انعكست «انتفاضة» الرئيس الأفغاني حميد قرضاي بوجه الدول الغربية، واتهامه إيّاها بتزوير الانتخابات، مقالات متناقضة في الصحافة الأميركية. فقد آثر بعض الصحافيين الدفاع عن جهود قرضاي لمحاولة إحلال السلام عبر إجراء مفاوضات مع طالبان وقلب الدين حكمتيار، مع اعتراف بأنّه متهم بقضايا فساد مهمّة. وفي الجهة المقابلة، رأى بعض المحللين أنّ القتال على الجبهة الأفغانية لا يحمي الأراضي الأميركية من أيّ اعتداءات إرهابية، ومن هنا التساؤل عن جدواها. والإجابة، في رأي هؤلاء، أنّ الحرب باتت للحفاظ على السمعة الأميركية، في الوقت الذي أصبح فيه قرضاي يسيطر على الأميركيين، لا العكس
إعداد وترجمة: ديما شريف

لعبة في يد قرضاي



روبرت هاديك*
في 26 آذار الماضي، حذرت من أنّ المساومة مع حركة طالبان من أجل تسوية في أفغانستان ستؤدي إلى حدوث صدع بين المصالح الأفغانية والأميركية. لكن يجب أن يكون واضحاً أنّه من الممكن لهذا الصدع أن ينضم إلى فجوات أخرى تفسد العلاقات الأميركية ــــ الأفغانية. وبناءً عليه، ينبغي على فريق إدارة أوباما أن يحدد إن كان يستطيع تحقيق أهدافه في أفغانستان في الوقت الذي تنهار فيه العلاقات مع الرئيس حميد قرضاي.
في 29 آذار، وصفت صحيفة «نيويورك تايمز» صدعاً آخر في جوهر المسألة. وفق المقال الذي نشرته الصحيفة، فإنّ قرضاي الغاضب بعدما ألغيت دعوته إلى البيت الأبيض للقاء الرئيس باراك أوباما، دعا الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إلى كابول لإلقاء خطاب معادٍ لأميركا في القصر الجمهوري. وقد ترافق خطاب نجاد مع زيارة وزير الدفاع الأميركي روبرت غايتز للجنود الأميركيين في أفغانستان.
ناقش المقال أيضاً لقاء غداء في القصر أعلن خلاله قرضاي أنّ «الأميركيين موجودون في أفغانستان لأنّهم يريدون السيطرة على البلاد والمنطقة». وفق المقال، فإنّ قرضاي أكد أنّه يستطيع التوصل إلى تسوية مع طالبان، لكنّ مسؤولي الولايات المتحدة يمنعون ذلك من أجل إطالة الحرب وتمديد فترة وجود جيشهم في المنطقة. من المتوقع أن يكون قرضاي، كأي قائد في مركزه، يرغب بأن يبرهن لمواطنيه أنّه ليس صديق القوى الأجنبية فقط. لكنّ قرضاي لم يكن خجلاً من أن يقدم خطاباً مماثلاً في تشرين الثاني 2009 خلال مقابلة في برنامج «نيوز آور» على «إذاعة البث الرسمي» الأميركية التي يشاهدها مسؤولو واشنطن: «الغرب ليس هنا من أجل أفغانستان فقط. هو هنا من أجل خوض الحرب على الإرهاب... كانت تقتلنا القاعدة والإرهابيون قبل 11 أيلول لسنوات، كنا نُقتل ونعذب، وكانت قرانا مدمرة، وكنا نعيش حياة بائسة. لم يهتم الغرب ولم يأتِ إلينا قط». يبدو أنّ إدارة أوباما يجب ألا تنتظر أي امتنان من قرضاي.
