ملّحاً أكثر من أي وقت مضى غدا الوقوف على هذا اليوم العربي الكبير لإحياء لغة «التعارف» التي ميّزت حضارتنا ذات يوم بين مكوّنات منطقتنا العربية والإسلامية كمسؤولية أخلاقية وتاريخية. وبهدف إطلاق حوار عقلائي هادئ نشرع للحديث عن حزب الله اللبناني كأحد أبرز الفاعلين في الإقليم سعياً لفهم منهجّي لخطابه، مستقرئين لموقفه في غير محطة تاريخية وتحدٍّ.أ‌ـ مرحلة الانطلاقة وتزاحم الأولويات: منذ انطلاقته على أثر اجتياح إسرائيلي للعاصمة العربية الثانية، بيروت عام 1982، واجه حزب الله جملة تحديات معقدّة ومتداخلة يمكن تكثيفها كالآتي:
*تحدّي الاحتلال الإسرائيلي للبنان، بل تحدّي أصل وجود هذا الكيان بآثاره المدمّرة على لبنان والمنطقة وشعوبها.
*تحدّي الحرب اللبنانية وآثارها المدمرة على النسيج اللبناني، مضافاً إليها سياسات التخلي والاهمال الاجتماعية من السلطة.
*تحدّي النظام الرسمي العربي باعتبار أغلبه يعوز شرعية الإرادة الشعبية وبعضه صنيعة للاستعمار ومن مخلفاته.
*تحدي الواقع المربك والهّش الذي عانته الشخصية العربية إن في ثقتها بذاتها أو بمقدراتها والتي تمظهّرت في أشكال عدّة من تبعية وسطحية وتجهيل كما تهميش طبقي وتشرذم.
أمام مختلف التحديات الآنفة وتزاحمها، شخّص حزب الله وجهته وطبيعة فعله: «المقاومة»، مقاومة إسرائيل ومن خلفها أميركا كعدو أول وأوحد له وللأمة مع ما تستتبعه من تبعات. رأى فيها مدخل التغيير الأنجع بل الأوحد (والأقّل كلفة) للنهوض بالأمّة واستجماع قواها والانتصار لهويتها وتاريخها مع ما يسترعيه ذلك من أعباء! من ظلم الأنظمة إلى الظلم الاجتماعي المتلازم مع سياسات التخّلي والإهمال في لبنان منذ استقلاله.
يقرُّ خصوم حزب الله بأنّه التجربة اللبنانية الوحيدة التي نجحت في نصرة فلسطين

ويجاهر التاريخ أنّ حزب الله كان الأقّل انخراطاً ــ إن لم نقل انّه لم ينخرط ــ في الصراع الداخلي، وأتت بعض المعارك مع حلفائه وحتى أبناء جلدته لاعتبارات استقلالية قراره وأولوية العمل المقاوم وحماية القضية الفلسطينية وشعبها المظلوم.
ويقّر حتى خصومه أنّه يكاد يكون التجربة اللبنانية الوحيدة على امتداد الصراع التي نجحت في نصرة فلسطين، دون أن يكون ذلك على حساب لبنان وتنوع مكوناته وخصوصيته.
والذاكرة اللبنانية لم ترمه بأي سلوك مؤذٍ تجاه أيّ من المكونات الدينية أو الطائفية رغم عظيم الشقاق آنذاك، فحفظ «الآخر» في ساحات نفوذه بين الخلاف السياسي والانتماء المذهبي والديني. وكشفت الأيام الأخيرة أنه لم يقصّر ــ رغم قلة امكاناته حينها ــ بحق مسلمي البلقان في مواجهة التطهير العرقي آنذاك وقدّم شهداء جرحى هناك.
رغم كل الصعوبات والتحدّيات الآنفة لاقت حاضنة عابرة للطوائف لبنانياً وعلى امتداد الإقليم وإرادة عميقة عند شعوب المنطقة للانفتاح عليه ومؤازرته بل وحتى والتأسي به.
