طرابلس | شنّت قوات المشير خليفة حفتر هجوماً على قوات حكومة «الوفاق» من محور طريق مطار طرابلس، أدى إلى مقتل آمر كتيبة العاديات السلفية الجهادية المتشددة، أبو بكر مسعود الزنتاني، الذي كان يحارب في سوريا واليمن قبل قدومه إلى ليبيا للمشاركة في الهجوم على العاصمة. وتواصل القصف الجوي المتبادل بين الطرفين باستهداف طائرة من دون طيار الكلية الجوية في مصراتة بسبعة صواريخ، رداً على استهداف سلاح الجو التابع لـ«الوفاق» مخازن للذخيرة والأسلحة وطائرة نقل عسكرية من طراز «إليوشن إي أل-76» في قاعدة «الجفرة» العسكرية وسط ليبيا، الخاضعة لسيطرة حفتر.ووسط التصعيد المتبادل، استهدفت قوات حفتر المستشفى الميداني في منطقة طريق المطار في طرابلس أمس، ما اعتبره المجلس الرئاسي في حكومة «الوفاق» استهدافاً «ممنهجاً»، و«من جرائم الحرب»، مؤكداً «توثيق الجهات المختصة في الحكومة هذه الجرائم لتقديمها إلى القضاء»، وداعياً «المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته». وأفاد المتحدث باسم شؤون الجرحى في وزارة الصحة، مالك مرسيط، لـ«الأخبار»، بأن القصف الجوي الذي استهدف المستشفى «نتج منه مقتل خمسة مدنيين ومسعفَين اثنين، وجرح ثمانية من الطواقم الطبية»، مشيراً إلى أنها «المرة الثانية عشرة التي يُستهدف فيها الطب الميداني، سواء سيارات الإسعاف أم المستشفيات الميدانية أم المراكز الطبية، منذ بداية الحرب على طرابلس مطلع أبريل (نيسان) الماضي». وطالب مرسيط «الأطراف على الأرض بحماية سيارات الإسعاف والمراكز الميدانية الطبية، وتحييدها عن الصراع»، مشيراً إلى أن «مركز الطب الإنساني ما زال يلتزم بعمله الحيادي، وتقديم خدماته إلى جميع ضحايا الاشتباكات جنوب طرابلس».
خروج قاعدة «الجفرة» عن الخدمة سيقطع الدعم والتمويل عن قوات حفتر


وفي شأن النتائج الميدانية، ذكر المتحدث باسم «الكتيبة 166» التابعة لقوات «الوفاق»، خالد أبو جازية، أنه تمت «استعادة معسكر النقلية، وصدّ هجوم قوات حفتر على محاور متعددة جنوب طرابلس»، نافياً انسحاب كتيبته العسكرية من جنوب العاصمة، بعدما تناقلت وسائل إعلام وصفحات في مواقع التواصل الاجتماعي خبراً عن اعتزامها شن هجمات برية على قاعدة «الجفرة» العسكرية وسط ليبيا. وأضاف في حديث إلى «الأخبار»: «ما زلنا ملتزمين في مواقعنا جنوب طرابلس لرد العدوان على العاصمة، وتنفيذ جميع الأوامر العسكرية التي تصل من قيادات الجيش الليبي في حكومة الوفاق الوطني». وفي شأن مدينة القره بولي الساحلية التي دخلها مسلحو حفتر، قال أبو جازية إن «عملية سيطرة حفتر على المدينة باءت بالفشل، بعد استعادتها وتأمينها من قبل قوات حكومة الوفاق، وطرد مسلحي حفتر خارج المدينة».
في المقابل، وصف عضو مجلس النواب المنعقد شرق البلاد، علي السعيدي، العمليات العسكرية الأخيرة بأنها «دقيقة، ومصحوبة بهجمات برية تكاد تصل إلى المرحلة الأخيرة لإنهاء العمليات الحربية واقتحام العاصمة طرابلس». وقال النائب المقرّب من حفتر، في حديث إلى «الأخبار»، إن سلاح الجو التابع لقوات الأخير «لا ينوي تدمير المقدرات العسكرية والمرافق الحيوية للشعب الليبي باستهداف الكلية الجوية في مصراتة ومطار معيتيقة الدولي»، لكنه أشار إلى أن «العديد من المرافق الحيوية تستخدمها قوات حكومة الوفاق، ما يجعلها هدفاً مشروعاً» بحسب قوله. ولفت السعيدي إلى أن كلمة الجنرال حفتر الأخيرة «حملت رسائل واضحة تبشر بالنصر القريب واستمرار الدعم لإكمال مرحلة دخول طرابلس والسيطرة عليها، تنفيذاً للهدف الأساسي، وهو حماية الوطن والمواطن ورعاية ممتلكات الدولة الليبية».
من جهته، رأى الكاتب الصحافي، عبد الله الكبير، أن «قصف قاعدتي الجفرة والكلية الجوية في مصراتة يشير إلى اتساع رقعة الحرب ووصولها إلى مدن أخرى». وأضاف، في حديث إلى «الأخبار»، أن «قصف قاعدة الجفرة تطور كبير في مسار الحرب، لأن هذه القاعدة العسكرية أساسية في خطوط إمداد قوات حفتر، ومنها ينطلق المقاتلون والأسلحة والذخائر والطائرات المسيرة لقصف مواقع قوات حكومة الوفاق». وتابع أن «خروج قاعدة الجفرة عن الخدمة بعد الغارات الجوية سيقطع الدعم والتمويل عن قوات حفتر في محيط طرابلس، ما يعجّل بانهيار قواته».