كيف يمكن قرضاي، وهو رئيس دولة فقيرة جداً ومعتمدة على غيرها، أن يفلت من عقاب بشأن معاداة حكومة الولايات المتحدة؟ لقد اكتشف ربما قبل صانعي السياسات الأميركيين، أنّ الالتزام الأميركي الإضافي في أفغانستان يعني أنّ الولايات المتحدة لم تعد تملك خيار إعادة تعريف مهمتها بطريقة تقصي خلالها قرضاي. كما أنّها لم تعد تملك خيار منع دعم كبير المستوى عن المؤسسات الأفغانية. مع التصعيد، أصبحت حكومة الولايات المتحدة معتمدة على قرضاي لا العكس. ما يحتاج صانعو السياسات الأميركيون أن يفكروا فيه اليوم، هو ما إذا كان باستطاعتهم تحقيق أهدافهم في أفغانستان في الوقت الذي تتدهور فيه العلاقات مع قرضاي والحكومة في كابول. يحتاج البيت الأبيض إلى أن يؤمن الجمهور الأميركي وجنوده بالمهمة الأفغانية. المشاجرة العلنية مع قرضاي والحط من قدره وقدر حكومته قد يكسران بسرعة هذا الإيمان. على نحو مماثل، فإنّ عدم ثقة قرضاي الواضحة بالدوافع الأميركية هو بلا شك دفع لجهود طالبان التجنيدية. يظن المسؤولون الأميركيون أنّ لديهم شكاوى محقّة بشأن أداء قرضاي وحكومته. قد يرى عدد من هؤلاء المسؤولين تناقضاً في أن يكون نفوذهم على قرضاي قد تضاءل مع ازدياد التصعيد الأميركي. يجب عليهم أن يتقبلوا هذا التناقض بسرعة إن كانوا يرغبون في تجنّب الهزيمة.

السمعة لا الإرهاب

تركت التفجيرات الانتحارية التي حصلت في التاسع والعشرين من آذار الماضي في محطة قطارات موسكو، والتي قتلت تسعة وثلاثين شخصاً وجرحت أكثر من سبعين، الروس في حالة حيرة بشأن ما ستفعله حكومتهم رداً على ذلك. في الأول من نيسان الحالي، وصل رئيس الجمهورية الروسي دميتري مدفيديف إلى داغستان ومعه خطة من خمس نقاط. تَعِد هذه الخطة بخليط من «ضربات بخناجر مسننة»، تنمية اقتصادية، والدفع بـ«الأخلاق والنمو الروحاني» في منطقة شمال

من المرجح أن يكون الاعتداء الإرهابي المقبل غير مرتبط بأفغانستان، ما سيدفع إلى التساؤل عن الأهمية المعطاة لهذا البلد
القوقاز. بعد حوالى عقدين من الحملات العسكرية المختلفة في المنطقة، صالحت روسيا الشيشان وشمال القوقاز وهدّأت الوضع قدر الإمكان. لكنّ الاعتداءات الإرهابية في محطة قطارات موسكو والأماكن الأخرى تظهر حدود العمليات الشيشانية في موضوع التمارين في محاربة الإرهاب. ربما فعلت العمليات العسكرية الروسية العنيفة في الشيشان القليل من أجل حماية روسيا من الإرهاب. ومع ذلك، أظهرت الحروب استعداد روسيا للدفاع عبر القوة عن سيادتها، وهو شيء من المؤكد أنّها اعتقدت أنّه درس مفيد للآخرين.