ب‌ ــ غزو العراق عام 1991 بما أحدثه من «صدمة» وتداع كبير، وما خلقه من إطلاق لمسار مدريد للتسوية، الذي كانت أولى نذره رصاصات النظام العربي في صدور متظاهري رفض أوسلو من جمهور المقاومة تحت جسر المطار عام 1993 في إطار خطّة مدّبرة لإدخال المقاومة نفق الاحتراب بأداة النظام العربي. تحدّ كبير نجحت المقاومة في تجاوزه رغم عميق الألم والجراح، وعركت بجنبها بؤسها، وتابعت بإصرار نحو الهدف.
سنتان كانت حرب 1993 لتصفية المقاومة بالأداة الإسرائيلية المباشرة، لتنتقل المواجهة لطور أكثر تركيباً وتعقيداً سيبدأ بوسمها بالإرهاب ويتابع عبر سلسلة اجراءات بامضاء ــ أغلب النظام الرسمي العربي وإسرائيل والغرب والشرق ــ قرار اجتثاثها، فكانت قمة شرم الشيخ عام 1996 منبر إعلان الهجوم الإسرائيلي مجدداً بغطاء رسمي عربي مفضوح، فالمقاومة من لبنان إلى فلسطين هي العقبة بوجه حّل الصراع وتحقيق السلام الإرهاب! إنها لتخرج المقاومة منه أكثر قوة وشعبية والتفافاً وطنياً وإقليمياً.
ج‌ ــ أيار 2000 حين أطلّت مواجهة من نوعٍ جديد: «احتواء المقاومة». توالت العروض الدولية والعربية السخيّة لاستيعابها بالنظام السياسي اللبناني أو بالمال، بمعنى آخر لبيع الانتصار ــ شريطة إيقاف العمل المقاوم. كان الرفض الصريح والقاطع. فالانتصارات هدّية للأمّة وثمرة نضالاتها على امتداد الصراع وليس لأحد الحق أن يشتري أو يبيع. انساب خطاب الوعي والثقة العربي المتجدد ليتفجّر انتفاضة عارمة في فلسطين، والتأم الشارع العربي مجدداً على المقصد والغاية بوجه أميركا وإسرائيل مقابل حنق واضطراب وتربص معظم الأنظمة العربية، فالأنظمة تخسر مشروعيتها الداخلية، مشروعية دورها لحماية شعوبها وسيادتها، ودخلنا كعرب مرحلة صراع الإرادات فيما دخلت اسرائيل وحلفاؤها مرحلة التحديات العميقة.
الملحوظة الأولى هي نجاح هذه الحركة في تحديد العدو وتنظيم الأولويات والصبر الجميل لتحقيق الهدف والثبات على طول المسار رغم الضغوط والتحديات. يأتي هذا مقابل تجارب وضعت الأنظمة عدوّها الأوّل ودخلت معها ومع مجتمعاتها حروب استنزاف لم تفض إلّا إلى مزيد من الإحباط وتضعضع الثقة في الواقع العربي وفرص نهضته.
الملحوظة الثانية، كانت عبرة الانتصار العربي الأوّل حين وقفت المقاومة في سابقة لتهدي أمتّها وشعبها الانتصار وترفع شهداءها قرابين للوطن في سبيل نهضة الأمّة، لا لغاية أخرى. فرفضت بيع الانتصار بأي ثمن مهما غلا، لأنّه نصر الأمة بأجمعها الذي سيشق الطريق لاستعادة الهوية والأمل. وإذا كانت العبرة الأولى ترتبط بلحظات الشدّة، جاءت العبرة الثانية لتضفي على هويتها بعداً خاصاً يرتبط بلحظة الرخاء والنجاح حيث عادة ما يستأثر الرابح ويبطر المنتصر أو أقّله يطالب بحق حُرِمه.
