القاهرة | إذاً، إنّها أجواء «25 يناير» جديدة بامتياز. القنابل المسيّلة للدموع في كل مكان. الصحافيّون يحملون زملاءهم المصابين بالرصاص المطاطي على الأكتاف: أحمد عبد الفتاح مصور جريدة «المصري اليوم»، وعمر زهيري ومعتز ذكي من جريدة «التحرير»... عناصر الشرطة يستخدمون القوة لسحق الثوار، وإرهاب الصحافيين لاستعادة هيبتهم الاستبدادية فيقتلون عشرين شهيداً، وفق بيان رسمي لوزارة الصحة المصرية. المجلس العسكري الذي يقمع حرية الصحافة خرج منذ يومين ببيان وصفه سياسيون بـ«الغبي»!
حرية الصحافة في مرمى قناصة العسكر ووزارة الداخلية. نقابة الصحافيين التي شيّعت قبل تنحي حسني مبارك الصحافي في جريدة «الأهرام» أحمد محمود بعد قنصه برصاص شرطة الوزير الأسبق حبيب العادلي، طالبت في بيان لها منذ يومين بإقالة حكومة عصام شرف فوراً، داعية المجلس العسكري إلى قبول استقالتها، لأنّ «هذين هما الخياران الوحيدان أمام المجلس العسكري. حكومة شرف متهمة بالعجز والفشل المتكرر في مواجهة الأزمات».
السكرتير العام لنقابة الصحافيين المصريين كارم محمود دعا المجلس العسكري إلى محاسبة وزير الداخلية ومحاكمته على ما ارتكبته ووزارته وضباطه بحق الثوار «على المجلس العسكري أن يلتزم بالقوانين المحلية والدولية التي تكفل حق التظاهر السلمي للمواطنين وإجراء تحقيق عاجل في الاعتداءات على الثوار، ومحاسبة المسؤولين عنها وتعويض المصابين».
وقد انتقد مجلس نقابة الصحافيين «سماح المجلس الأعلى للقوات المسلحة لقوات من الشرطة العسكرية بالمشاركة مع قوات الامن المركزي في فض الميدان بأسلوب لا يمكن وصفه إلا بالجريمة النكراء. فض الميدان بهذا الأسلوب العنيف يتجاهل حق التظاهر والاعتصام السلمي الذى حصل عليه المصريون بدمائهم».
نقابة الصحافيين التي رفضت قبل أيام قليلة، مثول أي صحافي أمام القضاء العسكري، دعا سكرتيرها العام المجلس العسكري إلى ترك السلطة وفق جدول زمني محدد. فيما أطلقت مبادرة تهدف إلى حماية الصحافيين أثناء تغطية أول انتخابات نيابية تشهدها البلاد منذ اطاحة نظام مبارك. تحت عنوان «تغطية الانتخابات... حقوق وواجبات الصحافي»، أطلقت النقابة المبادرة أمس تزامناً مع الاحتفال الذي يقيمه الاتحاد الدولي للصحافيين هذا العام تحت عنوان «اليوم العالمي لملاحقة الجرائم ضد الصحافيين».
وأضافت النقابة أنّ لديها 25 شهادة موثقة بالاعتداء الذي حصل في حقّ الصحافيين خلال الاشتباكات الأخيرة التي اندلعت يوم السبت الماضي عقب جمعة «الإنقاذ الوطني». وأعلنت عن تشكيل لجنة طوارئ تضم النقيب وأعضاء مجلس النقابة بالإضافة الى أعضاء من الجمعية العمومية وحكماء المهنة لتلقّي شكاوى الصحافيين أثناء العملية الانتخابية المقررة في 28 من الشهر الجاري.