زكية الديراني....
متأخرة وصلت قناة «الجديد» إلى البرامج التي تدور في فلك المواعدة والجنس. بعد مرور ستّ سنوات على برنامج take me out الذي قدّمه فؤاد يمين على قناة lbci وما سبقه بالطبع من مشاريع تلفزيونية تدور في عالم العلاقات الغرامية، إكتشفت «الجديد» أن العبارات الجنسية تثير ضجة على صفحات السوشال ميديا.
قبل أسابيع، أطلقت المحطة برمجتها الخريفية وكان من ضمنها برنامج «فاشلين بالحب» (تقديم غيد شماس على قناة «الجديد») الذي يجول في عالم المواعدة. يومها، كان الجميع ينتظر ولادة العمل التلفزيوني الترفيهي في زمن طغى عليه الكلام السياسي.
كانت إنطلاقة العمل التلفزيوني عادية، ولم يكن على قدر التوقعات حتى إنه لم ينل نصيباً من الانتقاد السلبي أو الايجابي. فحضور البرنامج على الشاشة كما غيابه، بلا أثر يُذكر. إذ يفتقر المقدّم إلى الكاريزما التي تحتاج اليها البرامج الترفيهية والعفوية. كما أنّ فريقي الشباب والبنات من المشتركين في «فاشلين بالحب»، اختيرا على عجلة ولا يملكان مفاتيح هذه المشاريع التلفزيونية التي تتطلب جرأة عالية.
بعد مرور قرابة خمس حلقات على العمل، لم يُحدث البرنامج أيّ بلبلة إفتراضية. يبدو أن هذا الأمر أثار حفيظة «الجديد»، فقرر القائمون عليه الاعتماد على العبارات الجنسية، فربما ينتبه أحدهم إليه ويهاجمه فتتوجّه الأنظار اليه.
في الحلقة الرابعة من «فاشلين بالحبّ»، غيّر فريق العمل خطّته، معتمداً على الاسئلة الجنسية «الجريئة»، من بينها أين تفضّل القيام بالعلاقة الجنسية؟ أتفضل العلاقة في الصباح أو المساء؟. هل مفتاح الشاب تخته أو معدته؟ هل تفضل العلاقة في الضوء أو العتمة؟ كيف تقاوم شريكك الذي يرغبك بقوة؟ كلها أسئلة تصلح لعناوين مواقع فنية تعالج القضايا الجنسية بسطحية.
ويبدو أن عملية المونتاج قد تدخلت أكثر من مرة في فقرات «فاشلين بالحب» حيث إقتطعت أجوبة المشتركات بشكل واضح، مكتفية بعبارتين أو اثنين، مع محاولة تغطية وجوههن بأيديهن. تتدخل إحدى المشتركات، فتقول بأنها تكشف لشريكها بأنها تريد علاقة جنسية عبر تقديم كأس من الويسكي، بينما يردّ شاب من فريق المقابل، بأنه يمكنه القيام بالعلاقة الجنسية في أي زمان ومكان! لجوء «الجديد» إلى هذه الخطة التسويقية، يذكّر في الافلام العربية التي يُكتب في مقدمتها بأنها موجّهة لمن فوق الـ 18. لكنّ «فاشلين بالحب» فاشل حتى في التمثيل!