الساقي
ورد في ردّ الدكتور أسعد أبو خليل على الدكتور جلبير الأشقر («الأخبار»، 19/6/2010) أنّ كتاب الأشقر «العرب والمحرقة النازية»، «قد ترجم إلى العربية في دار نشر تطبيعيّة لا تمتّ بصلة إلى العمل المقاوم أو حتّى إلى نقد إسرائيل».
وبما أنّ دار الساقي هي الجهة الناشرة لكتاب الأشقر، وبدا توصيف أبو خليل غير منصف بحقّها، اقتضى التوضيح والاعتذار.
(الأخبار)

■ ■ ■

إلى المتروبوليت يوسف كلّاس

حان وقع الوداع الذي لم أرغب يوماً في حلوله، حتى ولا في أحلامي. ودقت ساعة رحيلك عن كرسيّ بيروت وجبيل وتوابعهما، هذا الكرسيّ الذي رفعتَ من شأنه عالياً، وارتقيتَ به إلى أعلى المستويات، وصنعتَ منه بالفعل والقول «هوية كنيسة الروم الكاثوليك» التي بحث عنها الروم الكاثوليكيون منذ عشرات السنين.
نعم، يا سيدي يوسف، أنا أحد كهنتك الذين عاشوا معك هذه السنوات القليلة الرائدة والمشرقة، وتعلّموا منك خلالها كيف يمكن أن يكون رجل المسؤولية عظيماً في أعماله وأقواله وتصرفاته. لقد فرضتَ احترامك ومحبتك، حتى إن المرء مهما اختلف معك في الآراء والتطلعات، فلا يمكنه إلّا أن ينحني إجلالاً أمام تواضعك وبساطتك وتسامحك وطول أناتك.
في الاعتدال كنتَ النموذج، وفي التجرّد كنتَ المدرسة، وفي بناء المؤسسات ظهرتَ فريداً من نوعك. رأيتك دوماً طفلاً مع الأطفال، وشابّاً مع الشباب، وكاهناً بسيطاً معنا. وماذا أقول عن غزارة علمك وسعة اطلاعك، وغنى ثقافتك!
سيدي، أنت أكبر من أن يُكتب عنك بكلمات وسطور. لقد تفرّدتَ بمواقفك في مجامع كنيسة الروم الكاثوليك، وأكملتَ اجتماعياً وإنسانياً مسيرة البطل غريغوار حداد. وفنّدتَ النصوص وأصدرتَ التشريعات العادلة، وحزمت حيث يجب، وكنت ليّناً حيث تفرض المحبة الأخويّة التغاضي عن الخطأ.
لا تزال أمامنا ساعات معدودة قبل أن يُعلن السينودس اسم خليفتك الذي نرجو ونصلي أن يكون ذاك الذي أنتَ رشّحته ووثقتَ به، فمسيرة أبرشية بيروت وجبيل يجب أن تستمر على خطاك، وراعينا الجديد لا بد له من أن يشبهك وأن يكمل عملك.
لك منّي ومن رعيّتي كلّ محبة واحترام وتقدير، وستبقى الصورة الناصعة التي لن يستطيع مرور الزمن أن يمحوها من ضمائرنا.
الخوري مكاريوس جبّور