عفويّة السيّد
تعليقاً على خطاب السيد حسن نصر الله في مناسبة عاشوراء، والتعليقات عليه، وخصوصاً الشق المتعلق بالمسيحيين:
ربما كان السيّد من القلائل الذين لا يكتبون خطاباتهم، ويخطب بتلقائية وعفوية. في الخطاب الأخير، كان واضحاً أنه يريد أن يقدم نصيحة منفردة إلى جميع الطوائف اللبنانية، ولكن في الشق المتعلق بالمسييحيين، أعطى هدية مجانية إلى خصومه، وخاصة قوله بخطأ الرهان على الغرب وأن المسيحيين في العراق لم يستطع الغرب حمايتهم، وهو ما اعتبره مسيحيّو 14 آذار (أو الأصح أرادوا أن يعتبروه) تهديداً مبطّناً، وشنّوا حملة سياسية اشترك فيها سياسيون ورجال دين، وجعلت حلفاءه المسيحيين في وضع حرج أمام الجمهور المسيحي.
ليست هذه المرة الأولى التي يعطي فيها السيد خصومه السياسيين هدايا مجانية. فالكل يذكر خطابه الشهير عن أحداث 7 أيار واعتباره يوماً مجيداً، فيما كان حلفاؤه السنّة والدروز خصوصاً، والمسيحيون بنسبة أقل، يستعدون لانتخابات في الوسط السني والدرزي اللذين يعتبران بأغلبيتهما الساحقة أن الأحداث كانت موجهة ضد طائفتيهما، رغم أن القارئ للخطاب يلاحظ أن السيد يقصد نتائج 7 أيار من انتخاب رئيس وتأليف حكومة وسلم أهلي، ولم يقصد أن الاقتتال في الشوارع والضيع كان يوماً مجيداً. ولكن المقولة استغلّت ضده وضد حلفائه.
ويذكر أيضاً بعد حرب تموز في مقابلته مع تلفزيون الجديد قوله: لو كنت أعلم بالحرب لما قمنا بأسر الجنديين، وهو ما استغله الصهاينة ضده وضد الحزب، وعدّوه دليلاً على نجاح نظرية الردع الإسرائيلية.
فعفوية السيد في الكلام، وبعض العبارات التلقائية التي ترد في خطبه ومقابلاته، تُستغَل استغلالاً ممنهجاً ضده وضد المقاومة، وهذا ما ينبغي للحزب أن ينتبه إليه.
محمد تقي الدين *