توجّهت الأنظار إلى خطوط التماس في ليبيا، لترقّب اليوم الأول من اتفاق وقف إطلاق النار الذي دعت إليه روسيا وتركيا ودخل حيّز التنفيذ الأحد، بعدما وافق عليه الطرفان الليبيان وسط ترحيب دولي وأممي واسع.فبعد ساعات من إعلان «الجيش الوطني» الليبي بقيادة خليفة حفتر، قبوله المقترح الروسي ــ التركي، خرجت حكومة «الوفاق» بقيادة فايز السراج، لتعلن التزامها الهدنة بدورها، فيما ترك كلا الطرفين الباب مفتوحاً للردّ على «خروقات» محتملة من الآخر.
ووفق المعلومات المتوافرة عن حال الجبهات الليبية، اليوم، سُجّلت خروقات محدودة لوقف إطلاق النار فيما ساد هدوء حذرٌ معظم ساعات نهار الأحد؛ على أن بياناتٍ خرجت من «الوفاق» و«الجيش الوطني» اتهمت الجانب المقابل بمحاولات «خرق الاتفاق».
واللافت في مقترح الهدنة المقتضب الذي خرج عبر بيان مشترك للرئاستين التركية والروسية، أنه لم يحدد آليات لمراقبة الهدنة، بل ركّز على قبول الطرفين بها، لإتاحة الفرصة أمام الذهاب إلى طاولة التفاوض مجدداً.

ترحيب واسع
حصّلت موافقة طرفي النزاع في ليبيا على الهدنة المصاغة بيد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي رجب طيب أردوغان، ترحيباً عريضاً من الدول والأطراف المعنية بالشأن الليبي، والداعمة لمحادثات السلام في برلين.
وبعد مباركة بعثة الأمم المتحدة والجامعة العربية، الإعلانين، ودعوتهما الطرفين الليبيين إلى احترام وقف اطلاق النار واستئناف المسار السياسي، رحّبت فرنسا وألمانيا وإيطاليا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة ووفد الاتحاد الأوروبي، في بيان مشترك، بالهدنة، وحثّت الأطراف على «اغتنام هذه الفرصة الهشّة لمعالجة القضايا السياسية والاقتصادية والأمنية الرئيسية التي تكمن وراء الصراع». وأبدت تلك الدولة دعمها لمحادثات برلين الليبية المرتقبة، والتزامها «سيادة ليبيا وسلامتها الإقليمية»، ورفض «التدخلات الخارجية غير المبرّرة».

حراك دبلوماسي مرافق
وصل رئيس حكومة «الوفاق» الليبية، فايز السراج، إلى إسطنبول التركية حيث التقى الرئيس رجب طيب أردوغان في قصر «دولما بهتشة» وفق ما أفادت وكالة «الأناضول» التركية. وانتهى اللقاء المغلق، الذي استمر لمدة ساعتين ونصف ساعة من دون أن يصدر بيان رسمي من الرئاسة التركية حول فحواه، حتى الآن.
وينتظر أن يصل رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي، إلى تركيا، غداً الاثنين، تلبية لدعوة من أردوغان، حسبما نشرت دائرة الاتصال في الرئاسة التركية، في بيان اليوم.
وفي هذه الزيارة، الأولى لكونتي إلى تركيا منذ توليه منصب رئيس الوزراء في أيلول 2019، سيكون الملف الليبي الحاضر الأبرز على طاولة النقاش، إذ ترعى روما مبادرة أوروبية تتقاطع مع مقترح الهدنة الروسي ــ التركي، وتحاول حشد دعم لمحادثات برلين الليبية المرتقبة.
وبالتوازي، استقبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اليوم الأحد في قصر الاتحادية، رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل. ووفق المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية بسام راضي، تطرّق اللقاء إلى تطورات الأوضاع في ليبيا، وتم التوافق على أهمية تعزيز قنوات الحوار بين الجانبين في هذا الشأن، ودعم الجهود الرامية إلى «إنجاز تسوية سياسية شاملة للقضية الليبية، بما يحافظ على المؤسسات الوطنية في ليبيا، ويصون سيادتها ووحدة أراضيها، ويحدّ من التدخلات الخارجية غير المشروعة».