الملحوظة الثالثة أنّ المقاومة لم تتعاط مع الاجتماع اللبناني برؤية عقد اجتماعي جامد كما نظّر له مفكرو عصر التنوير في الغرب، حق يقابله واجب، بل قدّمت دونما مقابل وجادت دونما انتظار من أحد وعانت بصبر على حرمان السلطة وإجحافها، فأضفت رونقاً وقيماً جديدة على الاجتماع اللبناني عمّق من بنيته وثبّته وأطلق عنان التفكير لرؤى أعمق في نظريات الاجتماع الإنساني والوطني تستحّق التأمّل والتنظير.
العبرة الرابعة كانت في حسن التوفيق بين الفعل المقاوم ووحدة المجتمع، فوفّقت المقاومة بحكمة بالغة للسير قدماً دون أن يكون أي منهما على حساب الآخر. وهذا إن دّل على شيء فإنّه يدّل على تقدير المقاومة لأهمية وحدة المجتمعات وأنّه لا يُنال التحرير بالتدمير الاجتماعي.
نجحت المقاومة في استنهاض الأمّة وإعادة الاعتبار للهوّية. وضمناً أحرجت النظام الرسمي العربي وضربت عميقاً في مشروعيته. وظهر أنَّ التصدّي لإسرائيل كأداة استعمار وهيمنة وتصعيد الوعي الثوري ضدّها، زخّم التفاف الناس حولها وشرّع تمثيلها العربي. دخلت إسرائيل وحلفاؤها معضلة لا حلّ لها من وجهة نظرهم دون اللجوء لسياسات أخرى.
د ــ تموز 2006: بعزيمة أرسخ وتصميم أشّد شرعت المقاومة وشعبها بصمت لمزيد من العمل والكّد والإخلاص للهدف. تعمّقت قناعتهم بصوابية الخيار والسعي الحثيث فيه، فبشارة النصر الأولى تحقّقت، ما فتح نافذة الأمل لبشارات أخرى ستأتي. إلى أن كانت المعركة الأكبر والأخطر بتداعياتها في تاريخ الصراع: حرب 2006. وكانت المفاجآت بهذا الاتجاه:
أولاً: الانتقال من الانتصار ــ الوجداني ــ عام 2000 إلى ذلك الاستراتيجي بآثاره وتبعاته الإقليمية والدولية السياسية منها والعسكرية.
ثانياً: تبيّن أن أغلب النظام العربي الرسمي شريك فعلي لإسرائيل في الفعل والعدوان، ما يعني أن النظام الرسمي العربي وإسرائيل بدآ ينظران لنفسيهما أنهما على نفس القارب.
ثالثاً: انتقلت المقاومة مع هذا الانتصار إلى قوة إقليمية بتأثير دولي، وباتت محور جذب في تحديد سياسات المنطقة ورسم مستقبلها، وتعمّقت ثقّة شرائح عربية إسلامية وعلمانيّة بخيارها وأدائها بل بنموذجها.
رابعاً: لم يعكّر صفو هذا الانتصار الإلهي (كما رغبت المقاومة في تسميته لاعتباره فوق قدرة تصّور العقل الحسابي ومنطق نسبة القوّة المتعارف عليها بين طرفيه)، إلّا حالة الانقسام التي بدأت إرهاصاتها في الواقع اللبناني، والعربي نوعاً ما، بالاغتيال المفاجئ والمحيّر للرئيس الشهيد رفيق الحريري عام 2005 واتهام حزب الله به. كأنّها إرهاصات توتر سني ــ شيعي تلوح في الأفق، وكأن المعركة ستنتقل بالتدريج إلى داخل البيت الوطني والعربي، ونذر الانقسام الاجتماعي من لبنان ستبدأ ليتزامن الحدث مع تسويق مستهجن لمفردات «التشييع» و«الهلال الشيعي» الى المعجم السياسي، في سابقة لم يألفها الخطاب السياسي العربي.
ه ــ الحراك العربي: أتى الحراك العربي وبمعزل عن دوافعه والأسباب حاملاً في ثناياه تحديّات وفرصاً كبيرة على السواء. استبشرت المقاومة بفوز الإخوان المسلمين في مصر كأحد جناحي نهضة الأمّة، إلّا أنّ سحابة الأمل سرعان ما تلاشت مع أداء حكومة الإخوان تجاه حرب غزّة، ورسالة الرئيس محمد مرسي إلى شمعون بيريز... فضلاً عن أمور داخلية أخرى.
