليمني عيدَ الجمهورية الـ54 بارتكابِ مجزرةِ الطلح في صعدة. مجزرة راح ضحيتها عشرة مواطنين في سلسلةِ مجازرَ على مدى عشرة أيام، وعدوان وحصار لعام ونصف عام، ليتبيّن أن الخطأ ليس فقط في الملكيةِ السعودية، وإنما أيضا في الذين رأوها جاراً يستحق عظيمَ التقدير والاحترام، وأنها دولةٌ لا مثيلَ لها، تعطي ما تفتقده هي لنفسها، خلافاً للقاعدة الشهيرة بأن فاقدَ الشيء لا يعطيه، فهي دولةٌ توزع مجاناً للشعوبِ العربية حصتَّها من الجمهوريةِ، ونصيبَها من الديمقراطيةِ ونوعيةِ الدستور، والمقدار اللازم من الدين والمذهب، وتحدد من يكون العدو لهذه السَّنة، ومن هو الصديقُ للعام المقبل. وقامت أجيالٌ وكبرت مصدقةً أن السعودية ملكيةٌ على نفسها جمهوريةٌ مع الآخرين، وأن الطائراتِ المرسلةَ بالموت إلى اليمن هي طائراتُ طويل العمر، مصنعةٌ خصيصاً لإرسال اليمنيين إلى جنة الخلد في غمضة عين، تتويجاً لما قدمته طيلةَ نصف قرن من الخدمات الجليلة ليمن تنتشر فيه قوافلُ الشهداء كجزء من مكافحة الفقر من خلال القضاء على الفقراء...وعلى الأجواء اليمنية تُجمْهر الطائراتُ الملكيةُ السعودية، ومن بلاد الهنود الحمر الذين أبيدوا لتقوم أميركا، تُستوردُ القنابلُ والصواريخُ حبّاً في الجمهوريةِ اليمنية وحرصاً عليها أن تكونَ جمهوريةً بلا جمهور، وجمهوريةً بلا شعب، وجمهوريةً بلا مشروع ولا كيان ولا أرض، وإنما جمهوريةٌ لها رئيسٌ مهمتُه الوحيدةُ عند كل عيد أن يكون مثلَ الفاكس المحدث إلى «واتس أب» مخصص لاستقبال وإرسال أصدق التحيات وأخلص التبريكات من وإلى خادم الحرمين الشريفين. وهكذا تستمر محنة المحن طالما ظل ذلك الخادم قائماً كعجل بني إسرائيل!