‎يشهد «مسرح مونو» حالياً زحمة في المسرحيات والعروض التي تُقدّم على خشباته. وفي هذا الإطار جاء اقتراح تخصيص مساحة للموسيقى بشكل دائم تقريباً. ومن هنا فكرة إقامة أمسية تحييها الفنانة سمية بعلبكي تحت عنوان «ليالي الأنس». في اتصال مع «الأخبار»، تتحدث المغنية المعروفة بصوتها المتمكّن وميلها إلى التنويع في برامج حفلاتها الموسيقية عن الأمسية: «أَحَب المسرح أن يقدّم ليلة رمضانية بما أننا في شهر رمضان. وهذا النوع من الأمسيات غالباً ما يكون له علاقة بالطرب والموسيقى الشرقية الأصيلة. ولطالما قدّمت أمسيات مماثلة في «مسرح المدينة» بشكل شبه دائم». ترافق بعلبكي على المسرح فرقة مصغّرة أو ما يُعرف بالتخت الشرقي لا أوركسترا كبيرة. سيكون الجو طربياً وكلاسيكياً بامتياز مع أغنيات لعبد الوهاب وأم كلثوم، إضافة إلى قدود حلبية. جاء خيار البرنامج تماشياً مع أجواء هذا الشهر الذي تميل الموسيقى المقدّمة فيه إلى الكلاسيكية والطربية. ولكن الفنانة لا تضع نفسها في إطار واحد، إذ تحب التنوع وقدّمت تجارب مختلفة كما في «أراب تانغو» إضافة إلى حفلة في «كازينو لبنان» بصحبة أوركسترا من دون أن ننسى أمسية بعلبك الصيف الماضي حيث كان الجو مختلفاً والأغنيات بتوزيعات أوركستراليّة. وحتى في ظل الظروف الصعبة التي تعانيها الموسيقي اليوم وبالأخص من اتبع خطاً معيناً كبعلبكي، تصرّ الأخيرة على مواجهة الواقع بالفن وتصرّ على اعتباره سبيلاً لمقاومة الصعاب، فتخبرنا: «مرّت علينا سنتان أو ثلاث من أصعب ما يكون. عشت الحرب وعرفنا أهوالاً كثيرة في طفولتي وشبابي، ولكن الضغط الذي تعرّضنا له في السنتين الأخيرتين لم يسبق أن مررنا به من قبل. كنت أنا بنفسي أقول إنّ الوقت غير ملائم للموسيقى. كنت أرزح تحت وطأة الهموم الكبيرة ككل مواطن. ولكنني الآن كفنانة أصبحت بحاجة إلى الموسيقى. هو فعل مقاوم للوضع الذي نحن فيه. هي الفسحة الوحيدة التي تشعرنا بوجودنا وبالقليل من الفرح. كنت سأطلق على الأمسية عنوان «ليلة فرح» لأننا جميعنا بحاجة إلى الفرح. الفن والموسيقى والثقافة هي الأمور الوحيدة التي تؤمّنه اليوم. أطلقت الشعار نفسه في بعلبك باعتبار أنّ لا شيء سيساعدنا على مجابهة هذا الكم من الضغوط وما يحصل في البلد. فالصورة البهية للبنان الثقافة والفن والحضارة هي أول ما أُصيب. ومن دونها لا يبقى شيء من لبنان. اعتبرته فعل إيمان منّي ودعماً لبعضنا البعض اليوم. الموسيقي في لبنان يُعاني الكثير، ويعيش أسوأ أيامه. كل ما يقدَّم في هذه المرحلة هو دعم له. تعتبر الموسيقى والفرح والفن لزمن البحبوحة والراحة. ولكن اليوم أراها أولوية لأنّه من دونها لن يبقى للبنان أي شيء».
على البرنامج أغنيات لعبد الوهاب وأم كلثوم، إضافة إلى قدود حلبية


في المقابل، لا تخفي سميّة بعلبكي أنّ التغييرات الحاصلة في زمن تطور وسائل التواصل الاجتماعية تصعّب الأمور، خصوصاً في ظل وجود ما سمّته بالفن ما دون الهابط، مضيفةً بلهجة فكاهية: «وللأسف الجمهور العريق الذي كنّا نعتز به مات أو هاجر وبقي القليل منه. ولكن أقول دائماً إنه حتى ولو لم يتبق إلا ثلاثة أشخاص، سأظلّ أعمل بالطريقة ذاتها. ليس أمامنا من خيار آخر لمواجهة هذه الموجة التي لا تمت للموسيقى بصلة. هو موضوع خطر وليس مزحة، وبدأ هذا النمط يكرّس ويكون الأكثر انتشاراً. أنا لست مع كلمة هابط أو غير هابط، فكلنا نسمع الأغنيات الراقصة، وحتى لو لم أقدّم هذا النوع من الفن، هناك أعمال جميلة. أتحدّث هنا عمّا هو في القعر. الانهيار لا يكون اقتصادياً فحسب بل ينعكس على الفن كذلك. لذا علينا أن نقاوم ثقافياً وفنياً، فليس بوسعنا أن نفعل شيئاً آخر».
إضافة إلى الحفلات الموسيقية، عملت بعلبكي على مشاريع جديدة، منها تصوير عمل موسيقي كبير من تأليف نشأت سلمان وإخراج عادل سرحان. فالطرب له وقته الخاص بالنسبة إلى الفنانة التي تخبرنا بأنّ الكليب الجديد هذا صُوّر مع أوركسترا من 50 عازفاً. كما تعمل على أغنية من كلمات الشاعر الراحل نزار قباني ولحن إحسان المنذر قد تصورها لاحقاً، إضافة إلى عملها على أغنيات بأنماط موسيقية حديثة أبرزها أغنية Avec le Temps لداليدا معرّبةً، انتهت من تسجيلها وعنوانها «شوي شوي».

«ليالي الأنس» مع سمية بعلبكي: اليوم 21:30 ـــ «مسرح مونو» (الأشرفية ـ بيروت) ـ للاستعلام: 70/626200