و ــ الأزمة السورية: أعلنت المقاومة بعد تريّث موقفاً مبدئياً واضحاً قوامه «موقع أي نظام من قضية المقاومة والتصدّي لإسرائيل وأميركا، وجاهزيته للقيام بالإصلاح»، فالقضية بالنسبة لها كانت كيف تكسب سوريا المقاوِمة والسواد الأعظم من شعبها الوحدوي والعروبي النزعة وإحداث الإصلاح الواجب. لكن سرعان ما بدا أنّ المخطّط لإسقاط سوريا أسرع بكثير من أي جهد لتسوية وأكبر ممّا هو متوقّع. روى الصحافي الكبير الراحل محمد حسنين هيكل (وغيره) تفاصيل حول لقاءاته مع أمير قطر مطلع الأزمة السورية، من الأهمية بمكان لإطلاع الرأي العام عليها.
ولن يفوت المنصفين أنّ موقفاً بخلفية مشابهة قبل 2006 اتخذّته المقاومة عام 2003 حينما خيِّرت المنطقة بين عراق ــ صدام وأميركا. فكان موقف حزب الله لافتاً وخارج أي حسابات طائفية أو مذهبية ومنسجماً أشّد انسجام مع مبدأ أولوية التصدّي لأميركا وإسرائيل حتّى لو كنّا إزاء نظام صدّام حسين!
وآخر على أثر حادثة سفينة مرمرة حين ملأ شباب المقاومة الساحات رافعين علم تركيا في الضاحية الجنوبية دعماً للأخيرة بوجه إسرائيل. ما يشير إلى أنّ الهوّية الفعلية لهذه المقاومة عابرة للطائفية... ويذكّر أهل المقاومة بموقفهم التاريخي بنصرة الرئيس الكبير عبد الناصر في تصديّه لإسرائيل والغرب.
إذن إنّه المحظور، شبح الفتنة ونقل الصراع إلى البيت الداخلي الذي تحاشته على طول خط نضالها مع الأنظمة بل وحتّى القوى المحلية التي جابهت المقاومة رؤيتها.
لا شّك أنّ الصعوبة كانت كبيرة بين ما يمتلكه من معطيات عن الأزمة السورية والمستور فيها وبين ما يمكن تبيينه، فالموجة أكبر من أن يعاكسها أحد حينها وأي توضيح سيقرأ خطأ، فأخذ قراره بالتدّخل المتصاعد مستفيداً من أخطاء وتعجّل المعارضة العسكرية السورية ومحركيها الإقليميين والدوليين. وراهن على الزمن إذ أنّ الوقت كشّاف وضروري لاستجلاء المشهد بعد هدّوء الأمواج واستحكام البصر، أوليس ذلك ما كشفته حقائق مسار الأزمة السورية بالمعطيات والوقائع اليوم؟
هل بات صعباً إجابة الناس، لماذا أصّر بعض الزعماء الدينيين على ضرورة التدخّل الأميركي لإسقاط الحكم في سوريا؟ وهل يطلب النصر بالجور؟
لماذا استُحّلت دماء العلامة محمد سعيد البوطي بإرسال انتحاري؟ أوليس لتغييب أكبر رمز سنّي في بلاد الشام، شكّل سداً منيعاً بوجه إسقاط سوريا الدولة والمجتمع ــ رغم انتقاداته المعروفة للنظام! لماذا تعسكر الحراك وتطيّف؟ وأديرت لعبة التوحش بإتقان؟ وأريد تجاوز كل المحرمات والقواعد الوطنية والدينية فقط لإسقاط الرئيس الأسد!
