أكد ترامب وجود «رؤية مشتركة» مع حفتر لمستقبل ليبيا
في الإطار نفسه، كانت حكومة الوفاق قد طلبت فور انتهاء اجتماع جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري، أول من أمس، للتباحث في تطورات القضية الفلسطينية، عقد اجتماع ثانٍ لمناقشة التطورات في ليبيا. وقد أيّدها في طلبها كل من تونس والجزائر وقطر. لكن مصر، وفق مصادر «الأخبار»، «قادت جبهة اعتراضية لإجهاض المشروع». وبما أن نظام «الجامعة» ينص على أن نصاب الجلسات يتأمن بحضور الثلثين، أي 14 دولة، لم تتحقق رغبة حكومة الوفاق، بعدما انضمت إلى مصر كلّ من السعودية والإمارات والبحرين وموريتانيا واليمن والأردن وجزر القمر. والحجة كانت أن «الدورة غير العادية مُخصّصة فقط لفلسطين، فضلاً عن أن الوضع في ليبيا هو عبارة عن نزاع داخلي».
وبينما يدفع المجتمع الدولي بالصراع نحو مزيد من التصعيد، جرت جولة جديدة من الادعاءات بتحقيق انتصارات ميدانية من قبل الطرفين أمس. من جهة، أعلن الناطق باسم قوات حفتر، اللواء أحمد المسماري، في مؤتمره الصحافي اليومي، أن جيشه بدأ بتطبيق «النسق الثاني من معركة طرابلس»، الذي ستستخدم فيه المدرعات في الاقتحام والتقدم والتعويل أساساً على المشاة، مع التركيز على السيطرة على المعسكرات الرئيسة والمعروفة. ومن جهة ثانية، أعلن الناطق باسم وزارة داخلية حكومة الوفاق، العقيد مبروك عبد الحفيظ، أن قواته تمكنت من «تحرير المنطقة الممتدة من وادي الربيع إلى منطقة العزيزية بالكامل» (جنوب العاصمة)، مع الإشارة إلى أنه تلا البيان من العزيزية نفسها، حيث قال إن وزارته بدأت باتخاذ «إجراءات التحري وجمع الاستدلال لضمان حقوق المواطنين المتضررين جراء عمليات السرقة والنهب والتخريب»، في اتهام مبطّن لقوات حفتر، كما اتّهمها بـ«زرع خلايا نائمة داخل العاصمة لبثّ الفوضى وزعزعة ثقة المواطن في أداء حكومة الوفاق، وإرسال رسائل إلى الداخل والخارج بعدم توافر الأمن». أما في الجانب الدولي، فقال إن «قطع العلاقات بين وزارتَي الداخلية الليبية والفرنسية رسالة واضحة، (إذ إن) سيادة الدولة الليبية فوق كل المصالح والاعتبارات».
وفي موازاة الصراع العسكري، ثمة تسابق واضح بين الطرفين لكسب الولاءات الاجتماعية. وفي هذا السياق، ردّ رئيس «مجلس أعيان وحكماء ترهونة»، صالح الفاندي، أمس، على دعوة وجّهها إليهم رئيس «المجلس الأعلى للدولة»، خالد المشري، لسحب قواتهم من القتال ضد حكومة الوفاق. وفي حين قال المشري، الخميس الماضي، إنه يتفهّم معاناة المدن الموالية لحفتر في الغرب (ترهونة وغريان)، وتقصير حكومة الوفاق في العناية بالجوانب التنموية فيها، اعتبر الفاندي أن هذا التصريح بمثابة تهديد، وأضاف أن «لنا موقفاً، ونقف مع الحق، وهم يقطعون علينا كل الاحتياجات الأساسية منذ سنة، لمجرد أننا نحاول التهدئة، وبسبب أننا نساند الجيش الوطني».