يبدو أنّ دمج المؤسّسة العسكريّة بات وراء ظهر الأطراف كافّة
أيضاً، لا يزال اللواء المتقاعد، خليفة حفتر، رافضاً مناقشة أيّ تصورات عن توحيد الجيش وإخضاع سلاحه لسلطة الحكومة المؤقتة، مشدّداً على أن السلاح تحت يده «للدفاع عن ليبيا في وجه المرتزقة الذين أتوا من تركيا وسوريا» خلال السنوات الماضية، وأن هذا السلاح لن يتمّ تسليمه إلا «بعد خروج آخر مرتزق من البلاد»، وهو أمر قد لا يتحقّق حتى مع إجراء الانتخابات. وبينما طالبت الولايات المتحدة ودول أوروبية بسرعة إخراج المرتزقة، فإن الاجتماعات العسكرية بين العسكريين في طرابلس وبنغازي المعروفة باسم «5+5» لم تصل إلى حلّ جوهري في هذا الملف. لكن يشار إلى سحب عشرات المرتزقة بالفعل خلال الأسابيع الماضية بمعدّلات أقلّ من المتوقع، فضلاً عن توقّفها في آخر أسبوعين على نحو شبه كامل.
كذلك، أثارت زيارة رئيس الوزراء، عبد الحميد الدبيبة، لتركيا خلافاً متجدّداً بينه وبين حفتر الذي امتعض ليس من الزيارة فقط، بل من توقيع اتفاقات تعاون مع أنقرة، على رغم أن الأخيرة لم تسحب مقاتليها بعد. وكان حفتر قد جدّد، عبر مساعديه، استبعاد توحيد المؤسسة العسكرية، لتكون الأخيرة الجهة الوحيدة العصيّة على التوحيد بعد دمج جميع المؤسّسات المنقسمة في السنوات الماضية بين الشرق والغرب، علماً بأن مسألة الرواتب يجري الترتيب بشأنها لضمان ألّا تتأثّر بأوضاع الحكومة في طرابلس. حتى البعثة الأممية أخرجت مسألة توحيد المؤسسة العسكرية من جدول أولوياتها، في انتظار ما ستسفر عنه اجتماعات المسار العسكري التي يرى حفتر أنها الضامن الوحيد لاستمرار الدعم المالي والعسكري لقواته.
أمّا على صعيد التحضير للاستحقاقات الانتخابية التي قد يسبقها استفتاء على الدستور، فقد تعهّدت فرنسا بتقديم مليون يورو للمساعدة في الدعم اللوجستي لـ«المفوضية العليا للانتخابات» بموجب اتفاق تعاون عبر البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة، وهو ما أثار حفيظة الدبيبة الذي تعّهد بأن تُوفّر حكومته الإمكانات اللازمة للمفوضية، فيما طالب رئيسها، عماد السايح، بضرورة أن يكون أيّ تعامل مع الجهات الدولية عبر الحكومة، وذلك في مخاطبة رسمية عكست بوضوح سعي الدبيبة إلى السيطرة على قنوات التواصل للجهات المختلفة مع المسؤولين الأوروبيين خاصة والأجانب عامة بصفته رئيساً للوزراء.
داخلياً، بات واضحاً تزايد نبرة الغضب تجاه رئيس الوزراء، الذي يُتّهم بالسعي للحصول على الدعم الخارجي وإهمال القضايا والمشكلات الداخلية، ولا سيما مع تعدّد زياراته التي كان آخرها إلى روسيا على مدار يومين، بعد أيام قليلة من زيارة تركيا وجولة خليجية شملت الكويت والإمارات، فيما لا تزال الأزمات الداخلية، من الكهرباء والسلع وتأخّر خطّة التلقيح في مواجهة جائحة كورونا، تنتظر حلولاً.
اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا