يبدو أن شهر رمضان سيمرّ على «تلفزيون لبنان» كما مرّ العام الماضي من دون أي برنامج حواري يومي مناسب يدخل حلبة المنافسة مع برامج المحطات الأخرى في هذا الشهر. والسبب هو الجمود الذي يسيطر حالياً على الإنتاج في القناة الرسمية، في مرحلة تتّسم بانعدام الجاذبية بين إدارة المؤسسة ووزارة الإعلام، التي تريد مجلس إدارة جديداً تمنحه موازنة إنتاجية يبدأ بها خطواته العملية. وهذا أمر غير متاح في هذه الظروف، نظراً إلى خلافات سياسية مستحكمة حول اسم المدير العام الجديد.
حتى رمضان 2010، كان «تلفزيون لبنان» يفتح شاشته في هذا الشهر كي يقدّم عبد الغني طليس (الصورة) برنامجه «مسا النور» بشكل يومي. وظل يواظب على ذلك طوال خمس سنوات متتالية، حاصداً مكانةً متميّزة بين البرامج المماثلة. ولعلّ «مسا النور» هو أول برنامج في لبنان بدأ باستقبال سياسي ومثقف وفنان وإعلامي للكلام في مواضيع مشتركة في حلقة واحدة، قبل أن تنتقل هذه الصيغة إلى محطات أخرى. أما في رمضان 2011، فقد أبقي على البرنامج بحلقته الأسبوعية وألغيت فكرة تحويله إلى يومي نتيجة مشكلات إنتاجية، فأظلمت الشاشة الرسمية ولا تزال تظلم من خلال إبقاء كل شيء على ما هو في المحطة، انتظاراً لتعيينات يقال على سبيل المرارة إنّ وزراء الإعلام المتتالين غازي العريضي وطارق متري واليوم وليد الداعوق انتظروها ولم تتحقق!
بالنسبة إلى رمضان 2012، تبدو الأمور غير واضحة في «تلفزيون لبنان»، وإذا كانت هناك صعوبة في التعيينات الإدارية لكونها خاضعة لأبعاد سياسية، فهل هناك صعوبة في تحويل «مسا النور» إلى برنامج يومي يضع «تلفزيون لبنان» على خارطة الشهر الفضيل كالعادة؟ وذلك لا يحتاج إلا إلى قرار من وزير الإعلام. علماً أنّ البرنامج احتل نسبة مشاهدة في رمضان في وقت خصّصت فيه محطات أخرى موازنة إنتاجية وإعلامية كبيرة جداً لدفع برامجها إلى الواجهة مقابل تواضع هذه الإمكانات لدى «تلفزيون لبنان». الأرجح أنّ ما تمنع «السياسة» تحقيقه في «تلفزيون لبنان»، سيصيب برنامج «مسا النور» خلال رمضان المقبل.