من المعروف أنّ روايات توماس فريدمان عمّا يجري في الأراضي الفلسطينية المحتلة غارقة في الخيال وبعيدة كلّ البعد عن الواقع.غير أنّ الصحافي والكاتب الأميركي الحائز ثلاث جوائز «بوليتزر» تفوّق على نفسه أخيراً في المقال الذي نشره في صحيفة «نيويورك تايمز» يوم الثلاثاء الماضي، بعنوان The Soul of Democracy Is on the Ballot in Israel and America (روح الديمقراطية على ورقة الاقتراع في إسرائيل وأميركا).
رسم فريدمان صورة للعام الفائت في «إسرائيل» ــ أول عام خالٍ من نتنياهو منذ عام 2008 ــ كرمز للديمقراطية، حيث «تراقص اليهود الإسرائيليون والمواطنون الفلسطينيون في إسرائيل معاً تحت العلم الأزرق والأبيض، في انسجام وسعادة».
مقال خبيث يمعن في محو الفصل العنصري وتلميع صورة العدوّ الصهيوني وجرائمه اليومية بحقّ الفلسطينيين، ملقياً باللوم على الفلسطينيين في اضطهادهم المستمر. ويمدح فريدمان أولئك الذين سيتخلون عن أبناء عمومتهم تحت الاحتلال! علاوة على ذلك، يظهر فريدمان جهلاً كاريكاتورياً بالسياسة الإسرائيلية. لم يهدر فريدمان أيّ وقت من خلال إطلاق تشبيه خاطئ بين محاولة دونالد ترامب الانقلابية ومكائد بنيامين نتنياهو المختلفة للبقاء في منصبه. ويحذر من أنّ «عقلية الفوز بأي ثمن» يمكن أن تمزق الديمقراطية في كل من الولايات المتحدة و«إسرائيل»، وفق ما يذكر ميتشل بليتنيك في موقع «موندوايس».
وبحسب بليتنيك، يتجاهل فريدمان حقيقة أن كلا البلدين، ـــ بالرغم من وجود هياكل ديمقراطية معينةـــ لديهما أيضاً أنظمة مهمة مناهضة للديمقراطية، (الفصل العنصري في حالة «إسرائيل») والقيود المختلفة التي تقاوم الديمقراطية مثل الهيئة الانتخابية ومجلس الشيوخ في الولايات المتحدة، وتحافظ على أشكال مختلفة من التمييز الاقتصادي والاجتماعي والعرقي والجنساني وغيرها.