أكد حفتر عدم قدومه بسبب مشاركة مجموعة مقرّبة من تنظيم «القاعدة»
حتى مساء أمس، لم يتأكد قطعياً رفض حفتر المشاركة في «مؤتمر باليرمو»، كون الحكومة الإيطالية لم تُدلِ بأي توضيح رسمي، لكن لم يتأكد أيضاً حضوره وفق ما يقتضي البروتوكول، ما يُبقى احتمال عدم مشاركته مرجّحاً، في حين يرفض المتحدث الرسمي باسم قواته، أحمد المسماري، الإجابة عن استفسارات الصحافيين حول الموضوع. وخلال البحث عن أسباب هذا الرفض، علّق النائب البرلماني الإيطالي، إراسمو بلازوتو، في وسائل إعلام محلية، بالقول إن «الجنرال حفتر أكد عدم قدومه إلى باليرمو لوجود مجموعة مقرّبة من تنظيم القاعدة»، مضيفاً أنه «يجب على الحكومة الإيطالية توضيح ما أشار إليه حفتر. نرغب حقاً في معرفة من هم محاورونا في ليبيا». لكنّ متابعين للشأن الليبي أشاروا إلى أن مشاركة قطر، التي تلقّت دعوة لحضور المؤتمر بداية هذا الشهر، خلال زيارة نائب رئيس الوزراء، وزير الداخلية الإيطالي، ماتيو سالفيني، الدوحة، بصفتها عنصراً فاعلاً يلعب دوراً إيجابياً في الملف الليبي، قد تكون هي سبب رفض حفتر المشاركة، إذ يُعادي محور شرق ليبيا الإمارة الخليجية على نحو واضح، وقد صنّف البرلمان الليبي قبل أعوام عدداً من الجمعيات القطرية الخيرية في قائمة «الكيانات الإرهابية».
يمثّل غياب حفتر عن «مؤتمر باليرمو»، ضربة أخرى لإيطاليا، التي تسعى إلى أن تكون اللاعب الدولي الأكثر تأثيراً في ليبيا بعد تعاظم دور فرنسا، خصوصاً أن حفتر حضر في مؤتمري «باريس الأول» و«الثاني»، حيث نجح ماكرون في إقناعه بالجلوس مع فائز السراج وخالد المشري، اللذين لم يكن يعترف بهما من قبل. أما الضربة الثانية، فتمثّلت في غياب أبرز قادة الدول الكبرى، إذ اعتذر الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، مبكراً عن الحضور، بسبب «التزامات أخرى»، وعملت إيطاليا على أن يعوضه وزير الخارجية، مايك بومبيو، (وقد وصل الأمر ببعض وسائل الإعلام إلى القول إن اختيار مدينة باليرمو كان بسبب انحدار عائلة بومبيو منها)، وقبل أيام من انعقاده، جاءت موجة من الاعتذارات الأخرى، شملت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، ويُحتمل أن يكون غياب هذين الأخيرين احتجاجاً منهما على سياسة الحكومة الإيطالية المتمردة على مؤسسات الاتحاد الأوروبي.