فقدت «نتفليكس» مجدداً مشتركين في الربع الثاني من العام الحالي، لكن بعدد أقل من المتوقع، فيما تعوّل المجموعة العملاقة في مجال البثّ التدفّقي على انتعاش هذا الصيف يمنح الأمل للمستثمرين الذين يخشون سقوطاً حراً للشبكة.وأعلنت الشبكة الرائدة في القطاع أنّها خسرت 970 ألف مشترك بين نهاية آذار (مارس) ونهاية حزيران (يونيو) 2022، بدلاً من مليوني مشترك كانت تتوقّع أن تفقدهم خلال هذه الفترة.
وأقرّ المؤسس المشارك لـ «نتفليكس»، ريد هاستينغز، بأنّه «من غير السهل التحدث عن نجاح عندما نكون فقدنا مليون مشترك»، مضيفاً خلال مؤتمر عبر الهاتف أنّه «لكننا مستعدون جيداً للعام المقبل».
وكانت «نتفليكس» التي تضمّ حالياً 220.67 مليون مشترك في خدماتها المدفوعة في جميع أنحاء العالم، أعلنت عن نتائج مخيبة للأمل في الربع الأول تمثّلت بفقدانها مشتركين للمرة الأولى منذ عقد.
وفي إشارة إلى أنّ النتائج التي نشرتها «نتفليكس»، أمس الثلاثاء طمأنت السوق، ارتفع سعر أسهمها بأكثر من 7% في التعاملات الإلكترونية بعد إغلاق بورصة نيويورك.
وأعلنت المجموعة التي تتخذ مقراً لها في كاليفورنيا، أنّ إيراداتها بلغت 7.97 مليارات دولار للفترة من نيسان (أبريل) إلى حزيران (يونيو)، وهي نتيجة أقل من التوقعات عزتها الشركة خصوصاً إلى سعر الصرف غير المواتي لها.
من ناحية أخرى، حققت «نتفليكس» أرباحاً صافية بلغت 1.44 مليار دولار، في نتيجة فاقت توقعاتها. كما أنّها تتوقّع استعادة مليون مشترك في الربع الثالث من هذا العام، وبالتالي الوصول إلى 221.67 مليون مشترك يدفع بدلاً. ومع ذلك، لا يزال هذا الرقم أقل من ذلك المسجل نهاية عام 2021.
ولتحقيق ذلك، تعوّل المنصة خصوصاً على نجاح الموسم الرابع من سلسلة الخيال العلمي ومغامرات المراهقين Stranger Things التي اختُتمت أخيراً، وكذلك على فيلم «ذا غراي مان» المعتزم طرحه قريباً، من توقيع الأخوين روسو، والذي يمكن أن يتحوّل إلى علامة تجارية مربحة في حال تحقيقه نجاحاً جماهيرياً.
بعد سنوات من النمو المتسارع، وبعد استفادتها بقوة من فترات الحجر المنزلي خلال جائحة كوفيد-19، تشهد «نتفليكس» مساراً تصحيحياً تضخّمه المنافسة التي أشبعت السوق في السنوات الأخيرة.
ويُضاف إلى فقدان المشتركين، السياق الاقتصادي غير المواتي، من الحرب في أوكرانيا إلى التضخم مروراً بالدولار القوي.
في الربع الأول، فقدت الخدمة 200 ألف مشترك في جميع أنحاء العالم مقارنة بنهاية عام 2021. وقد تسبب ذلك في انخفاض سعر أسهمها في البورصة بنسبة 25 %.
ثم أعلن رؤساء المنصة في نيسان عزمهم تقديم صيغة اشتراك أرخص ولكن مع إعلانات، بعد سنوات من رفض هذا الحل. وقال روس بينيس: «نظراً للطلب القوي من العلامات التجارية، يُتوقع أن يزيد هذا المنتج من عائدات الشركة عن كل مستخدم. ولكن لا يوجد دليل على أن هذا الأمر سيبطئ إلغاء الاشتراكات أو يجذب عدداً كافياً من المستهلكين الجدد».
في الأسبوع الماضي، أوضحت الشركة أن الاشتراك الجديد سيضاف إلى الخيارات الثلاثة المتاحة أساساً («أساسي» و«قياسي» و«مميز»)، وأرخصها يكلّف عشرة دولارات شهرياً في الولايات المتحدة.
وتهدف «نتفليكس» إلى إطلاق الصيغة في أوائل عام 2023. جاء ذلك بعدما أشارت في نيسان إلى أنّها بصدد تشديد الخناق على مشاركة المعرّفات وكلمات السر، وهي ممارسة تسمح لكثيرين بالوصول إلى محتوى النظام الأساسي من دون الدفع.
وأكد مدير العمليات، غريغ بيترز، أنّ هذا النظام «سيبدأ تطبيقه العام المقبل كما هو مخطط له».
وأدى التباطؤ في نمو المنصة أيضاً إلى الاستغناء عن أكثر من 400 موظف خلال الربع الماضي، خصوصاً في الولايات المتحدة. لكن المجموعة لا تزال تواصل الاستثمار في إنتاج المحتوى: فقد أعلنت عن استحواذها على استوديو الرسوم المتحركة الأسترالي «أنيمال لوجيك» الذي يعمل فيه نحو 800 موظف.