يمكننا قول الشيء نفسه عن الحملة الأميركية في أفغانستان. ففي الوقت الذي تدفع فيه القوى العسكرية الأميركية إلى الأمام بحملتها نحو قندهار، اضطرت الشرطة في الوطن إلى التعامل مع قضايا مختلفة مثل مطلق النار في قاعدة فورت هود العسكرية المايجور نضال حسن، ومحاولة تفجير طائرة يوم عيد الميلاد مع عمر فاروق عبد المطلب، ونجيب الله زازي الذي اعترف أخيراً بأنّه مذنب في التخطيط للاعتداء على نظام محطات قطارات مدينة نيويورك. لم تتلقَّ أي من هذه المخططات مساندة مادية وفعلية من الأشرار في أفغانستان. وعلى نحو مماثل، حتى مع الحملة في أفغانستان، يطلب من أفراد الشرطة في الولايات المتحدة حضور تدريبات تدور حول التعرف على أجهزة متفجرة مبتكرة من مواد منزلية وتفكيكها. لقد كان لاعتداءات 11 أيلول رابط مع أفغانستان (ومع أماكن أخرى أيضاً). من المرجح أن يكون الاعتداء الإرهابي المقبل على الولايات المتحدة غير مرتبط بأفغانستان، ما سيدفع ربما إلى التساؤل عن هذه الأهمية المكلفة المعطاة لهذا البلد.
إذا كانت الحملة الأميركية في أفغانستان لا تحمي فعلياً الأراضي الأميركية من الإرهاب، فما الهدف منها إذاً؟ في الثامن والعشرين من آذار الماضي، قام الرئيس باراك أوباما بزيارة خاطفة إلى أفغانستان، حيث ذكّر الجنود بأنّ مهمة الولايات المتحدة هناك هي «أن نعطل ونفكك، نهزم وندمر القاعدة وحلفاءها المتطرفين... سنحرم القاعدة من ملاذها الآمن. سنقلب زخم طالبان. سنعزز من قدرة قوات الأمن الأفغانية والحكومة الأفغانية لأجل أن يتمكنوا من بدء استلام المسؤولية وكسب ثقة الشعب الأفغاني».
ما نسي أن يقوله هو ما هي المعايير القابلة للقياس أو المدة التي ستحقق من خلالها هذه الأهداف. في النهاية، سيحاول أوباما أن يقوم بتلك الأحكام. لكن يجب أن يصدق إجاباته ليس فقط الشعب الأميركي بل باقي العالم.
وفقاً لهذا المنطق، فإنّ الولايات المتحدة تحارب في أفغانستان ليس ضد الإرهاب بل من أجل سمعتها، وقدرتها على إقناع العالم الأوسع بأنّها من خلال السيطرة على شؤونه ومن خلال قوتها يمكنها تحقيق الأهداف المهمة. لكن هذا يعني أنّ الجمهور العالمي، لا الرئيس الأميركي، هو من سيقرر إن كان مقتنعاً بفعالية القوة الأميركية.
كما فعل مع الحملة السوفياتية في أفغانستان، سيقرر الجمهور العالمي إن كانت الولايات المتحدة قد ربحت حربها أو خسرتها. هذا الجمهور، لا أوباما، هو من سيحدد مقاييس النجاح التي ستجد الولايات المتحدة نفسها مضطرة للالتزام بها.
* عن «فورين بوليسي»، مجلة أميركية تصدر كلّ شهرين أسّسها صموئيل هانتنغتون، وتنشر مقالات لأكاديميين ومفكرين


من هو العدو؟



روبرت درايفوس*
عندما يتعلّق الأمر بأفغانستان، لا يبدو أنّ الرئيس باراك أوباما في مزاج تفاوضي. فزيارته الخاطفة إلى كابول الأسبوع الماضي، مرتدياً سترة الطيّارين العسكريين، تضمّنت خطاباً موجّهاً للقوات العسكرية الأميركية لم يلمّح فيه إلى التسوية السياسية للصراع. يبدو أنّه ذاهب إلى مواجهة مع الرئيس حميد قرضاي الملتزم بمباحثات سلام أقلّه مع حزب قلب الدين حكمتيار الإسلامي، وهو حليف مهم لطالبان، ويخطط لعقد مجلس سلام قبائلي في بداية أيار.
لسوء الحظ، يبدو أوباما مهتماً بفساد قرضاي وشقيقه أحمد والي قرضاي الذي يرأس مجلس حكم قندهار، أكثر من اهتمامه بجهود الرئيس الأفغاني المنصبّة على إحقاق السلام. بالفعل، قرّر العديد من المسؤولين الأميركيّين أنّ قرضاي هو العدو.
