
لعلّ السؤال الأبرز الذي يُطرح مع انطلاق بثّ الإذاعة الجديدة التي تتخذ في ضبية (شمالي بيروت) مكتباً لها، يتعلّق بأسباب توجّه القائمين عليها نحو توسيع البثّ الإذاعي دون غيره في الوقت الذي يعاني فيه الإعلام صعوبات جمّة للصمود في وجه التغيرات التي طرأت عليه، وأبرزها ولادة الإعلام الرقمي الذي يكتسح السوق حالياً. في هذا السياق، تلفت المعلومات لنا إلى أن الهدف من توسّع الإعلام الروسي في المنطقة العربية، وافتتاح «سبوتنيك عربي»، لا ينفصل عن الصراعات السياسة في المنطقة، وطموحات الحضور الروسي في الشرق الأوسط. وترى المصادر أن المشروع الجديد، بمثابة رسالة سياسية تجاه العقوبات الدولية التي فرضت على روسيا قبل وبعد الحرب الروسية الأوكرانية، ومفادها أنّ الإعلام الروسي سيكون حاضراً في قضايا الشرق. وتكشف المعلومات أن الإذاعة لن تكون بعيدة عن التطور الحاصل في الإعلام، على أن تبث برمجة «سبوتنيك عربي» على جميع منصات وصفحات ومواقع «سبوتنيك» الإلكترونية.
للملفّ السياسي اللبناني حصّة الأسد في مشاريعها
وتشير المصادر إلى أن الإذاعة تحمل شعار «نكشف ما يخفيه الآخرون» وستحاول ملء الفراغ الحاصل في الإذاعات اللبنانية التي تواجه تحدّيات مالية في السنوات الأخيرة لجهة التطوّرات السياسية في لبنان. على الضفة نفسها، توضح الأخبار أنّ البثّ التدريجي لـ«سبوتنيك عربي» سيكون على مراحل، وستصل تردّدات أثيرها نحو الساحل السوري. في المرحلة الأولى ستكون ساعتين صباحاً من الساعة 7 إلى التاسعة، ومساءً من 5 إلى 7. إلى جانب مواجز أخبار على رأس الساعة. ليتحول البثّ لاحقاً إلى 24 ساعة، ويتضمن مروحة برامج سياسية واجتماعية وثقافية متنوعة، يقدّمها مجموعة من الإعلاميين. على أن يُعطى للملفّ السياسي اللبناني حصّة الأسد في مشاريعها. كذلك، سيكون الملف السوري حاضراً في برمجة الإذاعة، على أن يتوسّع بث الإذاعة ليشمل بعض المدن السورية، بالإضافة إلى جدول بثّ برامج من القاهرة وموسكو، ومناقشة مجموعة واسعة من المواضيع السياسية العربية والدولية. في السياق نفسه، تشير المعلومات إلى أنّ انطلاق «سبوتنيك عربي» من بيروت، يدلّ على أن العاصمة اللبنانية لا تزال مركزاً أساسياً للإعلام العربي. وقد أُعلن أخيراً عن افتتاح الإذاعة بحضور دميتري تاراسوف، الذي يتبوأ منصب مدير مكتب إذاعة «سبوتنيك» في لبنان.