معن هلال... الغائب الحاضر
أنا لا أكتب هذه الكلمات رثاءً للمأسوف على شبابه ابن الثامنة والعشرين ربيعاً، بل أكتب لأن شخصاً كالدكتور معن هلال، المعروف بمايك هلال، يستحق أن يتصدر صفحاتنا التي تخاصمها نجاحات أبناء هذا الوطن. أكتب لأُسهم بنشر قصة مواطن صالح أتمّ واجباته على أكمل وجه تجاه بلده لبنان، وكان خير سفير له في الخارج.
إنه معن هلال الذي نعاه ديفيد فيني في البرلمان الأوسترالي منذ أيام، ولم تذكره أي وسيلة إعلام لبنانية ليتحدث فيني عن دور معن الرائد والمميز في عدد من المؤسسات الاجتماعية التي لطالما عززت الثقافة اللبنانية في أوستراليا.

فالدكتور معن هلال كان قد توجه إلى أوستراليا سنة 2004 بعد تخرجه من مدرسة الشويفات الدولية في لبنان لإكمال دراسته الجامعية في جامعة ملبورن، أوستراليا. استطاع الدكتور هلال من خلال أبحاثه الاستشارية أن يؤثر في السياسة العامة للمناهج التعليمية في أوستراليا. فمعن كان قد حاز ثلاث شهادات جامعية من جامعة ميلبورن، اثنتان منهما كانتا بدرجة تفوق، حيث أُدرج اسمه على لائحة الشرف. كذلك كان الدكتور هلال قد حصل على الدكتوراه في اقتصاديات التعليم من الجامعة نفسها.
يذكر أن العديد من المقالات والدراسات في أوستراليا التي تعنى بمجالات التعليم كانت قد استعانت بأجزاء من أطروحة دكتور هلال أكثر من مرة. إضافة إلى أنه كان قد أسس مع زوجته لما عنداري مؤسسة خيرية تحت اسم Aspire Fund لمساعدة الطلاب اللبنانيين ذوي الإمكانات المحدودة في تكملة دراستهم الجامعية، وبذلك يكون قد أسهم في تغيير حياتهم إلى الأبد.
فارق معن الحياة بعد صراعه مع مرض السرطان، إلا أن بصمته المضيئة لا تزال مزروعة في قلب كل من عرفه أو قابله.
تحية إلى روح معن هلال الطاهرة، وإلى ابتسامته التي لطالما رافقته، وإلى نجمه المضيء الذي لن ينطفئ.
ياسمين طبوش