بعد نحو عامين من إثارة الجدل داخل مصر، تخطت ياسمين عز المذيعة في فضائية «mbc مصر» المموّلة من الرياض، حدود المحروسة. لقد قرّرت مناكفة المرأة اللبنانية بعدما يئست من استحالة عودة الاهتمام بها داخل مصر. المذيعة التي تقدم برنامجها «كلام الناس» (18:00 مساء ــ من الخميس إلى الأحد) بات تركيزها منذ أشهر طويلة على جعل كلام الناس يدور عنها، بحثاً عن شهرة لا تعتمد على إمكانات شخصية ومهنية، بل على أداء مسفّ ومستفزّ انطلاقاً من سهولة استجابة مستخدمي منصات التواصل الاجتماعي لتلك الاستفزازات.
جلبت لمجموعة mbc كمّاً من الشتائم والانتقادات، هو الأكبر في تاريخ الشبكة منذ 30 عاماً

مَن يراجع فيديو ياسمين عز الذي استفز كثيرين، سيجد أنّها ربطت، بدون أي مقدمات، بين خبر عن لبنان وحال المرأة اللبنانية مع زوجها. ثم فرضت على اللبنانية ماذا تفعل وتقول لزوجها إذا كان مصرياً. بالتأكيد لا يوجد في أدبيات صناعة الإعلام، مصطلح يمكن إطلاقه على ما تقوله عز من «ترّهات»، ناهيك بعدم وجود عنوان لطريقة الأداء، فلا أحد يعرف على أي أساس مهني تخاطب السيدات والرجال في مقدمات برامجها بهذه الطريقة وبدون أي مقدمات منطقية. القصة وما فيها أن الإعلامية المدعومة من قوة مجهولة في مجموعة mbc وجدت أنّ هناك من نصحها بأن تكون النسخة المناقضة لمذيعة قناة «سفرة» رضوى الشربيني التي اتخذت هي الأخرى مساراً عشوائياً في تشجيع المرأة على التمرد، فذهبت عز إلى أقصى الاتجاه المعاكس حيث المرأة يجب أن تكون خاضعة ومستكينة وتنادي زوجها في المنزل «يا فرعوني».
في كواليس المحطة، مَن يقول إنّ هناك فريقاً تم تخصيصه لكتابة هذه الأفكار واستعمال تلك العبارات المتناقضة من أجل جذب الانتباه باستمرار حول عز التي ارتضت تحمّل كمّ كبير من الشتائم والإهانات من أجل شهرة تراها مستحقة. على مدار عامين كاملين، نجحت الخطة، ووصلت إلى حد توجيه نداء إلى نجم الكرة كريستيانو رونالدو بأن يتزوج صديقته جورجينا، لأنّ والدته غير راضية عن تلك العلاقة، وتقديم نصائح للسيدات لمعرفة قوانين كرة القدم خلال المونديال، والوقوف إلى جوار كل رجل يعنّف زوجته في أي حادثة متداولة اجتماعياً، حتى إنّها اضطرت للتراجع عندما أيّدت رجلاً ضرب عروسه في الشارع في قضية حملت اسم «عروس الإسماعيلية». تصدّى «المجلس القومي للمرأة» لها بمجموعة من الشكاوى والبيانات في كانون الثاني (يناير) الماضي. ورغم كل ما قيل عن إحالتها إلى التحقيق من الجهات الرسمية، إلا أنّه لم يسفر عن شيء حقيقي بسبب الوضع الشائك باستمرار سياسياً وإعلامياً بين القاهرة والرياض.
أيدت رجلاً ضرب عروسه في الشارع في قضية حملت اسم «عروس الإسماعيلية»

ثم حدث أن تراجع الاهتمام الجماهيري والإعلامي بياسمين عز، فاستمرت في رسائلها التافهة. ردود الفعل ظلت محدودة، قبل أن ينصحها أحدهم على ما يبدو باستفزاز اللبنانيات لتعود من جديد إلى الواجهة، وهو الفخ الذي يجب أن تحذر منه باقي السيدات العربيات لأنها بالتأكيد ستكرر اللعبة طالما نجحت في بيروت. الإعلامية التي لم يعرف الناس اسمها إلا قبل عام ونصف العام عندما أحرجها الإعلامي الراحل مفيد فوزي على الهواء بسبب عدم ترحيبها به لحظة دخوله الاستديو، حاولت تحقيق الشهرة قبل سنوات عبر التمثيل ولم تفلح. ظهرت في برامج على قنوات مجهولة ولم تعبر حاجز الأضواء. ثم قبل نحو أربع سنوات، انضمت إلى فريق برنامج «صباحك مصري» على شاشة «أم. بي. سي. مصر» وسط مجموعة من المذيعات اللواتي رددن شكاوى عن تفضيلها عليهن، ليختفي معظمهن وتستمر هي، بل يُخصَّص لها برنامج أسبوعي بعنوان «سهرة الخميس» بميزانية مرتفعة لاستضافة النجوم. إلا أنّها لم تحقق أي تأثير. ثم ظهر برنامج «كلام الناس» قبل نحو عامين واعتمد أيضاً على استضافة ضيوف ذي جاذبية خاصة، ليبدأ البرنامج في الانتشار. لكن الفضل كان للضيف وليس للمذيعة التي لم تستسلم للوضع، وابتكرت أو نفذت نصيحة المقدمات المثيرات للجدل، لتحقق لنفسها انتشاراً غير مسبوق، وتجلب لمجموعة mbc كمّاً من الشتائم والانتقادات، هو الأكبر في تاريخ الشبكة منذ 30 عاماً.