سكّة حديد
لقد لاحظنا أخيراً تغييراً ملحوظاً في عمل وزارة الأشغال منذ تولّى الوزير غازي العريضي إدارتها. لذا، نرجو من معاليه الاهتمام بموضوع بناء سكة حديد في لبنان. أنا كمواطن من مدينة صور، أتعجب لماذا ليس لدينا قطار للنقل والمواصلات، علماً بأنّ مشروعاً كهذا لا يكلّف الدولة أيّ أموال إذا نُفِّذ على طريقة «بي. أو. تي»، كما يحدث في أفضل الدول الأوروبية.
فالقطار يا معالي الوزير، كما تعرفون، له حسنات متعددة، ولا أرى أيّ أضرار من ورائه. من حسناته تسهيل تنقّل أبناء المناطق البعيدة عن بيروت، إضافة إلى تفعيل حركة النقل بين المناطق الأخرى. مشروع كهذا يفتح باب التوظيف لعدد كبير من أبناء البلد مع إعطاء أولوية للسائقين المتضررين (المحتملين) من هذا المشروع، ويخفف زحمة السيارات والشاحنات، وخصوصاً على مداخل العاصمة وفي داخلها، ويساعد في تخفيف التلوّث وتخفيف مصروف البنزين على الناس (لا نعلم إذا كان هذا التخفيف من مصلحة الدولة أم لا، نتيجة الضرائب المخيفة على تنكة البنزين).
القطار يحمي حياة الناس المعرّضين يومياً لحوادث السير المميتة على الطرقات التعبانة والمهملة والمكلفة صيانتها، ويطوّل أيضاً في حياة الطرقات بسبب قلة الاستخدام. المشروع سهل يا معالي الوزير وخصوصاً لجغرافية لبنان الساحلية ومساحته الصغيرة بالإجمال. ويمكن أن يُنفّذ على مراحل متعددة، كالبدء بالمرحلة الساحلية، ثمّ العمل على الخطوط الأفقية التي تربط الساحل بالداخل. مشروع كهذا يخفف من المصاريف الضخمة المترتبة على المواطن الموظف لشراء أو استئجار شقة في العاصمة، ويخفف أيضاً من أعباء الأهالي لاستئجار شقق لأولادهم الذين يدرسون في الجامعات، إضافة إلى تخفيف مصروف الأكل والشرب. هناك أيضاً فوائد أخرى للمشروع، وللسياحة والنقل السياحي جزء مهم فيها، إضافة إلى تنمية المناطق اللبنانية الأخرى.
رجاءً يا معالي الوزير أن تعطي هذا المشروع اهتماماً ومتابعة، لأنه يستحق الاهتمام كما نستحقه نحن، مواطني الدرجة الثانية (ربما الثالثة)، الذين يسكنون خارج العاصمة المدلّلة.
وئام قصّاب
(مواطن يسكن في صور وموظّف في الكسليك)