الدوحة | في ربيع 2012، تدخل «سكاي نيوز» الفضاء الإعلامي العربي عبر قناة ناطقة بلغة الضاد. ووسط المتغيرات السريعة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، تقف النسخة العربية من المحطة البريطانية أمام تحديات كثيرة، لعل أبرزها منافسة قوية من «الجزيرة»، و«العربية»، و«بي. بي. سي. عربي». كذلك يبدو سقف الحرية الذي ستلتزم به القناة غير واضحٍ: هل تعتمد المعايير ذاتها المعتمدة في «سكاي نيوز» الأم، أم تلتزم بمعايير أخرى تفرضها عليها سلطات أبو ظبي، حيث سيكون مقرّ المحطة؟
علامات استفهام عدة ترتسم مع استكمال فريق العمل استعداداته داخل استديوهات التلفزيون. يرى مدير الأخبار في «سكاي نيوز عربية» الأردني نارت بوران أنّ وجود القناة في أبو ظبي «منحنا موقعاً استراتيجياً قادراً على إثراء المشهد الإعلامي. إذ تُعدّ الإمارات أحد أكثر البلدان تطوراً واستعداداً من حيث البنية التحتية، وهو مما يسمح ببناء استوديو بث وفق أعلى المعايير». ويضيف في حديثه لـ«الأخبار» أن «المحطة لا تملك أجندة أو قيوداً سياسية، بل سنركز على نقل الخبر كما هو. ويلتزم المساهمان في القناة، شركتا «سكاي البريطانية للبث»، و«أبو ظبي للاستثمار الإعلامي» ببناء مؤسسة إخبارية حيادية موجهة إلى العالم العربي». حالياً، تتواصل أعمال بناء الاستديو الرئيسي والمركزي في أبو ظبي، على أن تنتشر مكاتب المحطة في 13 عاصمة عربية وأجنبية بينها القاهرة، وبيروت، والرياض، وإسلام أباد، وبغداد، ودمشق، والرباط، وواشنطن، ولندن، وغزة، ورام الله، والقدس المحتلة. والأهم أنّها ستراهن على الإعلام الجديد والشبكات الاجتماعية في نقل الأخبار «نرى أنّ مفهوم المؤسسة الإخبارية القائمة على منصّات متعددة (التلفزيون، والإنترنت، والهاتف الخلوي) مفهوم يمكن تطويره بنحو أكبر في المنطقة» يقول بوران.
منذ إعلان إطلاق المحطة، خرجت أخبار عن انتقال إعلاميين عرب بارزين من قنواتهم إلى «سكاي نيوز عربية». لكن بوران يؤكد أنهم لم يرسوا بعد على أسماء مقدمي البرامج «ستعلن الأسماء مع اكتمال الفريق... لكنّ الكثير من الإعلاميين المحترفين عبروا عن اهتمامهم بالعمل معنا». ويُتوقع أن توفّر الفضائية الجديدة أكثر من 350 وظيفة لصحافيين ومنتجين وتقنيين عرب، وقد أطلقت بوابة خاصة للتوظيف على موقعها الإلكتروني، معلنة الوظائف التي لا تزال شاغرة. ولا يخفي بوران أن إدارة القناة «تتطلّع إلى أن يكون المواطنون الإماراتيون جزءاً أساسياً من مؤسستنا. وقد بدأنا بالفعل التواصل مع الجامعات المحلية لجذب المتخرجين من الشباب». أما عن طبيعة عمل المحطة، فيقول إنها إخبارية «تنقل الأخبار لحظة وقوعها وتزوّد مشاهدينا بأحدث الأخبار حول العالم. نناقش أيضاً أفكاراً لبرامج أخرى ذات أهمية خاصة للعالم العربي تتناول قضايا ثقافية، وسياسية، وتعليمية، ورياضية».
ويراهن بوران على الإرث التاريخي والمهني للقناة الأم في لندن بهدف منافسة «الجزيرة» و«العربية». ويقول «إذا أخذنا في الحساب عدد المشاهدين العرب والانتشار الجغرافي الواسع اللذين ننوي بلوغهما، من موريتانيا‎ إلى البحرين، فأعتقد بأنّنا سنقدّم خياراً إضافياً للمشاهدين العرب». ويضيف «لقد كانت «سكاي نيوز» في لندن في طليعة القنوات الإخبارية منذ إطلاقها قبل أكثر من 20 عاماً. ونحن نخطط لتكرار هذا النجاح هنا».
وعن الخط التحريري الذي ستلتزمه القناة في تغطيتها للأحداث، قال «سيكون التركيز الرئيسي على تغطية القضايا العربية والدولية والتزام أعلى المعايير التحريرية. سنعتمد نهجاً مستقلاً يضمن لنا التفوق على المنافسين». وماذا عن القضايا العربية المثيرة للجدل؟ يبدو جواب بوران بسيطاً «سننقل الأخبار بدقة. وسيكون المشاهد هو الحكم. ستطبق «سكاي نيوز عربية» المعايير التحريرية الأكثر صرامة». إلا أنه يرفض الإجابة عن بعض الأسئلة «في انتظار الانتهاء من صوغ السياسة التحريرية للقناة». وأبرز هذه الأسئلة تتعلّق بالصراع العربي ـــــ الإسرائيلي مثل المصطلحات التي ستعتمدها المحطة: قتيل أم شهيد أم انتحاري؟ عدوان أم حرب؟ ثم هل ستلتزم المحطة بالسياسة الخارجية الإماراتية؟
أما عن تغطية الثورات الشعبية العربية ـــــ لو استمرت حتى إطلاق القناة ـــــ فيؤكد بوران «لن ننحاز لأي طرف عند تغطية الأحداث، لكننا سنسلط الضوء على كل أبعاد الخبر اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً». وفيما رفض بوران الكشف عن ميزانية القناة، يكتفي بالقول: «نحن قناة جديدة ذات طابع حديث، سنستثمر في شراء أفضل الأجهزة والإفادة من أحدث التقنيات المتاحة التي تمكننا من تحقيق رسالتنا».
www.skynewsarabia.com



هل قلت جايمس مردوخ؟

يشغل جايمس مردوخ منصب رئيس مجلس إدارة غير تنفيذي في شركة «سكاي البريطانية للبث»، فهل سيؤثّر ذلك على أداء القناة الجديدة، خصوصاً أن مردوخ هو نجل حوت الإعلام الأسترالي روبرت مردوخ المعروف بمواقفه المناهضة للعرب والداعمة لإسرائيل؟ يؤكد نارت بوران أن جايمس «يقدّم دعمه الكامل للقناة بوصفه رئيس مجلس إدارة غير تنفيذي في «سكاي البريطانية للبث»، لكنه لن يتدخل في سياسة قناتها التحريرية. وسيكون لـ«سكاي نيوز عربية» سياسة تحريرية مستقلة خاصة بها، مثلما هي الحال مع «سكاي نيوز» في لندن».