منذ ثلاثة عقود، يتمسّك «مسرح المدينة» بفكرة «رمضانيات»، تماماً كما يحرص على استضافة فعاليات أخرى يريد لها أن تكون ثابتة على برنامج أنشطته. «الشعائر الدينية هي جذور المسرح»، هكذا تختصر نضال الأشقر الموضوع. الفنانة اللبنانية ومؤسسة هذا الصرح الثقافي، تضيف في اتصال مع «الأخبار»: «من رمضان إلى عاشوراء إلى درب الصليب والميلاد وغيرها من المناسبات الدينية، مهمّة جداً بالنسبة إلى المسرح. نحن نشرب من هذا النبع تماماً كما ننهل من التاريخ والجغرافيا والمجتمع وغيرها».انطلاقاً من هذا المبدأ، يُطلق «مسرح المدينة» اعتباراً من اليوم الجمعة لغاية 19 نيسان (أبريل) المقبل أنشطة ضمن أجواء شهر الصوم، منوّعة بين الغناء والطرب والتمثيل والحكواتي. فرغم الصعوبات الكبيرة التي تفرضها ظروف البلاد، صمّمت الأشقر على إنجاز الفعاليات بمستوى «ممتاز»، وعمدت إلى تخفيض الأسعار. البداية اليوم مع «كورال المشرق العربي» في أمسية تحمل عنوان «الأمان في رمضان»، وستقدَّم غداً السبت أيضاً.
في الرابع من نيسان (أبريل)، يحين موعد أمسية «في أمل؟» التي يتشارك إدي دورليان وغادة غانم إحياءها مع طلّابهما: رواد أبي زيد، وفريد شدراوي، ورالف عوّاد، وليا غايا، وجوني خليل، وريمون جبّور. يضمّ البرنامج أعمالاً كلاسيكية، وأخرى كتبت غانم كلماتها مع موسيقى من العالم. على أن يعود ريع النشاط لمساعدة أساتذة الموسيقى والموسيقيين المحترفين. «طرابلس تحييكم» هو عنوان ليلة 6 نيسان مع الفنانَيْن أمل رعد وماهر جواد. يهدف هذا الموعد إلى تقديم صورة «حقيقية» عن عاصمة الشمال. يتركّز البرنامج حول الأغاني الطربية، إذ ستؤدي أمل رعد كلثوميّات من بينها «الرضا والنور»، بالإضافة إلى مختارات لوردة. من ناحيته، يغنّي ماهر جواد لعبد الحليم حافظ و«ليالي الشمال الحزينة» لفيروز، فضلاً عن أغنيات للراحل نصري شمس الدين. في 8 نيسان، يستعيد خالد العبد الله الشيخ إمام (1918 ــ 1995) بنَفَس طربي مميز، برفقة الموسيقيين: أسامة الخطيب (كونترباص)، وعلي الخطيب (رق)، وبركات جبّور (كمان)، وإيلي عيراني (طبلة). وفي السهرة أيضاً تحيّة إلى سيّد درويش (1892 ــ 1923) في الذكرى المئوية لرحيله.
يستعيد خالد العبد الله الشيخ إمام بنفَس طربي مغاير


وبين 13 و16 نيسان، تضرب مجموعة «كهربا» موعداً مع الجمهور من خلال عرض «الكباريه المهاجر». إنّها منصة للتعبير «عن الفكر الحر والمتسامح. مساحة للاجتماع والضيافة، ومكان للسخرية والنقد، وللمتعة والترفيه، وأحياناً مكان لاستفزاز أفكار منمّطة ومُسَيطر عليها وحتّى أخلاقيّة». في الصالة، ثمانية بين فنان وموسيقيّ وممثل وراقص ومحرّك دمى ومهرّج، يتناوبون على المسرح طارحين بطريقة أو بأخرى نظرة حادة حول الهجرة. وتؤكّد «كهربا» أنّها تتناول «الحدود المادية الحاضرة التي تنظّم وتسيطر وتحدّ وتحظر حركتنا وتداولها، وتلك المتأصّلة في قصصنا وفي أجسادنا وذاكرتنا». تتحدّث إلينا عن الإتجار بالأعضاء، والانتظار عند الحدود، عن المسافرين خلسة ومهربيهم، وعن العنصرية، وعن التلاعب المتعلّق بالجسد وباللغة والفكر. تعود غادة غانم في 17 نيسان، لكن هذه المرّة مع مجموعة من أصدقائها، لإحياء أمسية «بدنا نضلّ»، قبل الختام في 19 من الشهر نفسه. الليلة الأخيرة من تنظيم مؤسّسة «فضاء» المعنية بأرشفة الوثائق والكتب والنصوص والموارد المسرحية المتعلّقة بالخشبة في لبنان والعالم العربي، ومجتمع رواة القصص Cliffhangers، بالاشتراك مع «مسرح المدينة». بعد النجاح الكبير الذي حققه «دقّوا ع خشبة المسرح» الشهر الماضي، ستتكرّر التجربة في قاعة نهى الراضي، مع مجموعة جديدة من المسرحيين المعروفين الذين سيتناوبون على التحدّث عن تجارب اختبروها خلال مسيرتهم المهنية، أبرزهم نضال الأشقر. لكن النشاط سيجري هذه المرّة تحت اسم «منمنمات سردية».

«رمضانيات»: بدءاً من اليوم الجمعة ولغاية الأربعاء 19 نيسان 2023 ــ الساعة التاسعة مساءً ــ «مسرح المدينة» (الحمرا ــ بيروت). للاستعلام: 01/753010