«نعتذر عن عدم بثّ النشرة المسائية بسبب عطل تقني»، بهذه العبارة برّر القائمون على «تلفزيون لبنان» غياب نشرة الأخبار قبل ثلاثة أيام تقريباً. لكن فعلياً لم يكن ذلك السبب الحقيقي لعدم بثّ النشرة، بل إنّ تطيير النشرة جاء نتيجة خلاف بين الموظفين داخل التلفزيون الذي انفجرت أوضاعه وتطورت إلى حدّ رفض المذيعة الوقوف أمام الكاميرا. ففي قرار مفاجئ، عيّن وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال زياد مكاري، الصحافية نوال الأشقر رئيسةً لتحرير نشرة الأخبار في التلفزيون الرسمي. وبدل أن تكون هذه الخطوة التي ملأت الفراغ المستمرّ منذ عامين في رئاسة تحرير الأخبار، بمثابة فرصة لتضامن فريق العمل، كان مفعولها عكسياً، إذ تفجّرت المشكلات بين الموظفين إلى حد لا يصدّق.في هذا السياق، كان متوقعاً أن تقدّم ابتسام عكوش نشرة الأخبار المسائية قبل ثلاثة أيام تقريباً. لكن قبل دقائق من موعد النشرة، رفضت عكوش الظهور أمام الكاميرا بعد الإعلان عن تعيين نوال الأشقر في رئاسة تحرير مديرية الأخبار. تلفت مصادر لنا إلى أن عكوش اعترضت على تقديم النشرة بعد طلب القائمين على «تلفزيون لبنان» ذكر اسم الأشقر ضمن النشرة التي أعدتها عكوش وفريق العمل. وتكشف المعلومات أنّ عكوش طلبت حذف اسم رئيسة التحرير الجديدة، لأنها لم تشرف على عملها، مؤكدة في الوقت نفسه حقّها بذلك المنصب من ناحية الأقدمية والمهنية. وتكمل المصادر بأنه بعد رفض الإدارة طلب عكوش، قرّرت الامتناع عن تقديم النشرة.
على الضفة نفسها، تلفت المعلومات لنا إلى أنّ «تلفزيون لبنان» لا يزال غارقاً في مستنقع مشكلاته التي تتنوع بين الفساد والهدر الذي يعانيه منذ أكثر من عشر سنوات. وتوضح المصادر بأنه في ظل غياب أيّ خطة سياسية حقيقية لإنقاذ التلفزيون، باتت الشاشة ساحة صراع طائفي وسياسي وحتى «كيدي». مع العلم أنه في الأعوام الأخيرة، لم يتوصل السياسيون إلى حلّ لانتخاب رئاسة مجلس إدارة في التلفزيون بسبب الخلافات الحزبية. هكذا، ظلّ التلفزيون في مهبّ التعيينات العشوائية، ومن ثم العدول عنها لأسباب متعددة.
في السياق نفسه، توضح المعلومات أن الفوضى في «تلفزيون لبنان» باتت مقلقة وتهدّد مصيره، في ظل أزمة مالية يعانيها الموظفون على إثر تراجع معاشاتهم بسبب ارتفاع سعر الدولار مقابل الليرة اللبنانية، متسائلة: هل يحق لوزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال زياد مكاري تعيين أسماء في التلفزيون، وسط حكومة مستقيلة وفي ظل غياب مجلس إدارة يتولى تلك المهمة؟ بات مؤكداً أن الخلاف الداخلي في «تلفزيون لبنان»، بدأ يتفجّر ويظهر علناً ويؤثر سلباً على مسار العمل في الشاشة المحلية.
من جانبها، ترفض نوال الأشقر في اتصال معنا التعليق على حادثة عدم بثّ نشرة الأخبار المسائية، مكتفية بالقول بأن الأمور طبيعية في قسم الأخبار. وركزت على مسيرة عملها في «تلفزيون لبنان» الذي انضمت إليه قبل 20 عاماً حيث عملت كمراسلة، ولاحقاً مقدمة برامج آخرها «الكلام يوصل» الذي توقف قبل عامين مع اشتداد الأزمة الاقتصادية.