أوليس كل ما حدث في الخلال في مصر وليبيا وجنوب اليمن وتونس والجزائر ونيجيريا والصومال كاف وشاهد بيّن حيث المذهب الواحد (نوعاً ما) ودليل قاطع على عبثية هذه الجماعات ومشروعها الخاطئ وعقلها التفتيتي، ودورها الوظيفي في تفجير بنى المجتمع وأنّ انتشارهم خطر ماحق بالأمّة.
لا شّك أنّه تحدي جديد فرض على المقاومة وجمهورها مواجهة تلك الجماعات (التي لا تختلف باستقراء بسيط لمنهجها وسلوكها الدموي عن الحركة الصهيونية قبل نجاحها في إنشاء الكيان وتصديع الواقع العربي لعقود) والانتصار حماية للأوطان ووحدتها، كما لتنوعّنا واجتماعنا برمّته!
الأخطر في هذا التحدّي وجود تلاقي إرادات هذه المرة بين إسرائيل كظهير والأنظمة العربية الخليجية في المنطقة، مع سياسات أميركية أعدّت وهيأت لمسرح عمليات لم يشهده صراع على أرض عربية من ذي قبل.
الأصعب في هذا التحدّي أنّه كيفما قلّبت الأمور وجدتها إنهاكا وشرذمة في المجتمعات، فإذا كان سّر نجاح المقاومة في الهوية العابرة، فبرأي الخصم هذا سّر مقتلها بعد سقوط الخيارات الأخرى وإخفاقها. فسلاح المذهبية الفتاك أفضل أسلحة الخصم والعدو!
اليوم يقف حزب الله والمقاومة أكثر ثقة بصوابية الخيار وضرورة المضيّ فيه، فلحظات العسرة انقضت والمحجّة قد تكشّفت والحجة قد ألقيت والهجمة العالمية على سوريا الدولة قد صدّت وثُبتّت الدفاعات السياسية والإستراتيجية بما يتيح الانتقال إلى المبادرة...
اليوم يقف (رغم أليم الجراح الذي أصاب الأمة) فخوراً أنّ الفتنة الماحقة التي أعدّت، أجهضت بإسهام ميداني وصبر استراتيجي. ولا ينكر هنا وعي الشعب السوري وأغلب شعوب أمتنا لا سيّما في المغرب العربي كما بعض حكوماتها في تفويت الفرصة وصون ما تبّقى. ويجيب الواقع اليوم عن صحة اعتماد سياسات الدفاع بدل الهجوم التي طالب البعض بها، وأنّ المقاومة صبر أولاً.
برؤيته، المعركة قد تطول لكن ستعرف الأمّة وشعوبنا حقيقة التزام حزب الله بثوابته في وحدة الأمّة والدفاع عنها ومحورية فلسطين في عقله وهواه، وصدق التزامه لمعركته في مقارعة أميركا وإسرائيل. حتّى حينه لن يسلم من التجّني والأذى، لكنه يعزّي نفسه بخواتيم الأمور!
إنّه، ومن واقع تجربة عقود ثلاث ونيّف من الثقة بالنفس والتبّصر والصبر والإيمان بالغاية النبيلة التي يسعى لها والحكمة، جدير بالثقة، وهو لا شّك يتمنى ويرغب لو يُختصر الطريق وتتلاقى الأيدي للتعاون عند منتصف الطريق وهو حاضر لذلك أبداً!
ختاماً لا ننكر أنّ عدوّنا طالما استغّل نقاط الضعف فينا كما الحال في سوريا وكّل أنظمتنا، لكن ستبقى الحقيقة الساطعة أنّه «صراع الإرادات» بأشكال مختلفة بين أميركا وحلفائها. وحالة المقاومة القائمة اليوم مرفودة بروح المقاومة المنغرسة في أعماق أمّتنا. كل الأمل أن لا تزيح رياح العصبيات محّل البصر، وأن يعطَف الهوى على الهدى، هذا رأي مؤيّد وداعم لسياسة هذه المقاومة وصوابية فعلها حتّى اليوم ولينطلق الحوار الهادف والهادئ والمباشر. وهذا ما نأمل.
* باحث لبناني