قبل أيّام، نشرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية مقالاً حول نيّة الجيش الأميركي تدشين برنامج «دعائي» على طريقة تلفزيون الواقع بهدف «مخاطبة الشباب ودفعهم إلى الالتحاق بالمؤسسة العسكرية». «البدء بقوّة» (Starting Strong) هو عنوان البرنامج المقرّر عرضه صباح كل يوم أحد على 16 قناة مختلفة تابعة لـ«فوكس» في «أسواق إعلانية كبيرة» مثل شيكاغو، ونيويورك، وواشنطن وغيرها حيث وجد الجيش صعوبة في استقطاب الرأي العام مقارنة بغيرها من المناطق الصغيرة والريفية.
يبدأ عرض البرنامج في الثاني من حزيران (يونيو) المقبل ويستمر حتى الرابع من آب (أغسطس)، على أن لا تتعدى مدى الحلقة نصف ساعة وسيكون متوافراً أيضاً على محطة «أقوى جيش في العالم» على يوتيوب. يلاحق البرنامج (إنتاج شركة «ريكي شرودر للإنتاج») عشرة شباب (ذكور وإناث) في زياراتهم لمنشآت عسكرية والتعرّف من خلال الجنود إلى مختلف مجالات عملهم، والتفكير في إمكانية الانضمام إلى صفوفهم. وأوضحت الصحيفة أنّ الحملة الترويجية للبرنامج بدأت فعلاً على مواقع التواصل الاجتماعي، لافتةً إلى أنّه يستهدف الشباب الذين تراوح أعمارهم بين 18 و24 عاماً، في ظل ظهور دراسات تثبت أنّ هؤلاء باتوا «يتجنبون قنوات الدعاية التقليدية كشاشات التلفزة، كما أنّ 70 في المئة منهم يتفادونها عند البحث على الشبكة العنكبوتية». وهو ما أشارت إليه أيضاً المتحدثة باسم الجيش آلي بيتنكورت لشبكة «سي. أن. أن.» الأميركية أوّل من أمس. «ما زال علينا ابتكار إعلانات» قال المسؤول في مجال التسويق للجيش في مدينة الإسكندرية (ولاية فيرجينيا) مارك أس. دايفس، علماً بأنّه تابع لـ«وحدة التسويق والأبحاث» الخاصة بالجيش. وأضاف «كل شيء يتغيّر حولنا، وما عاد في استطاعتنا الاعتماد على الإعلانات المتلفزة والمطبوعة والمسموعة بعد اليوم». وأوضح دايفس أنّ الشباب أصبحوا يشاهدون التلفزيون من أجل المحتوى الذي يقدّمه، ويتجنبون الإعلانات كلّياً، مشيراً إلى أنّه «صار علينا التحوّل إلى محتوى». وفي معرض شرحه للفكرة، قال دايفس إنّ «الالتحاق بالجيش يشبه علاقة الحب. لا تتزوّج الشريك من الموعد الأوّل. إنّه قرار وحوار طويل الأمد»، مضيفاً إنّ قرار العرض اتخذ بعد الرواج الذي لاقته الحلقتان التجريبيتان، و«في النهاية، سيلتحق سبعة أو ثمانية أشخاص بالجيش». وأقرّ دايفس بأنّه كان يفضّل عدم حدوث ذلك «لكسب المصداقية»، مشدداً على «أنّنا نبتكر إشراك الجمهور المستهدف». يشار هنا إلى أنّ للجيش الأميركي لعبة فيديو خاصة به تدعى «الجيش الأميركي» تهدف إلى دفع الشباب إلى الانخراط في المؤسسة العسكرية.