القاهرة | مقدّم برنامج يوميّ يبدأ برنامجه على ضوء الشموع، وزير الرياضة العامري المصري فاروق يهرب من مؤتمر صحافي، ووزير التموين والتجارة باسم عودة يعاني من انقطاع الكهرباء على الهواء مباشرة، وفيديو الجنود المخطوفين الذين تم تحريرهم أخيراً في سيناء، يثير الغضب. هكذا باتت مقاطع اليوتيوب السجلّ اليومي الذي يدلّ على فشل الدولة المصرية التي تحاول السيطرة على الاعلام، لكن من دون جدوى.
منذ عام 2009، تعرض قناة «أون. تي. في» برنامج «مانشيت» (من الأحد إلى الخميس 20:00) الذي يقدمه الصحافي جابر القرموطي. البرنامج يهتمّ بقراءة أبرز ما تناولته الصحف الصادرة صباح يوم الحلقة مع تعليقات الاعلامي العفوية التي ينقسم الجمهور. بعضهم يرى أنّ القرموطي هو لسان حال المواطن العادي وآخرون يريدون اعلاميين طبقاً لنماذج محدّدة سلفاً في أذهانهم. لكن حلقة الثلاثاء الماضي من «مانشيت» شهدت بداية مختلفة تحوّلت سريعاً إلى حديث روّاد مواقع التواصل الاجتماعي. بدأ القرموطي حديثه للمشاهدين على ضوء الشموع، منتقداً بطريقة مبتكرة تكرار ظاهرة قطع الكهرباء في المدن المصرية خلال الأيام الاخيرة، واستمرار اتهام الحكومة للناس بأن سوء ترشيدهم للاستهلاك هو السبب. ظلّ القرموطي يتناول قضية قطع الكهرباء لأكثر من دقيقتين، قبل أن تعود الكهرباء إلى الاستديو بعدما تساءل مقدّم البرنامج «أين نور النهضة» التي وعد بها الإخوان المسلمون؟. قبل هذه الحلقة، كان يوتيوب قد وثّق لقطع الكهرباء أثناء مؤتمر صحافي لوزير التموين والتجارة والقيادي في جماعة الإخوان المسلمين باسم عودة. وعلى المنوال نفسه، تداول المشاهدون مقطع فيديو لمؤتمر صحافي لوزير الرياضة العامري فاروق انتهى قبل أن يبدأ، بسبب هجوم جمهور نادي «الزمالك» على مقر المؤتمر. لم يتضمن الفيديو مشاهد الهجوم ولا المهاجمين، وإنما ركّز على الوزير وهو يحاول التواصل مع الحاضرين من دون جدوى، ثم يأتيه قائد الحرس ليخبره أنّ الجماهير الغاضبة دخلت القاعة، فيردّ الوزير «طبّ هنعمل ايه»، فيكون الرد «اخلاء يا فندم». وبالفعل في أقل من ثانية، يخرج الوزير من الباب الخلفي للقاعة. إذا كانت المشاهد السابقة عكست بشكل ساخر فشل الدولة في السيطرة الأمنية وتوفير الكهرباء في بلد السد العالي، جاء فيديو الجنود المحرّرين بعد اختطاف دام اسبوعاً على يد عناصر إرهابية في سيناء ليثير المواجع في نفوس أهل المحروسة. كان الخاطفون قد سرّبوا مقطع عبر يوتيوب مدته دقيقتين، يظهر فيه المختطفون السبعة وقد تمّ ربط أعينهم يرددون أسماءهم تحت تهديد السلاح. ثم وجّهوا رسالة استغاثة إلى الرئيس محمد مرسي بأن يفرج عن قيادات الجماعة الارهابية، «كما فعلت اسرائيل وأفرجت عن ألف فلسطيني مقابل الجندي الاسرائلي جلعاد شاليط». الفيديو الذي وصفته رئاسة الجمهورية ــ قبل تحرير الجنود ــ بالمشين، كاد أن يُمنع من العرض التلفزيوني بحجة أنّه يحرّض على العنف. لكنّ القرار لم تلتزم به سوى محطتين فقط هما «أون. تي. في» و«الحياة»، فيما توالي عرضه عبر قنوات أخرى ليثير غضب المصريين. رغم أنّ الرابط الأصلي للفيديو تم الغاؤه بعد فترة قصيرة عبر إدارة يوتيوب، لكن الوقت كان كافياً لإعادة تحميله عبر الكثير من الروابط الأخرى.