يعتمد أوباما إذاً على الحملة العسكرية الأميركية الكبيرة في قندهار، عاصمة طالبان في أفغانستان، لإعطاء الولايات المتحدة نصراً عسكرياً. الهدف، وفق تقارير إعلامية، هو تهدئة الوضع في قندهار ومناطقها حيث يسكن أكثر من مليوني أفغاني، ومن ثم الأمل بأن تتعلم طالبان الدرس وتنصاع بخنوع لسحب السلاح منها على الطريقة الأميركية، وإعادة دمجها. يبدو أنّ الخطة تنصّ على تنفيذ كلّ ذلك بحلول كانون الأول المقبل، حين سيعقد الرئيس مراجعة جديدة لمسار تطور الحرب.
في خطابه أمام القوات الأميركية في باغرام، قرب كابول، بدا أوباما منتشياًً بفكرة أنّ الشعب الأميركي يساند جهود الحرب. «البلاد كلها تقف وراءكم»، قال أوباما. هذا، بالطبع، ليس صحيحاً. في استطلاع رأي أجري أخيراً ونشرت نتائجه صحيفة «واشنطن بوست»، ظهر أنّ أكثر من نصف الأميركيين بقليل، أيّ 53 في المئة يساندون الحرب. في الأسابيع الماضية، ارتفعت الأرقام. إذ نقل استطلاع للرأي أجرته محطة «سي. إن. إن» أنّ 44 في المئة من الأميركيين يصدقون أنّ الحرب تسير على ما يرام (وهذا ارتفاع عن أرقام الأسابيع التي سبقت الاستطلاع، والتي أظهرت أنّ 21 في المئة فقط يعتقدون أنّها تسير على ما يرام). في المقابل، لا يزال 43 في المئة من الأميركيين يعتقدون أنّ الحرب تسير سيراً سيّئاً. لقد ركّز أوباما في خطابه أمام الجنود على هذا التحسّن في أرقام الاستطلاعات. فقال: «لقد أخذتم المبادرة في الهجوم. والشعب الأميركي في الوطن لاحظ ذلك. لقد رأينا تحسناً كبيراً في المساندة، في الولايات المتحدة، لأنّ الناس تفهم التضحيات التي تقومون بها، ووضوح المهمة التي تؤدونها».
إذا تركنا جانباً عدم الوضوح الكامل للمهمة الأميركية في أفغانستان، فإنّه من غير اللائق للرئيس أن يستشهد بأرقام استطلاعات في خطاب موجّه للجنود. وهو بذلك اقترب من خطابات الرئيس السابق جورج بوش الابن، واقترب من أن يطلق وعداً بفوز عسكري في الحرب («جهد عسكري يأخذ القتال إلى عقر دار طالبان»)، حين قال: «نحن سنعطل ونفكك، سنهزم وندمر القاعدة وحلفاءها المتطرفين. هذه هي مهمتنا. ولتحقيق هذا الهدف، فإنّ غاياتنا هنا في أفغانستان واضحة: سنحرم القاعدة من ملاذها الآمن. سنقلب زخم طالبان».
يراهن أوباما إذاً على عملية قندهار على أمل أن «تقلب زخم طالبان» في الوقت الذي يتجاهل، يشتم، أو ينتقد الحكومة الأفغانية لأنّها تسعى نحو السلام. عندما سئل الأدميرال مايك مولن عن محادثات قرضاي مع حكمتيار الذي عرض وفده لخطة سلام تتضمن برنامجاً مرناً لانسحاب القوات الأميركية، قال: «أظن أنّه من المبكر الحديث عن ذلك. ليس هناك أحد تحدّثت إليه، على الأقل في الطرف الأميركي، لا يعتقد أنّه علينا أن نبدأ حين نكون في موقع القوة. برأيي، لم نصل إلى هناك حتى الآن».
