آثار كنيسة إهدن
صدر في جريدتكم بتاريخ 27 آب 2010 مقال تحت عنوان: «تدمير آثار كنيسة تاريخية في إهدن» لجوان فرشخ بجالي، يحمل مجموعة من المغالطات. فأنا لم أقل إنّني قد نظّفت الكنيسة لإدراجها في «لائحة المواقع الأثرية في إهدن». كما أنّني لم أقل «إنّ الكشف عن المعلم يكفي لمعرفة تاريخه... وهذا كان أساس علم الآثار في القرن الـ19 وبداية القرن الـ20» لأنّني لا أعرف أصلاً ما كان يجري في علم الآثار في القرن الـ19 أو غيره... وهذا المعلم كان يُستعمل منذ خمسين سنة ونيّف، وتراكُم هذه الأتربة حديث جداً...
أمّا بالنسبة إلى القطع الأثرية التي رُفعت، فهي بعض القطع الفخارية المكسرة. أمّا عن طلب مديرية الآثار منّا أن نتوقّف، فهذا مجرّد كذب.
أمّا عن كنيسة مار يعقوب التي رمّمناها بإشراف اختصاصيين في علم الآثار... فإنّ المؤرّخ سمعان الخازن وصف الكنيسة وصفاً دقيقاً، وأعيدت الكنيسة كما وصفها وبالحجارة ذاتها، مع حفاظنا على التمييز بين ما كان موجوداً وما أُضيف حفاظاً على صدقيّة الترميم. أمّا عن الهياكل العظمية، فقد حافظنا عليها بإشراف مديرية الآثار آنذاك.
وفي النهاية، نحن عملنا على إزالة الأتربة عن كنيسة مغمورة (لا تبلغ مساحتها ثلاثين متراً مربّعاً)، كانت مستعملة منذ خمسين سنة وغمرتها الأتربة بفعل الأمطار والإهمال، وإنّ نظرية إزالة الأتربة العلمية تنطبق على المباني المطمورة منذ مئات السنين.
الخوري إسطفان فرنجيّة
(وكيل أوقاف إهدن ــ زغرتا)

«الأخبار»: نؤكد أنّ ما ورد في المقال على لسان الأب فرنجية نقل بحرفيّته. أمّا بالنسبة إلى أساس علم الآثار، فهو لم يرد في المقالة على لسانه أصلاً. ونودّ التأكيد أن هناك مدارس عدة في علم الآثار، لكنها كلها ترتكز على مبدأ رفع الأتربة على نحو دقيق وتسجيل كل القطع الأثرية المكتشفة لأنها تؤرّخ الموقع. والكلام على استعمال الكنيسة خلال الخمسين سنة الماضية غير دقيق لأن منطقة بقوفا مهجورة منذ أكثر من قرن، وكنيسة مار ميتا مدمرة منذ قرون، والبرهان يكمن في القطع الأثرية التي اختزنتها الأتربة والتي تعود الى القرن الثاني عشر وما قبله، وهي بالطبع مكسرة لأنها كانت بين الركام. ولكن ذلك لا يقلل من أهميتها العلمية كوسيلة للتأريخ. أما عن طلب المديرية العامة للآثار، فهناك تأكيد من المسؤولين بأنهم اتصلوا بالأب فرنجية شخصياً، وأرسلت وزارة الثقافة له كتاباً رسمياً يطلب منه التوقف عن العمل. أما بالنسبة الى كنيسة مار يعقوب، فيجدر التذكير بأن علم الآثار يرتكز على المكتشفات الأثرية لفهم الموقع لا على مبدأ إعادة بنائه.
تبقى الإشارة مع الأسف الى أن الأب فرنجية لم يعِ بعد أهمية هذه الكنيسة كموقع أثري، وكل السوء الذي لحق بها جرّاء رفع الأتربة.