«فتشْ» فعل أمر، لكن في الضاحية يصبح فعل رجاء. «أرجوك فتشني» حملة شبابية انطلقت رداً على الاعتراضات التي طاولت الإجراءات الأمنية التي ينفذها «حزب الله» في الضاحية الجنوبية، وفق ما قال أحد منظميها المصمم الغرافيكي علي بركات لـ«الأخبار». ترافقت الحملة مع توحيد الكثير من الفايسبوكيين صور بروفايلاتهم التي حلّ مكانها القلب الأصفر الذي تتوسّطه عبارة «أرجوك فتشني». حفلت مواقع التواصل الاجتماعي أخيراً بجدالات حول «أحقية» حزب الله في «الأمن الذاتي»، ولكنّ لأهل الضاحية رأياً آخر. هنا شابة تتمنى لو كانت تملك سيارة لتمرّ بها على الحاجز ويفتشها شباب الحزب، وهناك آخر يعبّر عن ارتياحه لأنّه فُتِّش خلال يوم واحد ما لا يقل عن عشر مرات.
«اللي إيدو بالمي مش متل اللي إيدو بالنار». يقول بركات، عضو «نقابة مخرجي الصحافة وفناني الغرافيك» الذي قرر ومجموعة من زملائه في المجال إطلاق حملة تأييد للإجراءات، مطلقين على أنفسهم اسم «فنانون في مجتمع مقاوم». إلى جانب بركات، شارك في تنفيذ الفكرة علي بحسون، ومحمود رطيل، وخضر بدر الدين. وحول فكرة المبادرة، قال بركات إنّه «حين كنا صغاراً، كنا نكتب بأيدينا على السيارات المغبرّة عبارة «أرجوك اغسلني»، كنوع من المزاح مع صاحب السيارة»، مضيفاً: «نحن اليوم نستعير إيقاع العبارة كي نطلب من شباب المقاومة الذين يحمون الضاحية، تنفيذ مهمتهم على أكمل وجه». وأضاف: «الأمور لا تحتمل التراخي»، لافتاً إلى أنّ «حملة بعض الفرقاء السياسيين المناهضين للمقاومة على هذه الإجراءات مشبوه جداً. الموقف السياسي شيء وتقدير الخطر أمر مختلف كلياً». لكن ماذا عن دور الدولة؟ يشرح بركات أنّ «حزب الله اضطر إلى اتخاذ هذه الإجراءات. هذه مسؤولية الدولة، ولكن هناك قصور كان لا بد من أن يعوّضه أحد»، معتبراً أنّ «الحزب اليوم يحمي الجميع، فالإرهاب يستهدف الأبرياء».
أمّا في ما يتعلّق باللوغو والشعارات الرديفة، يقول بركات: «الفكرة بسيطة جداً. قوامها القلب الأصفر في إشارة إلى قلب الضاحية الذي ينبض حباً للمقاومة»، فيما يتوقع توزيع «ستيكرز» على الراغبين تُلصق على زجاج السيارات والدراجات النارية. التجاوب مع الحملة الجديدة كان كبيراً، حتّى إنّ البعض نشر صورة مركبة للممثل الأميركي طوم كروز مستقلاً سيّارة تحمل عبارة «أرجوك فتشني»، وأخرى لطائرة لبنانية تحمل الكلمات نفسها. وانتشرت صور لمغتربين لبنانيين في مختلف بلدان العالم يحملون لافتات كتب عليها: «هنا الضاحية، أرجوك فتشني». لا يلتفت الناس هنا في الضاحية إلى مقولة «الأمن الذاتي» على أنّها مشكلة مستعصية على الحل في لبنان ما بعد الحرب. بالنسبة إليهم، هي حل الضرورة للحؤول دون هدر دمائهم. صحيح أنّ الإجراءات الأمنية تسبب زحمة سير خانقة، لكن «ألف كلمة «تأخرنا»، ولا كلمة «ما وصلوا»، لذا أرجوك فتشْني، فتشْهم، فتشْ عنهم» يختم بركات.