لاحظوا تحذير مولن: «على الأقل في الجانب الأميركي». في الجوانب الأخرى، ومن ضمنها تلك المهمة، هناك آراء أخرى. لا عجب إذاً أنّ قرضاي بدأ بإخبار المقربين منه، وفق مقال رائع في الـ«نيويورك تايمز»، أنّه لم يعد يؤمن بأنّ الولايات المتحدة تهتم بمصالح

من غير اللائق للرئيس أن يستشهد بأرقام استطلاعات في خطاب موجّه للجنود
أفغانستان كثيراً. إذ قالت الصحيفة إنّ «بعض الأفغان المهمّين يقولون إنّ السيد قرضاي يقول لمساعديه إنّ هدف الأميركيين هنا ليس بناء دولة أفغانية مستقلة ومسالمة، لكن ممارسة قوتهم...». ففي كانون الثاني الماضي، دعا السيد قرضاي عشرات من وسائل الإعلام الأفغانية البارزة ورجال الأعمال إلى غداء في القصر. خلال الغداء، عبّر عن سخرية عميقة بشأن الدوافع الأميركية، وعن العبء الذي يحمله في محاولته إبقاء الولايات المتحدة بعيدة حتى لا تؤذي أحداً. لقد طوّر نظرية كاملة عن القوة الأميركية، كما قال أحد الأفغان الذين حضروا الغداء، وطلب عدم ذكر اسمه خوفاً من الانتقام. وأضاف أنّ قرضاي يؤمن بأنّ أميركا تحاول السيطرة على المنطقة، وأنّه الوحيد الذي يستطيع الوقوف في وجهها. قال السيد قرضاي إنّه لو تُرك وحده، فسيستطيع التوصل إلى صفقة مع طالبان، لكنّ الولايات المتحدة ترفض السماح له القيام بذلك. وقال إنّ الهدف الأميركي هو إبقاء الصراع الأفغاني مستمراً، وبالتالي السماح للجنود الأميركيين البقاء في البلاد.
لا أعرف إن كان قرضاي سيتمكن من إبرام صفقة مع طالبان إن تُرك لحال سبيله، لكنّني لا أرى أيّ إشارة إلى مساندة أميركية لهذا الجهد. ليس قرضاي الرئيس العالمي المفضل لدي، لكنّه الرئيس الوحيد لدى أفغانستان. ربما كان مستعداً للتوصل إلى صفقة مع طالبان، حكمتيار والجميع، ليحصل على قسم من السلطة، لكن في ما يتعلق بي، أرى أنّ هذا هو الطريق الوحيد للسلام.
في المقابل، في الوقت الذي تحضّر اجتياحها لقندهار، تهدد الولايات المتحدة بوضع أحمد والي قرضاي على لائحة أعدائها. انظروا إلى ما نقلته صحيفة «واشنطن بوست» في مقال عن عملية قندهار المقبلة: «وصف مسؤول عسكري أميركي زيارة قام بها إلى أحمد والي قرضاي قبل أسبوعين لتهديده بالتوقيف أو بعمل آخر أسوأ». وقال المسؤول «لقد قلت له إنّني سأراقب كلّ خطوة يقوم بها، وإذا وجدته يقابل متمرّداً فسأضعه على لائحة المتمردين الأخطر ليُعتقل. هذا يعني، كما قال المسؤول لقرضاي، أنّ بإمكانه اعتقاله أو قتله».
إذاً، في عالم أوباما الخاص بالسياسة الأفغانية الذي يشبه «أليس في بلاد العجائب»، نحن نهدد بقتل شقيق رئيس الجمهورية لأنّه سيتحاور ربّما مع متمرّدين!
لكن التحاور مع المتمردين هو بالضبط ما سيفعله قرضاي. من هو العدو، مجدداً؟
* عن «ذا نايشن»، مجلة أسبوعية يسارية