بعد مرور شهر على إعتصام الموظفين في قناة nbn بسبب تردّي رواتبهم الشهرية، يختصر أحد العاملين في المحطة الوضع بأنّ «الإدارة تعيش على كوكب آخر»، على إعتبار أن ذلك التحرّك الذي جمّد غالبية البرامج على المحطة اللبنانية، لم يصل إلى نتيجة. بل على العكس، فقد وسّع الفجوة بين الموظفين وإدارة القناة التي لم تنظر إلى وضع العاملين. ويتابع الموظف في حديثه معنا، بأنّ المشكلة بين إدارة nbn والعاملين ليست محصورة بالأمور المالية فحسب، بل هي معنوية بالدرجة الأولى. فلم يلمس الموظفون تقديراً من قبل الإدارة التي لم تعرف كيف تدير الازمة التي بدأت قبل أربع سنوات، وتعمّقت في العامين الأخيرين مع إشتداد الازمة الاقتصادية في البلاد. وحمل الموظفون سلّة مطالب تساهم في إعادة تنشيط المحطة وفي تعزيز أوضاع العاملين، إلا أن التجاوب معهم كان محدوداً وهامشياً.
في جديد قضية nbn، عقدت إدارة المحطة التي تأسّست عام 1996، إجتماعاً أخيراً مع الموظفين، طارحة عليهم بعض الحلول المالية التي لا تمّت للواقع بأي صلة. وتلفت المعلومات لنا إلى أنه من بين الحلول التي إقترحتها زيادة مبلغ صغير (لا يتعدّى الـ 20 دولاراً أميركياً) على رواتب المصروفين. وهذا الأمر وجده العاملون بأنه «إستخفاف بطلباتهم المحقة إثر الازمة الاقتصادية الخانقة». كذلك إرتأت الادارة على العاملين الذين يقطنون بعيداً عن منطقة بئر حسن (بيروت) حيث مقرها الاساسي، عدم الحضور يومياً إلى المحطة إثر غلاء صفيحة البنزين. وهذا الأمر أثار استياء العاملين الذين وجدوا بأنّ الحلول لا تمّت للواقع بصلة.
على أثر ذلك الاجتماع، أعرب الموظفون عن إمتعاضهم من قرارات الادارة، وبدأ بعضهم يفكّر بالاستقالة من الشاشة اللبنانية بعدما وصلت الامور الى طريق مسدود.
على الضفة نفسها، تكشف المعلومات لنا أن سوسن صفا مقدمة البرنامج السياسي «90 دقيقة» قدمت إستقالتها من nbn، بعدما عملت فيها قرابة 20 عاماً. ولفتت المصادر إلى أن إستقالة المقدمة جاءت بعد اسابيع من انكفائها عن الشاشة إثر التحرك مع الموظفين. وكانت صفا قد إنضمت إلى القناة اللبنانية عام 2003 وعملت محررة ومذيعة اخبار، ثم مقدمة برامج سياسية.