«الفساد بالصوت والصورة» هكذا أراد فريق «الوحدة الاستقصائية» في قناة «الجديد» البدء بباكورة انتاجاته: «تحت طائلة المسؤولية» (إعداد وتقديم رياض قبيسي ورامي الأمين ــ مخرج منفذ علي شريم). يتقصّى البرنامج قضايا الفساد المنتشرة في المجتمع اللبناني ليعرض أدلة تدين المتورطين، ويواجههم بها أمام الرأي العام والجهات المختصة. يقف البرنامج عند هذه الحدود «كي لا يقع البعض في التباس حول إيكال هذا النوع من الصحافة مهمة الادعاء وسوق هؤلاء المتورطين الى العدالة». كلام يؤكده لنا رياض قبيسي الذي يحصر عمل الفريق الاستقصائي بـ«توصيف الفعل وترك القضاء» يتحرك في ضوء ما عُرض من أدلة بصرية وسمعية.
الشق البصري حاضر بقوة من خلال هوية موحدة للبرنامج من الغرافيكس الى الجنيريك واللباس فيما تتحول الكاميرا من خفية مخبأة الى أخرى واضحة في الشارع عبر الـ stand up لتأخذ مجدها في نقل ما يدور في الغرفة المخصصة لهذه الوحدة في القناة عبر استخدام تقنية تلفزيون الواقع. وللكاميرا الخفية معايير تحكمها كما يقول قبيسي، فهي ليست مشرّعة لفضح هوية أي انسان تم تناوله في البرنامج، بل ينطلق الصحافي الشاب من مبدأ «أخلاقي» يقضي بعرض وجوه مَن ثبتت ادانته بالصوت والصورة حصراً. قد يسأل كثيرون: ما الذي سيقدمه البرنامج من جديد مختلف عما شاهدناه من تحقيقات مماثلة على القناة نفسها (كانت رائدة في هذا النوع من الصحافة)؟ يأتي الجواب من عرّابه الذي يترك هذا الأمر للجمهور.
حلقة «ليلة القبض على الدولار» التي عُرضت أول من أمس، أضاءت على «الدولار»، وهو سمسار معروف في عالم تسجيل السيارات ودفع رسوم الميكانيك. كشفت الحلقة (50 دقيقة) الفساد الحاصل داخله مع التعريج على التزوير والفساد في منح رخص القيادة. أرقام تدق ناقوس الخطر في ما يخص السلامة المرورية انتهت بحقائق وأدلة تدين الأخوين محمد (الدولار) وحسين فاضل لتقف القضية عند العميد جورج لطوف رئيس مصلحة تسجيل السيارات في الدكوانة الذي راح يقدّم المبررات لسيارة خردة رخِّص لها بالسير «بفضل» الرشى، فيبدأ سيل الأسئلة في نهاية الحلقة عن «الدولة العاجزة أو المتواطئة مع سماسرة الميكانيك». لكن الملفت في قضية فضح الشخصيات المتورطة في الفساد كحلقة «ليلة القبض على الدولار»، ابتعد قبيسي عن الكلام عن الجهات السياسية التي تغطي وتحمي مثلاً السماسرة في منطقة الأوزاعي، بذريعة أنّه لا يملك دليلاً يؤكد تورط جهات حزبية في الموضوع. الرؤوس الكبيرة ظلّت إذاً بأمان، بل تشكّل مظلّة وحامية لهؤلاء. هنا، يجيب قبيسي بأنّ حلقة «التهريب» في مطار بيروت الدولي التي ستعرض بعد حوالي شهر، «ستدخل أشخاصاً الى السجن» ضُبطوا بالجرم المشهود، وإن لم يتم ذلك فـ«سيسمّي الجهة التي تغطّيهم».

* «تحت طائلة المسؤولية»: كل ثلاثاء 21:30 على «الجديد» ـ الحلقة المقبلة عن نظام الكفالة في لبنان

يمكنكم متابعة زينب حاوي عبر تويتر | @HawiZeinab





«الدولار» في ديارنا

في حلقة أول من أمس، دار التباس حول مجيء «الدولار» الى مبنى «الجديد» بعدما أظهر التقرير في بدايته تورطه في قضايا التزوير والفساد في «مصلحة تسجيل السيارات» عبر كاميرا خفية أرفقت مع الصحافية لهذا الغرض. كيف يأتي برجليه الى من يتقصون عنه ويجمعون عنه الأدلة وكيف حصل ذلك؟. يوضح قبيسي بأنّه حصل خطأ تقني في هذا الشق، إذ تم الإتصال بالدولار من رقم احد الباحثين في البرنامج من هاتفه الخاص، وهذا الأمر غير مسموح في هذا النوع من العمل الإستقصائي، مما جعل هذا السمسار يشك في تعقبه ليصل به الأمر الى مهاتفة القناة وعرض خدماته في كشف باقي السماسرة. وهكذا تمت المقابلة معه التي عرضت في الحلقة.