احتمال ترشح بوتفليقة عاد ليصبح الأكثر قوة مع سقوط فرضيات التأجيل
غير أن مقري، في نصّ الوثيقة التي اطلعت عليها «الأخبار»، يعود ويؤكد فشل مشروع تأجيل الانتخابات بعد تراجع الرئاسة عن تبنيه في آخر لحظة. وذكر أن الرئاسة أبلغته في لقائها الأخير به بأن التأجيل أصبح غير ممكن، بسبب عدم القدرة على تحقيق التوافق الذي يسمح بالتعديل الجزئي للدستور. وقال إن ما اتضح لديه أن ثمة نية للعودة إلى خيار ترشح الرئيس بوتفليقة لولاية رئاسية خامسة، مضيفاً أن الرئاسة أبلغته أن الرئيس بوتفليقة سيضمن في برنامجه مشروع الإصلاحات العميقة التي اتُّفق عليها، ودعته إلى الانضمام إلى الحكومة، وهو ما رفضه.
وبعيداً عن فكرة تأجيل الرئاسيات والغاية منها، أظهرت هذه التفاصيل وجود حالة ارتباك لدى الرئاسة، التي كانت تضع سيناريو تأجيل الانتخابات في مفكرتها إلى آخر لحظة، وذلك بسبب الظروف الصحية للرئيس بوتفليقة، التي يُخشى ألّا تسمح له بالترشح من جديد لولاية رئاسية خامسة، وكذلك مخاوف عائلة الرئيس من انتقال مركز الحكم إلى جناح آخر في النظام. لكن احتمال ترشح الرئيس، الذي بدا في وقت ما ضعيفاً، خصوصاً بعد ظهوره في مناسبة إحياء ذكرى الثورة الجزائرية (الأول من تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي) في حالة مرض شديد، عاد ليصبح الأكثر قوة هذه الأيام، مع سقوط باقي فرضيات التمديد والتأجيل التي كانت مطروحة.
وتعوّد الجزائريون، في كل الانتخابات الرئاسية السابقة التي شارك فيها بوتفليقة، أن يترك الرئيس مسألة ترشحه إلى ربع الساعة الأخير. لذلك، يُتوقع أن يستغل الرئيس الآجال القانونية إلى أقصاها حتى يحدد موقفه. وأشار وزير سابق وقيادي في حزب موالٍ للرئيس بوتفليقة، في حديث إلى «الأخبار»، إلى أن ثمة ترقباً شديداً لقرار الرئيس، الذي إذا قرر الترشح، ستؤيده كل أجنحة السلطة، بما في ذلك أحزاب الموالاة والجيش، أما إذا لم يترشح «فسنكون أمام انقسام واضح داخل النظام، الذي لن يجد مرشحاً يمكن أن يرضي الجميع، وقد نشهد انتخابات بدورتين لأول مرة في تاريخ الجزائر».
وفي انتظار قرار الرئيس النهائي، لا تبدو شخصيات المعارضة متحمسة كثيراً لهذه الانتخابات؛ إذ لم يُبدِ أبرز منافسي الرئيس بوتفليقة في انتخابات 2014، علي بن فليس، رغبته في الترشح. كذلك فإن الأحزاب الإسلامية تظهر تائهة، ولم تحسم موقفها بعد. ولم يعلن الترشّح حتى الآن سوى منافسين من أوزان يصفها المتابعون للشأن السياسي بأنها ليست ثقيلة، على رغم أهمية الأفكار التي تطرحها، مثل رئيس حزب «جبهة المستقبل» عبد العزيز بلعيد، والناطق باسم «الحركة الاجتماعية الديموقراطية» فتحي غراس.