خالد صاغيةمنذ خمسة أعوام ونحن نعيش في ظلّ شعار واحد: «الحقيقة لأجل لبنان». وأنا شخصياً مع الحقيقة، ومع لبنان. لكنّي، لسبب ما، لم أقتنع يوماً بما بين الحقيقة ولبنان، أي لم أقتنع بتلك الـ«لأجل». ثمّة حقيقة في مكان ما. وثمّة وطن ينبغي المحافظة عليه. أمّا الرابط بينهما، فما زال غامضاً.
ربّما كانت المسألة لغويّة وحسب. فأنا لا أستسيغ استخدام «لأجل» في أيّ جملة. ورغم معرفتي المقبولة بقواعد اللغة العربية، لم أتمكّن بعد من فهم أهميّة «المفعول لأجله». ما كان اختراعه ضروريّاً لتثبيت أيّ منطق لغويّ.
لكن، بما أنّ الهدف العلنيّ للجميع هو العمل «لأجل لبنان»، أقترح شعارات أخرى أكثر سهولةً على الهضم. ففي ظلّ التوتّر الحالي، والمستمرّ منذ زمن، باتت عضلات المعدة بحاجة إلى بعض المساعدة كي تتمكّن من العمل جيّداً. وكي أسهم في فكفكة تشنّجات معدتي ومعدات الآخرين، إليكم الاقتراحات الآتية:
فليصمت محمّد كبّارة «لأجل لبنان».
فليكفّ نوّاف الموسوي عن أداء دوره الجديد، «اللي مش لابقلو»، «لأجل لبنان».
فليحلّ ميشال عون عن التوطين «لأجل لبنان».
فليعتزل أحمد مرجعيون فتفت السياسة «لأجل لبنان».
فليبتسم محمّد رعد «لأجل لبنان».
فليكفّ فؤاد السنيورة عن اعتبار افتتاح «مول» تجاريّ قمّة التنمية المستدامة «لأجل لبنان».
فليضبّ أمين الجميّل سلالته «لأجل لبنان».
فليعبس عمّار حوري «لأجل لبنان».
فليكفّ سمير جعجع عن مخاطبة التاريخ «لأجل لبنان».
فليخفّف عقاب صقر عدد الكلمات في الجملة الواحدة «لأجل لبنان».
فلتستقل جلبيرت زوين «لأجل لبنان».
فلتُختَصَر البرامج التلفزيونيّة الصباحيّة «لأجل لبنان».
فلينكُشْ طلال أرسلان شعرة واحدة من رأسه «لأجل لبنان».
فليمارس مصطفى علّوش الطبّ «لأجل لبنان».
فليكفّ رياض سلامة عن أداء دور الملاك «لأجل لبنان».
فليخجلْ طارق متري «لأجل لبنان».
فليورّث ميشال المرّ الزعامة لغير ابنه «لأجل لبنان».
فلتكتفِ «سوليدير» بما نهبته حتّى الآن «لأجل لبنان»...
بدأت أشعر بتحسّن في أعصاب المعدة. وحين تتحسّن معدتي، تتحسّن «لأجل لبنان».